| أنوار، يا رأد الضحى |
| يَا وردة بفم الربيع |
| نامت على أغصانها.. رفافة |
| تهوى الغروب.. ولا تحن إلى الشروق |
| ظمآنة.. رجافة الشفتين.. يابسة العروق |
| حيرى.. تعيش بركنها.. في غصنها النائي البعيد |
| نشوى.. تلوذ بصَمتها.. وبسرها |
| تجتاز مأساة الهوى |
| مر الفجيعة والنوى |
| ببقية.. تجترها من عمرها |
| من ذكريَات في خشوع |
| تحيا بهَا أمل الرجوع.. إلى حَبيب لن يعود |
| وتبيت خافقة الضلوع.. تعيش ماضيها السعيد |
| فكأنها بَين الورود الضاحكات.. بلا حدود |
| اللاعبات مع الشروق.. اللاهيات مع الغروب |
| في الغصن ذابلة مضت.. وسط الحقول |
| غريبَة.. في صَمتها.. في ركنها |
| في هجعَة القلب الوحيد.. وطلعة اليوم الجَديد |
| طيف من الماضي تسَرب هائماً |
| عبر الحقول الظامئات إلى الميَاه |
| بَين المصلى والمعَابد.. خلف أستار الحيَاة |
| وكأنها دون القلوب الخافقات مع القلوب |
| في الناس غير الناس ماجوا في الدروب |
| في الدير.. راهبة.. مشت |
| تعلو الثرى بوشاحَها |
| وتجر فضلة ذيلهَا.. رمزاً إلى أفراحَها |
| يوماً من الأيام.. غالته السنون.. تلطخت بجراحها |
| أنوار، هذا الروض غنى.. راقصاً نغم الهوى |
| بالحسن.. بات الحسن في أفيائه متجددا |
| للحب فيه مجدداً في نفسه.. سبب الجوى |
| حتى يَعيش الحب نهب الحسن.. متصل الحراك |
| في زقزقات الطير.. غنى لحنه وجرى هناك |
| للطير يلهو لاعباً.. غنى لحنه وجرى هناك |
| للطير يلهو لاعباً.. أو ناقراً طرف الشجر |
| في جوفها بعض الثمر |
| والصائد المجهول يرمي.. دون علمهما الشباك |
| هذا |
| وأنت الوردة الظمأى.. يؤرقها السهر |
| وبروحهَا ظمأ وجوع |
| والغصن ناجى الغصن.. مال إليه قربه النسيم |
| زحف الأراكة للأراك |
| في الليل، أرخى الستر.. يحلم بالصباح بفجره |
| في الفجر، غطى نوره.. تلك البطاح بنوره |
| في وشوشات المَاء.. سابق نهره ورعى القمر |
| في الزهر، في أحلامه |
| في كل طرف في الهوى.. مستمتعاً بغرامه |
| فيما ترين هنا.. هناك |
| فيما عداك اليَوم.. ساجية اللواحظ والوطر |
| في النبت في أعراقه.. حول الغدير به القطيع |
| يثغو ويفترش النجيل |
| وبه الرعاة النافخون الناي.. في ظل النخيل |
| رقصوا تلفهمو الظلال.. تسابقت بَين التلال |
| والكل والهة سميع |
| إلاك أنت الوردة الحيرى.. تجاوزها الجَميع! |
| يا وردة وسط الربيع.. بلا ربيع |
| عاشت على الذكرى البعيدة.. حيث غطاها الصقيع |
| في غصنها النائي البعيد.. ترنحت، واستقبلَت |
| قبل الخريف خريفها |
| وتنسمت ريح الشتاء المستبدة بالورود |
| فذوت هنالك وحدهَا |
| ولهى |
| تعيش بركنها.. آمالها وغرامها |
| ذكرى حَبيب غائب.. لا لن يَعود |
| ولن يَعود |
| حتى يغطيها الصقيع.. وحيث يدفنها الجليد |
| وتبيت تستأني الربيع الحلو.. تسأله الرجوع |
| توابة.. تدعو دموع الأمس.. لا تجد الدموع! |