(( فتح باب الحوار ))
|
ثم افتتح باب الحوار بسؤال من الدكتور غازي زين عوض الله قال فيه: |
- تعددت المناهج النقدية التي تهتم بالدراسات الأدبية، فأين موقعك من خارطة هذه المناهج، بحكم أنك أحد النقاد الأكاديميين الدارسين للأدب العربي، وأحد المبدعين في نظم الشعر العربي؛ فأنت وجهان لعملة واحدة: الناقد والمبدع؟ |
وأجاب المحتفى به قائلاً: |
- صديقي الدكتور غازي يحسن الظن فيّ؛ أولاً: أحمد الله على أنني في نظره عملة.. أي ذو قيمة. |
- ثانياً: أنا وغيري من النقاد إن أرادوا فيّ وجهة نظري، وأنا الآن أجلس هذه الجلسة بين فحول النقد الدكتور المسدِّي، والأستاذ الشيباني، والدكتور القحطاني، والدكتور المعطاني، فماذا أصنع وغيرهم ممن لم أذكر ولكنهم مذكورون؟ والدكتور مريس الحارثي ها هنا وغيرهم..، وبذلك أجدني محرجاً جداً؛ والدكتور غازي - في الحقيقة - كأنما أراد أن يورطني، ولكني - مع ذلك - مضطر أن أقول: إن كل ناقد - أي ناقد - أراد لعمله أن يكون ذا قيمة في مجاله؛ لا أعتقد أنه مجبر أن ينتمي لمنهج معين وأن يحصر نفسه في زاوية معينة - هذا من وجهة نظري - لكن في إمكانه أن يستفيد من كل المناهج؛ وأيضاً طبيعة النصوص الأدبية - فيما يبدو لي - ليست على نسق واحد؛ كما أن البشر ليسوا كلهم بطبيعة واحدة، فكذلك النصوص الأدبية.. وهي من الحياة بمكان ليست ذات طبيعة واحدة؛ أعني أن بعض النصوص قد ينفع فيها هذا المنهج وقد لا ينفع مع نص آخر. فالمهم أن تجد المفتاح الملائم للنص، وأن تكون بقدر الإمكان مستوعباً لهذه المناهج، مستفيداً من كل الثقافات المتاحة لك؛ حتى في مجالات العلم الخالص أنت تستعمل كل الثقافات؛ كل ما تملكه من فروع الثقافة في استكشاف هذا النص؛ فلذلك لا أعتقد الاقتصار على منهج مجدياً في هذه الناحية. |
|
ثم سأل الأستاذ عبد الله المجددي قائلاً: |
- لقد ادعى أحد الحداثيين أن الاعتزاز باللغة العربية يعتبر من المزايدات الشعرية الَّذي لم يعد مقبولاً في الدرس الأدبي؛ كما أنه وصف اللغة العربية باللغة الميتة؛ فما هو رأيكم في ادعائه ووصفه؛ وهل لزعمه من حقيقة؟ |
ورد الدكتور الخطراوي قائلاً: |
- أولاً: لا مؤاخذة مع تقديري للأستاذ عبد الله؛ السؤال في الجانب العلمي قائم على مقولة تحتاج إلى شيء من المراجعة، فهذا الكلام غير موثق التوثيق الَّذي يجعلني أتصدى لمناقشته المناقشة الجادة، ولا أعتقد أن عربياً ينظر إلى لغته بهذا المنظار. لغة العربي هي وجوده نفسه. |
- لعلنا في كثير من الأحيان نكون في حاجة لأن نعطي أنفسنا الفرصة للفهم الأفضل، ولاستنطاق ما نقرأ استنطاقاً صحيحاً، وأن نحسن الظن في الآخرين بناءاً على مقولة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): "لا تحمل كلام أخيك على الشر ما دمت تجد له محملاً على الخير". |
|
ثم وُجِّه سؤال من الأستاذ عبد المجيد محمد حبحب جاء فيه: |
- باعتبار الدكتور الخطراوي أحد أعضاء المحافظة على آثار المدينة المنوّرة؛ ما هي الخطوات العملية التي قمت بها باختصار في هذا السبيل، وفي سبيل المحافظة على آثار مكة المكرمة أيضاً؟ |
وفي نفس المجال وُجِّه سؤال من الشيخ محمد علي الصابوني للمحتفى به جاء فيه: |
- ما هي الآثار التي حافظتم عليها في المدينة المنوَّرة باعتبار أنكم عضو في الحفاظ على الآثار، مع أن بعض المتزمتين الَّذين لا يفقهون بعض أسرار الشريعة الغراء يعتبرون ذلك إحياء للمآثر الجاهلية؟ |
أجاب الدكتور الخطراوي قائلاً: |
- بالنسبة للآثار أو لهذه اللجنة المركزية التي أنشئت في المدينة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد أمير منطقة المدينة المنوَّرة..، هذه اللجنة اجتمعت مع سموه ووضعت الخطة اللازمة، وبعد نقاش طويل اعتمدت هذه الخطة بعد جلسات متعددة، وتولى أمين المدينة منصب نائب لسموه، وعقدت اجتماعات دورية وما زالت إلى الآن مستمرة، النظرة التي انطلقت منها هذه اللجنة واستوجبت إنشاءها، ما تمر به المدينة المنوَّرة من تطوير هذا الاتجاه الَّذي اتجهت إليه الدولة، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه ولي عهده الأمين، استدعت هذه الظروف أن ينشأ سؤال: |
|
- إلى أي مدى يتم هذا التطوير وهذه الإزالة، وهل هناك آثار؟ |
- فالخطوة الأولى كانت التثبت تاريخياً من مواقع هذه الآثار، فإذا ثبت تاريخياً وهذا بالطبع لا بد من بحوث علمية تثبت هذا. |
|
- أقصد أرجع مرة ثانية فأقول كونت لجان فرعية.. أو قسمت إلى فروع، فمثلاً الجبال والأودية والحرار لها لجنة، ومعالم الآثار الدينية لجنة، والموضوع الدقيق جداً أشار إليه فضيلة الشيخ الصابوني هو ما يتصل بالناحية الدينية، فلا شك أن تقول - مثلاً - هذا أثر إسلامي أو أن له صلة بالدين، هذا وحده دين - أيضاً - فلا بد أن نتثبت منه تمام التثبت، لأن له علاقة بالدين. |
|
- أنا لا أشك في أن الآثار الإسلامية بعضها له علاقة - مثلاً - بتفسير آية أو تفسير حديث أو شرح حديث، كلمة تفسير بمعنى شرح - أيضاً - أو شرح حديث - مثلاً - وربما لفهم مقصود الشريعة من ذلك؛ ولكن ليست كل الآثار في الجانب الآخر حقيقة؛ وأنا لا آتي بجديد.. ولكن السؤال المثير فيه بعض الإثارة لا شك - أيضاً - أن أناساً بالغوا في تصديق أي أثر ولم يتأكدوا التأكد اللازم؛ ولأسباب مختلفة اعتمدت أشياء من الآثار وهي ليست من الآثار، فالموضوع إذاً علمي والجهود جادة وبكل موضوعية، وأسأل الله (تبارك وتعالى) أن يبلغنا في هذا الموضوع حسن القصد، والَّذي - أيضاً - يهمني أن أشير إليه أن سمو الأمير عبد المجيد مهتم جداً جداً بمواقع الغزوات بالذات، خصوصاً الغزوات التي لها علاقة بالمدينة مثل غزوة أحد وغزوة الأحزاب، والتي حدثت قريبة من المدينة مثل غزوة حمراء الأسد، وما أشبه ذلك.. فالمقصود التثبت من مواقعها، وتهيئتها التهيئة التاريخية الشرعية لزوار المدينة المنوّرة؛ وشكراً. |
|
|
ثم وجه الأستاذ عثمان مليباري سؤاله قائلاً: |
- يبدو أنه سؤال حرج.. لم لم تذكر إبراهيم أمين فودة، وعبد الله بلخير، وعبيد مدني، وحسين سرحان، ومحمد سعيد الخنيزي، وحسين عرب، وإبراهيم علاف، ومصطفى زقزوق، وأحمد سالم باعطب، وغازي القصيبي، وأحمد خليل عبد الجبار..، لم لم تذكر هؤلاء الشعراء في كتابك: "شعراء من أرض عبقر" مع أنهم يتمتعون بالقدرة والموهبة، ويتصفون بالتفرد والابتكار؟ ضع هؤلاء الشعراء يا سيدي في أرضك أرض عبقر؟ |
أجاب الدكتور الخطراوي قائلاً: |
- أولاً هذا الكتاب في أساسه - كما نبهت في مقدمة الجزء الأول - كان عبارة عن برنامج إذاعي.. مدة البرنامج نصف ساعة؛ ولعلي هنا أهمس في أذن الزميل الدكتور الأستاذ عبد المحسن القحطاني، الَّذي أشار بعض الإشارات الخفية حول هذا الكتاب؛ وأقول: إنني بالفعل لا أدعي أن يكون مرجعاً في نقد الأدب السعودي، وذلك لعدم شموليته التي أشار إليها الأستاذ عثمان مليباري؛ هذا من ناحية.. ومن الناحية الأخرى: أنه ليس فيه ذلك التعمق الَّذي كان يطمح إليه أو يبحث عنه الدكتور عبد المحسن القحطاني؛ ذلك أن هذا الكتاب في أساسه كان برنامجاً إذاعياً له مواصفاته الخاصة والخاصة جداً، والتي هي علينا أن ننفذها، لأن ما يقال في الإذاعة غير الَّذي يقال في كتاب، لا يسمح له أو قد لا يكون من المناسب أن يقال في مذياع. |
- وهكذا أجد نفسي معذوراً بالإضافة إلى أن بعضهم - بالفعل - تناولته مثل الأستاذ السرحان كما أذكر؛ ذاكرتي على العموم شاخت قليلاً، وإن كنت أنا دائماً عند هذا أقسم يميناً بأنني رجل شاب، كل واحد يفهمها على كيفه؛ أنا شاب.. شاب يشيب، وأرجو من الأستاذ عثمان المعذرة، فبعض الَّذين ذكرت في شعره تفرد على أني ربما أقول إنني لا ينبغي أن أجازف بكلمتي التفرد والابتكار لأنهما كلمتان كبيرتان، وإن كنت لا أنكر على زملائي الشعراء - وبعضهم من الرواد - أن يكون لهم بعض التفرد وبعض الابتكار. وشكراً. |
|
ووجه الأستاذ عدنان فقي سؤالاً يقول فيه: |
- نريدك أن تحدثنا عن الأستاذ عبد العزيز الربيع، وقد كنتم معه في حياته الوظيفية في التعليم وفي أسرة الوادي المبارك. |
فأجاب المحتفى به بقوله: |
- رحمه الله. |
|
ووجه الأستاذ عبد الحميد الدرهلي سؤالاً يقول فيه: |
المرء في زمن الإقبال كالشجرة |
والناس مـن حولها مـا دامـت الثمـرة |
حتى إذا راح عنها حملها رحلوا |
وخلفوها تقاسي الحر والغبرة |
|
- السؤال: ما رأيكم - دام فضلكم - في هذا القول.. وهل له مغزى؟ وهل هذا الحال الموصوف كان سائداً في الزمن الغابر؟ وكيف يمكن تلافيه من واقعنا السياسي والاجتماعي في زمننا وواقع حياتنا، إما كحرب أو كعرب أصحاب أمجاد.. ولكم الشكر؟ |
وأجاب الدكتور الخطراوي على هذا السؤال المتشعب بقوله: |
- حسب فهمي لهذه القراءة السريعة - وأنا رجل أتلقى بعيوني أكثر مما أتلقى بسمعي - يبدو لي أننا نفعل هكذا لأن أجدادنا في العصر الجاهلي هم الَّذين كانوا يتلقون بآذانهم، لكن مع ذلك لعلي أكون ألتقط بعض الشيء. |
|
- الزميل يشكو من زمن الغدر، هذا الزمن الرديء الَّذي تتمثل فيه أخلاقيات سيئة، غدر في العلاقات الشخصية، وفي العلاقات الدولية، وفي العلاقات الإنسانية، وكلنا نبكي هذا الوضع؛ وأعتقد أن الظلم من شيم النفوس، والغدر من شيم النفوس، والمأساة مستمرة.. ولا تختلف - في اعتقادي - إلاَّ باختلاف مجابهتها والتعامل معها فقط.. وإلاَّ فهي موجودة. |
|
ثم سأل الأستاذ علي حسون قائلاً: |
- لماذا ابتعدت عن النشر مؤخراً واكتفيت بالإنتاج البحثي فقط؟ فهل هذا موقف تجاه الصحافة؟ |
وأجاب الدكتور الخطراوي قائلاً: |
- في الحقيقة أنا أتعامل وأنشر أحياناً بعض القصائد، وأحياناً بعض الجرائد التي تستكتبني، مثل الرياض وعكاظ؛ وأعترف أنني مقل ومثقل بكثير من الواجبات التعليمية، حقيقة: إن أستاذ الجامعة.. ولا أعتذر لنفسي بل لكل إخواني: |
لا يعرف الشوق إلاَّ من يكابده |
ولا الصبابة إلاَّ من يعانيها |
|
|
- حقيقة هذا العمل مرهق جداً ويأكل وقت الإنسان؛ كل ما أتمناه أن يكون ذا أثر طيب وذا نتائج - إن شاء الله - لأن النتائج وإن ظهرت - أحياناً - في الاختبارات لكنها - أحياناً - تضيع مع البهارات. |
|
ثم وُجِّه سؤال من الدكتور عثمان الغزالي قال فيه: |
- سمعنا من أحد الباحثين أن الشعر لان في صدر الإسلام بسبب أمور كثيرة، منها: أن القرآن الكريم بألفاظه السهلة ظهر أثره في الشعراء، وفي الوقت نفسه هناك فريق يرى العكس تماماً، فهو يرى أن الشعر ما ضعف فما رأي سعادتكم؟ |
ورد المحتفى به على السائل بقوله: |
- هذه القضية - طبعاً - قديمة جداً، وأسمع الَّذي قال: إن الشعر إذا دخل في الخير لان وضعف، وغيره - طبعاً - بالنسبة للحكم على العصر.. عصر صدر الإسلام، حتى غير الأصمعي قالوا مثل هذا القول ووصفوه بأنه عصر ضعف بين قوتين؛ هذه المقولة - ومثل هذا الحكم - في حاجة - في الحقيقة - إلى مناقشة وحوار طويل لتحديد الخير وتحديد الليونة؛ ولا أعتقد أن في الإمكان إجابة سريعة أن تثبت في موضوع كبير؛ خاصة وقد خاض فيه كثير من الكاتبين حديثاً وقديماً؛ إلاَّ أنني أستطيع أن أقول: إنه أي عصر صدر الإسلام مثَّل قيماً جديدة تختلف كثيراً عن القيم التي كانت سائدة؛ وكان لا بد من فترة انتقالية والوصول إلى مرحلة تمثل تلك الفترة، ومن المعقول جداً أن تختلف الوسائل الفنية والقوى الفكرية والتعبيرية، هذا بالفعل هو المعقول؛ وأما موضوع أتحقق هذا أم لم يتحقق.. فذلك شيء آخر؛ الَّذي أريد أن أقوله: إنه لا ينبغي أن نحاكم عصراً إلاَّ بمقاييسه المستمدة منه، وألاَّ نقتحم عليه بمقاييس مستمدة من العصر الجاهلي أو من عصر بني أمية. |
|
سؤال للشاعر الأستاذ يحيى السماوي يقول فيه: |
- طُرحت مؤخراً آراء تقول: إن الرواية ستكون من ديوان العرب وإنها ستسحب البساط من تحت قدمي الشعر؛ ألا يرى سعادة الدكتور أن في مثل هذه الآراء ما يتنافى وحقيقة أن علم التاريخ سيكون هو سجل وديوان العرب وليس الشعر أو الرواية؛ وأن الشعر سيستمر طالما استمر الحزن أو الفرح الإنسانيان؛ وأن الرواية ستبقى هي الأخرى طالما بقيت هناك معضلات إنسانية أو أسئلة تتطلب حلولاً؟ |
|
وأجاب الدكتور الخطراوي قائلاً: |
- الشاعر الكبير الأستاذ السماوي يعلم قبل أن يوجه إليّ هذا السؤال أن الموضوع ليس بين الشعر والرواية فقط؛ وإنما هو بين العلم والأدب؛ وأيضاً هذا حقيقة - أيضاً من الموضوعات التي طرحت، ويبدو لي أن الإنسانية والعرب - أيضاً - هم من هذا العالم، لن يستطيعوا - إطلاقاً - أن يعيشوا بالأدب وحده ولا بالعلم وحده، بل العلم والأدب جناحان لطائر واحد والشعر مرتبط بوجداناتهم، وأعتقد أنَّ آخر عربي يموت سيكون - أيضاً - شاعراً. |
|
- والرواية لها ما في ذلك شك - لها دورها - ولكن دورها لا يزال في اعتقادي في كثير من البيئات العربية لما يصل بعد إلى درجة مكانة الصدارة، وإن كان الَّذي يزاحم الشعر هو القصة القصيرة فيما يبدو لي: وإنما الَّذين اتجهوا هذا الاتجاه - وأنا قرأت مثل ما قرأ هذه المقولة التي أشار إليها - يرون أن الرواية فيها المجال الأرحب والأوسع، لأن تضمن فيها تجاربنا، وتجارب تجاربنا الذاتية، وتجاربنا العامة، والتجارب الشعورية والإنسانية العامة والخاصة. |
ثم تقدم الدكتور محمد زايد يوسف بسؤال قال فيه: |
- ذكر الأستاذ حسن صيرفي - في اثنينيته الأسبوع الماضي - أن الشعراء في المدينة أكثر عدداً من الشعراء في مكة المكرمة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ما مدى صحة هذا الرأي المنسوب للأستاذ العزيز حسن صيرفي؟ |
وأجاب الدكتور الخطراوي قائلاً: |
- هذا الموضوع علمي خالص ما في ذلك شك؛ المقياس ليس راجعاً للعدد والكم بل يرجع فيه إلى الكيف.. هذه واحدة؛ ثانياً: عادةً تكون هناك ظروف تدعو لتجمع أو لوجود جنس أدبي معين؛ والَّذي أحصيته من شعراء الأوس والخزرج في العصر الجاهلي - في الحقيقة - كون عدداً كبيراً ينوف عن عشرين شاعراً بينما في مكة - وهذا من قديم - شعراؤها قليلون، نبه الباحثون القدماء إلى هذا؛ وشعراؤهم بالمقاييس القديمة لم يكن منهم شعراء فحول، بل كان شعرهم ذا لين ظاهر مثل: محمد مسلم الجمحي. |
- وفي الحروب الشعرية - أو النقائض - التي سارت بين المعسكر الإسلامي ومعسكر الشرك في مكة، لم ينتصر حسان، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك على شعراء الشرك لمجرد أنهم كانوا مسلمين - والمسلمون في تكاثر والمشركون في قلة - وإنما - أيضاً - بالموازنات الهادئة والموضوعية جداً سوف نجد - أيضاً - انتصاراً في الجانب الفني.. في الجانب الفني الخالص، عندما نوازن بين النقيضة والنقيضة، بين نقيضة ابن زبعره مع حسان وإن جاءت بعض الحكايات من الأغاني بعد أن أسلم ابن زبعره. والفائدة التي تعود علينا من هذه الإجابة ربما شيء واحد، وهو أن لغة الأدب الجاهلي لغة أدبية مشتركة؛ وشكراً. |
|
ووجه الشاعر الأستاذ مصطفى زقزوق السؤال التالي: |
- لماذا في وقتنا الحاضر لم يتجاوز شعرنا حدوده الإقليمية؟ فأقام في كل منطقة من بلادنا العزيزة في أحضان الاغترار مزاعم التفوق، حتى إننا نهتم بشعر غيرنا - في صحفنا كلها - اهتماماً كثيراً، وننسى كل تلك العطاءات المتميزة؟ |
وأجاب المحتفى به على سؤال الأستاذ مصطفى زقزوق بقوله: |
- أعتقد أن الصحيفة أصبحت إما أن تكون مكتوبة - أي أن أدبها يكون مكتوباً بلغتها المكتوبة - وبالتالي نكون قد غادرنا منطقة الإقليمية وهذه الحساسية؛ فاعتزازنا بغض النظر عن صدقه أو انطلاقه من الحماسة الخالصة اعتزازنا بما عندنا، لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يغرينا باستنقاص ما عند الآخرين أو يصم آذاننا؛ أو يغلق أعيننا عن الاستفادة بما عند الآخرين؛ لأنني لا أستطيع أن أعيش بعلاقات رأسية وأنسى علاقاتي الأفقية. |
|
|