أزوار بيت الله مروا بيثرب |
لحاجة مَتْبول الفؤاد كئيب |
إذا ما مررتم يثرباً فابدؤوا |
بِلَطْمِ خدود أو بشق جيوب |
وقولوا لهم يا أهل يثرب أسعدوا |
على جَلَبٍ في الحادثات جليب |
فإنا تركنا في العراق أخا هوىً |
تنشبَّ رهناً من حبال شعوب |
به سقمٌ أعيا المداوين طبه |
سوى ظَنِّهم من مُخطىءٍ ومصيب |
إذا ما عصرنا الماء في فيه مجَّه |
وإن نحن نادينا فغير مجيب |
خذوني فنادوا بي صراحاً بنسيه |
ليعلم من تعنون كل أديب |
فإنكم إن تفعلوا ذاك تأتكم |
أمينة خودٍ كالمهاة لعوب |
عزيز عليها ما وعت غير أنها |
نأت وبنات الدهر ذات خطوب |
خذوا لي منها جرعةً في زجاجة |
ألا إنها لو تعلمون طبيبي |
فإن قـال أهلـي مـا الَّذي جئتُمُ بـه؟ |
وقد يحسن العليل كل أديب |
فقولوا لهم جئناه من ماء زمزم |
لتشفيه من داء به وذنوب |
وسيروا فإن أدركتُمُ بي حشاشة |
لها في نواحي الصدر وجس دبيب |
فرشـوا علـى وجهـي أُفِقْ مـن مصيبتي |
يثيبكم ذو العرش خير مثيب |
وإن أنتمُ جئتم وقد حيل بينكم |
وبيني بيوم للمنون صعيب |
فرشـوا علـى قبري مـن الماء واندبـوا |
قتيل كعاب لا قتيل حروب |