قَالَتْ: لَهَوْتَ عنِ الأشْعَارِ.. تُرْسِلُها |
نَبْضاً مِنَ الْقَلْبِ.. أوْ وحيْاً من الصُّورِ |
لَقَدْ عَهِدْناكَ.. في دُنْيَا الهَوَى.. رجلاً |
أزْهى الْحَيَاةَ.. بِدُنيا الْحُبِّ.. بالسمَّرِ |
فأنْتَ.. أنْتَ الَّذي أهْدَيتَنَا دُرَراً |
مِنْ شِعْرِكَ الحلو ـ فَاقَتْ غَالِيَ الدُّرَرِ |
عِشْنَا بِهَا.. فِي ليَالي الإنس.. نَقرؤُهَا |
وَنَسْتَعيدُ بِهَا مَا رَثَّ مِنْ خَبَرِ |
كأنَّنَا.. إِذْ نُغَنِّيَها.. وَقَدْ طَربِتْ |
نُفُوسُنَا بِدَلاَلِ الْحُورِ.. والْحَوَرِ |
تِلْكَ الْعَصَافِيرُ.. لاَ يَهْدَا لِها نَغَمٌ |
أوِ الْفَراشَأتُ.. بينَ الْفَجْرِ ـ والسَّحرِ |
نُرَتِّلُ الْحُبَّ ـ لَحْناً ـ إنْ بَكَى وَتَرٌ |
مِنْهُ ـ تَضَاحَكْ فِيهِ سَائِرُ الوْتَرِ |
هَذَا هُوَ الشِّعْرُ: عِشْنَاهُ.. وَنَذْكُرُهُ وَكَمْ لَنَا فِيهِ ـ آثارٌ مِنَ الأثَرِ |
نَحْيَا بمِعْنَاهُ.. أرْواحاً مُجَنَّحةً |
أطْيَافُهَا.. بَيْنَ مَنظُورٍ.. ومَسُتتِرِ |
فَمَالَكَ الْيَوْمَ؟! طَالَ الصّمْتُ!! وَانْقَطَعَتْ.. عَنَّا.. وَمِنْكَ تَرانِيمُ الْهَوى الْعَطِرِ |
يَا شَاعِرِي: وَحَيَاةُ الْكَوْن شَاعِرَةٌ.. مَا الْكَونُ؟! مَا النَّاسُ؟! دون الشَّاعِرِ الذَّكَرِ؟ |
فَقُلْتُ: يَا حُلوْتِي.. مَا زِلت شاعركم |
رغْم الأسى.. والضَّنى ـ والضَّرِّ ـ والضَّررِ |
يَغْفُو الْمحبَّونَ.. أحَياناً ـ وقَدَ لعَبتْ |
يَدُ الزَّمَانِ بِهِمْ ـ عَاشُوا مَعَ الْقَهرِ |
لَكِنَّهُمْ لَنْ يهُونُوا في مَحبَتكُمْ |
فَأنْتمو فَرْحةُ المْهُجْاتِ والبصر |
منْ ذَا أكونُ؟! فَانِّي لَمْ أزَلْ أبَداً |
مُحِبَّكم ـ رَغْمَ طُولِ الْبْيَنِ والسَّهرِ |
إِنِّي أرَدِّدُ ذِكْرَاكُمْ.. أعِيشُ بَها.. |
منْ ذا يعيشُ ـ بلا ذكْرى ـ معَ الْعُمرِ |
فَارَقْتُكُمْ جَسَداً!! والرُّوحُ حَائِمَةٌ تهْفُو إلَيْكُمْ!! بِلاَ أيْنٍ.. بِلاَ ضَجَرِ!!! |
قَالَتْ: أنَلْقَاكَ ـ مَفْتُوناً بِنَا أبَدا؟! كَمَا عَرَفَنْأكَ: صَبًّا.. غَالِي الْوَطَرِ |
فَقُلْتُ: إِنِّي سآتِيكُمْ.. بِلاَ مَهَلٍ.. وسَوَفَ أَبْقَى: أسِيرَ الْقَيْدِ ـ مِنْ قَدَرِي!!! |