شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سونا
اللّيلُ أوشَكَ أنْ يَذوبَ.. كشَمْعَةٍ.. ذَابت أمامي..
والفَجْر حَاوَلَ أن يَطُلَّ من النوافذ.. في اقتِحَامِ
متلثّماً بالنورِ.. تاهَ بنورِه.. حُلْوَ اللِّثامِ..
وأنَا بغرفتنا التي شَهِدَتْ غَرامَكِ.. يا غَرامي
وَحْدي.. وَأنْتِ بَعيدة.. وَحْدي.. أَهيمُ مَعَ الظَّلامِ
وَمَعَ الرّؤى.. وطيوفاً.. وصبابتي.. والدمع هامي
حَيرانَ.. أسْأل؟! أين أنتِ حَبيبَتي؟! وسطَ الزّحامِ!؟!
سَهْرانَ.. اَجْتَرُّ الصَّبابَةَ.. باكياً.. وَالقلبُ دامي
نَهْبَ الهوى.. والذكرياتُ مواكِبٌ حَملَتْ حُطامي
أطفي السِّجارَةَ.. مشعلاً أخرى بِها.. قَلِقَ المقَامِ
وأقَلِّبُ الألبومَ.. والصُّوَرَ: السَّرابُ بعَينِ ظامي
وَأرى المسَجِّلَ.. صامتاً.. فأديرُ مِنْهُ صَدَى هِيامي
صَوتِي.. وَصَوْتَكِ: ضاحِكيْنَ: وَغِنْوتي: لا.. لا تنامي!!
سونا.. وما أحلى نداكِ الحلو ما بَين الأسامِي..
فلَقَدْ ألِفْتُ حروفَه.. رَمْزاً لأسْمِكِ.. في التَّمامِ..
هل تذكرين؟! وقد صَمَتنا.. بعد عتْب.. واحتِدامِ..
قَولي.. أخافُ قَطيعةً نكْراءَ.. تُفْقِدُكِ احتِرامي..
بَعْدَ التزامِكِ: أن تَعيشي العُمْر: حُبًّا.. والتِزامي..
قلتِ.. المَمَاتُ أحبُّ عِنْدَكِ: مِنْ فُراقي.. مِنْ خِصَامي!!
سُونا.. وَقَولكِ مَرَّة.. بَين احتشامٍ.. وَابْتِسامِ
إنِّي أعيشُ حَياةَ قَلبي.. في حِماك.. وَفي غَرامي..
لِمَ لا أعيشُ حَقيقتي؟! في عَيْنِ مجتمعٍ نَظَامي
ولَقَدْ غَدَوْتِ سَعيدةً.. بِجَوابِ طِفْلٍ في الكلامِ
ماذا عليك؟!! فَحُبَّنا: أعْلَى.. وأغْلى في المَقَامِ..
إنّا كزهرات الربى.. كالطير.. عشَّشَ.. في وئامِ
كالوَرْدِ: فوحاً.. كالحَمائِمِ.. في الْهَديلِ.. وكاليَمامِ
عِشْنا الْهَوى.. وَنَعيشُه.. عُمراً.. توهَّجَ.. كالضَّرامِ
فالنَّارُ مِنْ نُورِ الْهَوى.. دُنياهُ!! لا دنيَا الأنامِ!..
سُونا.. وأنتِ حكايَة الأيَّامِ.. عَاماً.. بَعدَ عَامِ..
مَا أنْتِ إلاّ طفلةٌ.. بَين الذياب.. بِغَيرِ حامي
الفاقَةُ العَسْراءُ تَدْفَعُ ظَهْرَها.. بيَدِ اللئامِ..
والغابَةُ السَّوداءُ.. زفّتها إلى سِرْبِ الحَمَامِ
طارَتْ بِها حَوْلَ الْحُقولِ.. وَبَينَ طيَاتِ الغَمامِ..
نحوَ النُّسورِ.. تنوشُ أكبَادَ اليَمامَةِ.. وَالْحَمامِ
في لَذَّةِ الجُوْعانِ.. الهَاهُ الطّعامُ.. عَن الطَّعَامِ..
بَينَ الحُقولِ مَشَى بهَا: رامٍ.. عَلى أثارِ رامي..
مُتَلَصْلص النَّظراتِ.. قناصاً.. يُعَرْبِدُ في أوامِ..
حتّى هوَت بَين الصُّخورِ.. وَبَينَ أوحَالِ الرِّغامِ
لوَّاحَةً لِلسِّرْبِ.. بالأحْجارِ.. لاذَ.. وَبالْرِّكامِ..
توَّاقَةً للنُّورِ.. رَمْزاً لِلْمَحَبَّةِ.. للسَّلامِِ..
قوَّامَةً باللْيلِ.. شغلاً بالصَّلاةِ.. وبالصِّيامِ
إلاَّ بقايا الطَّبْعِ.. حَرْباً لِلكَريمَةِ.. لِلكِرامِ..
شأن الضَّعيف.. غدا: هواه النصر في هدمِ القوامِ
مُسْتَسْلِماً.. أو هَاتِفاً.. ضَمَّ الحِطامَ.. إلى الحِطامِ
.. لا فَرْقَ بَيْنَ الحُسْنِ: في أعْيَانِهِ.. أو بَيْنَ ذامِ!!
.. سُونا.. وَأنْتِ صَبيَّةٌ دَرَجَتْ بأزْياءِ الغُلامِ
مَأ أَنْتِ بِنْتُ الليلِ.. يَكْذِبُ مَن يقولُ: بذا الأَثامِ
بَلْ أنْتِ: بِنْتُ الصُّبْحِ أَشْرَقَ فَجْرُهُ فَوْقَ الأنامِ..
في بسمَةٍ وَضَّاءَةٍ.. حَسْناءَ.. صادقَةَ الوِئَامِ..
في قُبْلَةٍ بَيْضَاءَ.. طاهِرَةَ المقاصد.. والمرامي..
في غِنْوَةٍ: ضَاعَتْ مَقاطِعُها القِصَارُ.. بلا التِزامِ..
بَين التحيَّةِ لِلْصَّباحِ.. وَبَينَ تَرْتِيبِ الطَّعامِ!
سُونا.. لقَد أهْمَلْتُ.. بَعْدَكِ.. كُلَّ أَحْلامي الجِسَامِ
ما عُدْتُ أقرأ.. أو أسَطِّرُ.. أو أذاكِرُ.. في اهْتِمامِ..
وَلَقَدْ هَجَرْتُ النَّاسَ وَالْعَاداتِ.. مُنفَلِتِ الزّمَامِ..
رَهن الشَّوارِعِ.. كالمشَرَّدِ.. عِشْتُ يَومي.. بانتِظامِ
بحثاً عَلَيْكِ.. وَعَنْكِ.. باديَةَ الكلالَةِ والجهَامِ..
أَو حُلْوَةَ الضَّحِكاتِ والْحَرَكاتِ.. راقِصَةَ القَوامِ..
ومَضَتْ بِنَا الأيَّامُ: رَكْباً.. في الحواضِرِ والْموَامي..
وَجَرَتْ سِنونٌ: كالخِضَمِّ: بِمَوجِهِ طافٍ.. وطامي
وَرَجَعْتُ.. اَهْمِسُ.. غَافِلاً عَمَّنْ وَرايَ.. وَمِن أمَامي
في لَيْلَةِ قَدْ نَزَّجُرْحي.. بَيْنَها.. بَعْدَ التئامِ..
سُونا.. لَقَدْ بَان الخَفيُّ.. بِما اَدْلَهَمَّ عَلى الغُلامِ
طوبى لزيجتِكِ السَّعيدَةِ: مشتهَاكِ عَلى الدَّوامِ..
إنّي أبارِكُ ما ارْتضيتِ.. بقَلب حُرِّ القلبِ سَامي..
إني اَحِلُّكِ من هوايَ.. ومن أَسَايَ.. ومن مَلامي..
وَلَقَدْ يَسُرُّكِ أن تَريني الآنَ.. في ثوب المُحَامي..
طافَ المشِيبُ بخُصْلَةٍ.. كَانَتْ مَدى عَامٍ.. وَعامٍ:
مَهْوى أصابِعِكِ الرَّقيقَةِ: في الرِّضا.. بَعْدَ الْخِصَامِ..
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1247  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 283 من 283

من اصدارات الاثنينية

عبدالله بلخير

[شاعر الأصالة.. والملاحم العربية والإسلامية: 1995]

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الأول: من المهد إلى اللحد: 1996]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج