شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ محمد صلاح الدين ))
ثم أعطيت الكلمة للكاتب الإسلامي الأستاذ محمد صلاح الدين فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- أيها الإخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
- لن أضيف جديداً لما قيل عن أستاذنا الكبير الأستاذ أحمد الشيباني، بعد هذه الكلمات الضافية من الأستاذ عبد المقصود خوجه، ومن أستاذنا الأستاذ أمين العبد الله، ومن أخينا الكبير الأستاذ إياد مدني.
- في الواقع تحية من قارئ يستفيد كثيراً من كتابات أستاذنا وكتبه، وهو واجب أشكر الأستاذ عبد المقصود خوجه أن أتاح لي الفرصة - الليلة - للتعبير عنه في إيجاز أرجو ألاَّ يضايقكم.
- في لحظات التدهور والانهيار، وفي مراحل الهزيمة.. تفتتن الأمم الضعيفة المهزومة - عادةً - بالأمم القوية القاهرة الغالبة، وتنبهر بكل ما يأتيها من هذه الأمم من تقاليد وعادات، وتتلقى - أيضاً بدون تمحيص - ما ينسب إلى هذه الأمم من مناهج وثقافات..، ولربما ترى هذه الأمم الضعيفة المهزومة في مناهج وسبل حياة الأمم الغالبة السبيل الأوحد للنجاة، وربما للنهضة والخلاص.
- حدث هذا لأمتنا العربية الإسلامية بعد سقوط خلافة آل عثمان، وفقد نفر قليل من بني قومنا في خضم هذه الهزيمة.. فقدوا استقلالية الفكر وملكة النقد، فقدوا بصر العقل واهتزت في قلوبهم هوية الأمة، وافتتنوا افتتاناً عظيماً بثقافة الغرب وحضارة الغرب؛ ولربما زاد من افتتنان هذا النفر القليل لحضارة الغرب وثقافة الغرب قلة حصيلتهم من تراث الأمة وانصرافهم عن علوم الدين، وإن كان بعضهم قد أوتي من ضعف النفس ومرض القلب، وانتكاس العقل..، وعلى الرغم من أن ظروفاً كثيرة - في طليعتها الحكم الاستعماري في كثير من ديار المسلمين - قد وضع بعض هؤلاء المفتونين بثقافة الغرب وحضارته في دائرة الضوء، وجعلهم - ربما - في مقدمة الثقوف من المفكرين، فإن الجسم الثقافي والكيان الفكري للأمة ظل في مجمله سليماً معافىً، يدفع عدوان المعتدين، ويفند افتتنان المفتونين.
- حين نذكر هذا كله.. فإن أستاذنا الأستاذ أحمد الشيباني يأتي في طليعة هذه العقول الكبيرة النيرة، التي تصدت في الدفاع عن موازين الأمة، والتي نذرت نفسها وقلمها لتبين لكثير من أنصاف المثقفين وأغرار الفكر عوار الثقافة الغربية، وفشل المناهج في الغرب؛ والأستاذ الشيباني - في الحقيقة - هو نسيج وحده في هذه النخبة التي تصدت للدفاع عن ثقافة الأمة وذاتية الأمة، فقد اقتحم الأستاذ الشيباني عالم الثقافة الغربية - منذ مطلع شبابه - من أعقد أبوابها، ومما يعتبر قلب علومها ومفتاح مناهجها.. ألاَّ وهو الفلسفة؛ وهذه البداية بالفلسفة الغربية لأستاذنا الشيباني أعطته - في الحقيقة - إلماماً دقيقاً واسعاً بفكر الغرب وبمناهجه، وبمداخله ومخارجه.
- إننا حين نشارك أستاذنا الأستاذ عبد المقصود في تكريم الأستاذ الشيباني، فإننا - في الحقيقة - نكرم العقل الكبير، والموضوعية الدقيقة؛ والبحث الجاد، والدفاع عن ذاتية الأمة والمنافحة عن أصالتها؛ أكرر التحية لأستاذنا الكبير تحية قارئ وتلميذ؛ وأدعو له بإضطراد التوفيق؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :560  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 115 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.