شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الشريف منصور بن سلطان ))
ثم اختتمت الكلمات بكلمة الشريف منصور بن سلطان جاء فيها قوله:
- ما ترك المتحدثون قبلي لي شيئاً يقال، ولكن دعوني أخرج عن المألوف قبل كل شيء وقبل أن أتلو سطوري التي كتبتها، وبعد هؤلاء الجهابذة الكبار..، وأنا لا أجيد النثر.. أهنئ سعادة الأستاذ عبد المقصود على تكريمه للأدباء، وأندب حظ النادي فيما يتهم به من هذا المكان؛ وبمناسبة وجود سعادة الأستاذ إياد مدني - مدير عام عكاظ - أقول إنني أرفع أسمى آيات الاعتزاز لكل من اعتقد أن هناك عناصر تبيت لذلك؛ إن كان ذلك فهي عناصر دخيلة لا تعرف قدراً للأدب ولا للأدباء؛ إنما كل ما يسعون إليه هو التسلق على أكتاف العظماء لينالهم نصيب من الشهرة أو إثارة البلبلة، وتعكير صفو الود..، ومنهم من ينتمي إلى جريدة عكاظ، فهم بعيدون كل البعد عن الأمانة الصحفية لأنهم يحرفون ويصرفون كيفما شاؤوا، بغية أغراضهم وطموحاتهم الفاشلة المتردية.
- من هنا في هذه الليلة أعتذر لسعادة الأديب الكبير الدكتور مصطفى الشكعة، وأدعو أستاذنا إياد أن يدرك الحقيقة فيما هو مسئول أولاً عنه. كلمتي في كثير من الأحيان أكابر نفسي وألجمها عن الحديث في كثير من المناسبات، وبالذات في هذه الاثنينيات المضيئة الجميلة بجمال وجه صاحبها الإنساني الَّذي هو غني عن الثناء، مضيئة بنجومها المحتفى بهم، وذلك لمبررات عدة أولها في قول الشاعر:
ما إن ندمت على سكوتي مرة
ولكم ندمت على الكلام مرارا
- فكثير منا لو راجع نفسه في ضياع الوقت وقول ما لا يفيد ولا يضيف؛ ثانياً الحق في الحديث لمن هم أكبر سناً، وأعلى مقاماً، وأكثر بياناً، وأطول تجربة..، لمن هم لهم الحق في الحديث لنستفيد ونستزيد، لكني هذه الليلة أستميحكم العذر وأخشى من الإساءتين لقول الشاعر:
إذا جاء الفتى ما عنه ينهى
فمن جهتين لا جهة أساء
- فأرجو المعذرة.
- الأستاذ الكبير الطيب صالح له من اسمه الأول أوفر الحظ، وأما الصلاح فالله أعلم به؛ عرفته من خلال ما قرأته له أو ما قرأت عنه، فتوجست أن هذا الرجل من الَّذين مارسوا السياسة أو صقلتهم وسائل الإعلام أو أبرزتهم ميليشيات الشللية؛ لكني - وبحق ليلة البارحة في النادي - تصلبت في مقعدي لا حراك وأنا أتابع تلميحاته وإيماءاته البريئة، وقدراته التصويرية؛ أترقب سحنته العربية الأصيلة أطوف بوجهه الكبير الَّذي رأيت فيه خارطة عظيمة.. بحاراً وجبالاً وقلاعاً عتيقة، وأسلحة متطورة، جناناً وارفة، وغابات كثيفة، وحتى رأيت فيه أشياء غامضة كمثلث برمودا، رسم الزمان على وجهه هموماً كثيرة.. جناها عليه عقله الكبير؛ ويقول الفرزدق:
إذا قل عقل المرء قلت همومه
ومن لم يكن ذا مقلة كيف يبصر
 
- فقد أثبت ليلة البارحة قمة الإبداع عندما دعوناه ليصف لنا شيئاً فأتى بالشيء نفسه، ليلة البارحة أنا لا أسميها محاضرة أو مسامرة، أو شيئاً من هذا القبيل؛ إنما هو حضور إبداعي كبير مجسد، يشبه مسرحية عظيمة تكشف حجاب الهزل في الجد، وتنصب فنار الجد بالهزل، بطلها الطيب صالح الَّذي عشنا معه عدة ساعات دون كلل أو ملل، تشهد بإبداعه وعبقريته يقول الشاعر:
تكاملـت فيـك أوصـافٌ خصصت بها
فكلُّنا بك مسرور ومغتبط
السِّنُّ ضاحكةٌ والكفُّ مانحةٌ
والنفس واسعةٌ والوجهُ منبسط
 
- كان بودي أن أعبر عن مشاعري حيال هذا العملاق في بعض أبيات..، ولكنني تهيبت كثيراً ماذا أقول له في مقاله ومقامه؟ وبالتالي عامل الزمن أدركني إلاَّ بهذه السطور الموجزة نثراً المستعارة شعراً؛ وأعتذر له بقول الشاعر:
إذا أحسست في لفظي فتوراً
وخطي والبلاغة والبيان
فلا تعجب لهذا إن رقصي
على مقدار إيقاع الزمان
- أشكره وأشكركم؛ وأطالبه معكم هذه الليلة أن يتحفنا بذكرياته الجميلة التي لا تخلو عن عمق التفكير ودقة التعبير، وجميل التصوير بأسلوبه العذب الَّذي ينتزع الابتسامة من القلب لنسعد جميعاً؛ أكرره وأستميحكم العذر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :531  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 97 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.