اللّيلُ أوشَكَ أنْ يَذوبَ.. كشَمْعَةٍ.. ذَابت أمامي.. |
والفَجْر حَاوَلَ أن يَطُلَّ من النوافذ.. في اقتِحَامِ |
متلثّماً بالنورِ.. تاهَ بنورِه.. حُلْوَ اللِّثامِ.. |
وأنَا بغرفتنا التي شَهِدَتْ غَرامَكِ.. يا غَرامي |
وَحْدي.. وَأنْتِ بَعيدة.. وَحْدي.. أَهيمُ مَعَ الظَّلامِ |
وَمَعَ الرّؤى.. وطيوفاً.. وصبابتي.. والدمع هامي |
حَيرانَ.. أسْأل؟! أين أنتِ حَبيبَتي؟! وسطَ الزّحامِ!؟! |
سَهْرانَ.. اَجْتَرُّ الصَّبابَةَ.. باكياً.. وَالقلبُ دامي |
نَهْبَ الهوى.. والذكرياتُ مواكِبٌ حَملَتْ حُطامي |
أطفي السِّجارَةَ.. مشعلاً أخرى بِها.. قَلِقَ المقَامِ |
وأقَلِّبُ الألبومَ.. والصُّوَرَ: السَّرابُ بعَينِ ظامي |
وَأرى المسَجِّلَ.. صامتاً.. فأديرُ مِنْهُ صَدَى هِيامي |
صَوتِي.. وَصَوْتَكِ: ضاحِكيْنَ: وَغِنْوتي: لا.. لا تنامي!! |
سونا.. وما أحلى نداكِ الحلو ما بَين الأسامِي.. |
فلَقَدْ ألِفْتُ حروفَه.. رَمْزاً لأسْمِكِ.. في التَّمامِ.. |
هل تذكرين؟! وقد صَمَتنا.. بعد عتْب.. واحتِدامِ.. |
قَولي.. أخافُ قَطيعةً نكْراءَ.. تُفْقِدُكِ احتِرامي.. |
بَعْدَ التزامِكِ: أن تَعيشي العُمْر: حُبًّا.. والتِزامي.. |
قلتِ.. المَمَاتُ أحبُّ عِنْدَكِ: مِنْ فُراقي.. مِنْ خِصَامي!! |
سُونا.. وَقَولكِ مَرَّة.. بَين احتشامٍ.. وَابْتِسامِ |
إنِّي أعيشُ حَياةَ قَلبي.. في حِماك.. وَفي غَرامي.. |
لِمَ لا أعيشُ حَقيقتي؟! في عَيْنِ مجتمعٍ نَظَامي |
ولَقَدْ غَدَوْتِ سَعيدةً.. بِجَوابِ طِفْلٍ في الكلامِ |
ماذا عليك؟!! فَحُبَّنا: أعْلَى.. وأغْلى في المَقَامِ.. |
إنّا كزهرات الربى.. كالطير.. عشَّشَ.. في وئامِ |
كالوَرْدِ: فوحاً.. كالحَمائِمِ.. في الْهَديلِ.. وكاليَمامِ |
عِشْنا الْهَوى.. وَنَعيشُه.. عُمراً.. توهَّجَ.. كالضَّرامِ |
فالنَّارُ مِنْ نُورِ الْهَوى.. دُنياهُ!! لا دنيَا الأنامِ!.. |
سُونا.. وأنتِ حكايَة الأيَّامِ.. عَاماً.. بَعدَ عَامِ.. |
مَا أنْتِ إلاّ طفلةٌ.. بَين الذياب.. بِغَيرِ حامي |
الفاقَةُ العَسْراءُ تَدْفَعُ ظَهْرَها.. بيَدِ اللئامِ.. |
والغابَةُ السَّوداءُ.. زفّتها إلى سِرْبِ الحَمَامِ |
طارَتْ بِها حَوْلَ الْحُقولِ.. وَبَينَ طيَاتِ الغَمامِ.. |
نحوَ النُّسورِ.. تنوشُ أكبَادَ اليَمامَةِ.. وَالْحَمامِ |
في لَذَّةِ الجُوْعانِ.. الهَاهُ الطّعامُ.. عَن الطَّعَامِ.. |
بَينَ الحُقولِ مَشَى بهَا: رامٍ.. عَلى أثارِ رامي.. |
مُتَلَصْلص النَّظراتِ.. قناصاً.. يُعَرْبِدُ في أوامِ.. |
حتّى هوَت بَين الصُّخورِ.. وَبَينَ أوحَالِ الرِّغامِ |
لوَّاحَةً لِلسِّرْبِ.. بالأحْجارِ.. لاذَ.. وَبالْرِّكامِ.. |
توَّاقَةً للنُّورِ.. رَمْزاً لِلْمَحَبَّةِ.. للسَّلامِِ.. |
قوَّامَةً باللْيلِ.. شغلاً بالصَّلاةِ.. وبالصِّيامِ |
إلاَّ بقايا الطَّبْعِ.. حَرْباً لِلكَريمَةِ.. لِلكِرامِ.. |
شأن الضَّعيف.. غدا: هواه النصر في هدمِ القوامِ |
مُسْتَسْلِماً.. أو هَاتِفاً.. ضَمَّ الحِطامَ.. إلى الحِطامِ |
.. لا فَرْقَ بَيْنَ الحُسْنِ: في أعْيَانِهِ.. أو بَيْنَ ذامِ!! |
.. سُونا.. وَأنْتِ صَبيَّةٌ دَرَجَتْ بأزْياءِ الغُلامِ |
مَأ أَنْتِ بِنْتُ الليلِ.. يَكْذِبُ مَن يقولُ: بذا الأَثامِ |
بَلْ أنْتِ: بِنْتُ الصُّبْحِ أَشْرَقَ فَجْرُهُ فَوْقَ الأنامِ.. |
في بسمَةٍ وَضَّاءَةٍ.. حَسْناءَ.. صادقَةَ الوِئَامِ.. |
في قُبْلَةٍ بَيْضَاءَ.. طاهِرَةَ المقاصد.. والمرامي.. |
في غِنْوَةٍ: ضَاعَتْ مَقاطِعُها القِصَارُ.. بلا التِزامِ.. |
بَين التحيَّةِ لِلْصَّباحِ.. وَبَينَ تَرْتِيبِ الطَّعامِ! |
سُونا.. لقَد أهْمَلْتُ.. بَعْدَكِ.. كُلَّ أَحْلامي الجِسَامِ |
ما عُدْتُ أقرأ.. أو أسَطِّرُ.. أو أذاكِرُ.. في اهْتِمامِ.. |
وَلَقَدْ هَجَرْتُ النَّاسَ وَالْعَاداتِ.. مُنفَلِتِ الزّمَامِ.. |
رَهن الشَّوارِعِ.. كالمشَرَّدِ.. عِشْتُ يَومي.. بانتِظامِ |
بحثاً عَلَيْكِ.. وَعَنْكِ.. باديَةَ الكلالَةِ والجهَامِ.. |
أَو حُلْوَةَ الضَّحِكاتِ والْحَرَكاتِ.. راقِصَةَ القَوامِ.. |
ومَضَتْ بِنَا الأيَّامُ: رَكْباً.. في الحواضِرِ والْموَامي.. |
وَجَرَتْ سِنونٌ: كالخِضَمِّ: بِمَوجِهِ طافٍ.. وطامي |
وَرَجَعْتُ.. اَهْمِسُ.. غَافِلاً عَمَّنْ وَرايَ.. وَمِن أمَامي |
في لَيْلَةِ قَدْ نَزَّجُرْحي.. بَيْنَها.. بَعْدَ التئامِ.. |
سُونا.. لَقَدْ بَان الخَفيُّ.. بِما اَدْلَهَمَّ عَلى الغُلامِ |
طوبى لزيجتِكِ السَّعيدَةِ: مشتهَاكِ عَلى الدَّوامِ.. |
إنّي أبارِكُ ما ارْتضيتِ.. بقَلب حُرِّ القلبِ سَامي.. |
إني اَحِلُّكِ من هوايَ.. ومن أَسَايَ.. ومن مَلامي.. |
وَلَقَدْ يَسُرُّكِ أن تَريني الآنَ.. في ثوب المُحَامي.. |
طافَ المشِيبُ بخُصْلَةٍ.. كَانَتْ مَدى عَامٍ.. وَعامٍ: |
مَهْوى أصابِعِكِ الرَّقيقَةِ: في الرِّضا.. بَعْدَ الْخِصَامِ.. |