(( كلمة الدكتور نايف الدعيس ))
|
ثم أعطيت الكلمة لسعادة الدكتور نايف الدعيس - عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بالمدينة المنوّرة - فقال: |
- بسم الله الرحمن الرحيم.. |
- الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. |
- إن كان بعض الإخوة اختار الإيجاز.. فأنا أود الإطناب، ولكن الألتزام بالموعد على قدر طاقتنا - إن شاء الله - لا سيما وقد جئنا من بلاد بعيدة وفرحنا بهذا الملتقى الجميل، الَّذي أسعدنا كل السعادة وأتاح لنا فرصة الاطلاع على هذا المجلس؛ الَّذي يسهم إسهاماً كبيراً في عجلة الفكر ودفعها وعجلة الأدب والإسراع بها. |
- وتحية حب وإعجاب لفارس المنتديات الأستاذ عبد المقصود خوجه - حفظه الله وبارك فيه - تحية حب وتقدير أسديها إليكم جميعاً معشر الإخوة الحضور. |
- والدكتور الخطراوي معروف لا ينكر وعلم لا يخفى، قد عرفته معلماً مربياً تتلمذت عليه، وأديبا شاعراً أتذوق شعره وأدبه؛ وناقداً بارعاً غير ذي مدرسة؛ ونحوياً متمكناً ترصد فيه خطاه؛ ترجم عن ذاته بأعماله.. وأعماله تفصح عن ذاته.. ذو أدب وعلم جمّ، خاض بحار التحقيق، وأبدع في الشعر والأدب، ثقافته تفيض شرايعها ويتلون بتلونها، ويصطبغ بصبغتها..، تظهر خلجات نفسه من خلال فكره وشعره؛ حريته متشددة بكل نفس ونبض؛ يقول: |
رغم المخاطر سوف لا |
نحني الظهور ولا الجباه |
سنقاوم الذلَّ المريع |
بعزمةِ القوم الأباه |
|
|
- فهو يصدر من خلال قيم عربية أبية وإسلامية وإنسانية؛ اسمعوه معي وهو يقول: |
ما أجمل الأعياد إن |
هي ذكَّرتنا بالرحم |
|
|
- واسمعوا أيضاً: |
ويغني الكون برمته |
بصمودك يا تلَّ الزعتر |
|
|
- تمتاز أعماله بشرف الفحوى وبراعة الأسلوب، فاجتمع عنده أثر عاطفةٍ، وصدق تجربة، وسمو فكرة، وجمال أسلوب، تدبر قوله: |
رباه تعصرنا الشجون |
كآهة بين الشفاه |
وتلوكنا الأحداث حاقدة |
كأفئدة الطغاة |
|
|
- وأعجب ما ترى الدكتور الخطراوي وهو مستكين لصروف الحياة يقول: |
مزقت من ألم الصدار |
ولعنت قرصنة البحار |
واللعن لا يُطفي الأُوار |
|
|
- وشخصه الحقيقي يعبر عنه بقوله: |
سأظل أمخُر في العباب |
بشراعي الغرثان أخترق الضباب |
وتزيد من عزمي الصعاب |
وعلى فمي يلقى العذاب |
أنشودةً صممتها من مهجتي |
وعشقتها أنا من تراب |
وخلقتُ من ذاك التراب |
الثائر الموتور في الشط الخراب |
وأبي وجدي والصحاب |
كانوا يحبون التراب |
لا عزَّ لي إن لم أمت |
من أجلِ هذا كالتراب |
|
|
- وهو وإن كثر عثاره وأوغل طول عمره - أو أرهقته السنون - يرى في عزة نفسه صرحاً متجدداً؛ وأسمعه وأنا في خاتمة المطاف: |
والجواد الأصيل أرهقه الدرب |
وحيداً فبات جم العثار |
أكرميه فليس ينقص قدراً |
منه مر السنين والأعصار |
|
|
- هذا وأشكر لكم إن أطلت دقيقة زيادة، وأرجو - أيضاً - أن يكون لنا لقاءات أخرى في هذا المجلس الكريم، وأن يكون لنا لقاء بفارس هذا المنتدى بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حقيق وجدير بتلك الزيارة وبذلك التكريم في المدينة المنوَّرة، كما هو أهل لتكريم الناس في هذا البلد؛ أرجو أن يتقبل هذه الدعوة مني أمامكم لأني قد دعوته مراراً، وأرجو أن يستجيب الآن؛ وشكراً. |
|
|