| جاءَت.. تعابثني في الفجر.. زاهيَةً |
| فراشَةٌ.. كالسَّنا.. كالفَجْرِ مِنْ عُمُري.. |
| رَفْرافَةً في الحقولِ الخُضْرِ.. ضَائِعَةً |
| نَهْبَ الهَوى.. ضاعَ بَيْنَ الغُصْنِ والثمر.. |
| كَقَلْبيَ الْتَائِهَ الطَّوّافَ بَين جَوىً.. |
| بادٍ.. وبَينَ جَوىً.. في الْقَلْبِ.. مستتِر |
| قالت: رأيت بعَيْنِ الحبِّ سَاهِرَةً.. |
| شُبّاكَكَ الأخْضَرَ الْمَفْتوحَ في السَّحَرِ |
| وَنورُ مِصْباحِكَ الوَرْديّ.. خَافِتّةٌ.. |
| أضْوَاؤُهُ.. كَبَقايا الحُلْمِ مِنْ وَطَري |
| وَفي سَريرِكَ.. أطْراسٌ مُبَعْثرة.. |
| مشى اليَراعُ بهَا شَوْطاً.. وَلَمْ يَسِرِ.. |
| وبَين كفيكَ سِفْرٌ مثلَ قارِئِهِ |
| بَدا.. هُناكَ ـ كَطَيرٍ.. همَّ.. لَمْ يَطِرِ.. |
| وفي سمائك لحَنُ حَائرٌ رقصَت |
| أنغَامه.. تَتَحَدّى نغمَةَ الْوتَرِ.. |
| فَقُلْتُ: هذا الْذي أرجو بجيرَتِهِ |
| مَا أبْتَغيهِ.. حَياةَ الطّينِ.. وَالمَدَرِ.. |
| فإنَّ كُلَّ بُيوتَ الْحَيِّ مُوصَدَةٌ |
| دوني.. وَمُظْلِمَةٌ كالحظِّ مِنْ قَدَري |
| إلاَّكَ يَا زهرَةً.. بالحقل يانعَة.. |
| الاكَ ـ يا شاعراً بالدَّمْع ـ بالمَطَرِ.. |
| تهَاطَلا.. مِنْ عُيونِ النّاسِ ظامئةً |
| وَمِنْ عُيونِ السَّما تروي ظَما الشَّجَرِ |
| فَقلْتُ: يَا حلْوَتي أهلاً بِجَارَتِنا |
| أهلاً براويَةِ الأيَّامِ.. لِلْسَّمر.. |
| يا مرحباً ببقايا الحُبِّ ـ ضَاحِكَةً |
| أيَّامُهُ.. وَلَيالِيهِ.. بِلا حَذَرْ |
| إنّي أحِبُّكِ مَعْنًى.. يا فَراشَتَنا.. |
| للحُبِّ نوراً جلا الأنوارَ لِلْبَشَرِ.. |
| ضَحّيتِ بالعُمْرِ.. مَدًّا في شواطئِهِ |
| كيلا نَرى الجَزْرَ نَقْصاً في مَدى الْعُمر |
| رَفيقَةَ النُّورِ صَوتاً.. لِلنِّداءِ عَلا |
| وَلِلْفِدَاءِ غَلا يَسْمو عَلى الْخَطَرِ |
| إنِّي أحِبُّكِ.. روحَ الحُبِّ.. نادرَةً.. |
| فوقَ الْعَطاءِ جَزيلاً سَامِقَ الْوَطَرِ.. |
| تَرَعْرَعَ الْشّعْرُ.. أطْيافاً مجَنَّحَةً |
| في مُقْلَتيكِ.. وَليدَ اللْيلِ.. وَالْسَّهَرِ |
| يَسابِقُ الفَجْرَ في أحلامِ غُرَّتِهِ |
| رَغْمَ الدَّياجي.. سنًى من روحِكِ الْعَطِرِ |
| فاسْتَشْعَرَتْ كَوْنَهَا الْسِّحْرِيَّ.. هَاتِفَةً!! هلاّ رَوَيْتَ.. إلى الْدُّنيا.. إذاً.. خبرَي؟؟!.. |