شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عذارى الفن!..
مهداة للشاعر الكبير الأستاذ محمد حسن فقي الذي أهدى لنا رائعته ((بصمة الإثم))..
أخي.. والهوى الفكريُّ.. ما زال بَيننا
عَلى عهده ـ من أمسنا ـ ما تغيرا
تباعد ممشانا عَلى الجسر.. مهجرا
فأصبح ملقانا على الشعر.. معبرا..
يطوف بنا في كل صبح منور
عَلى صفحَة الركن الذي بك نوَّرا
حفيًّا بأطياف السوانح حرة..
من القيد.. مسود الملامح اغبرا..
اتتني وفي أعطافهَا رقة الصبا
تعيد لنا الذكرى.. خَيالاً مصورا
وتمرح في روق الشباب تسترت
به بصمات الإثم.. لما تسترا
فأنزلتها صدر الكهولة منزلاً
كما شئته.. جم الحياء.. موقرا
وأودعتها قلبي.. لهيب مشاعر
تعودها قلبي.. إذا ما تسعرا
فإن هي أدنتني إلى الروح كهله
بأركانها الماضي غفا وتدثرا
فقد ألهمتني من غَرامي أسطرا
رواها شبابي في الغرام وسطرا
فداك الأمَاني الغاليات تفيأت
من الظل.. ممدود الرفارف أَخْضرا
تميس بهَا حور المعَاني.. لواعباً
عَلى العشب هفهاف النسائم أزهرا
تَلاغَيْنَ بالأسمار.. فناً.. وفتنة
وَنَاغَيْنَ بالأسحار ناياً.. ومزهرا
وعشن بوادي الشعر ساجلن أهله
وساجلن في الوادي أبا الشعر عبقرا
يلذن بأحضان الألمُبِ كواعباً
يهبن عَذاراهُ.. الغرام المعطرا
إذا الجدول الرقراق غنى.. فصفقت
عَلى ضفتيه الصادحات.. تأثرا
أخي.. والضحى في رأده ومسَاره
وبَين ملاوات تواترن أعصرا
إلى بَيتنا العَالي ألاح وقد دنا
وفي ظلنا الساجي أفاء وهَجَّرا
أعيذك أن تبلى المحبة بَيننا
وأن يتباطى من أشاح وقصرا..
أخا النبع.. لم ينضب على الْمَتحِ فَيْضُهُ
روافد.. أروت ما زها وتَنَضّرا
تراوح بَين الشرق والغرب سَيْرُهَا
إذا ما سرى بَين المدائن.. أَصْحَرا
عَلى سِنَةٍ من هَجْعَةِ الفكر وانياً
عصيًّا تأبَّى.. أم أبيًّا تكبرا
اعدت لنا أُوسْكَارَ وايلد شاعراً
رشيق القوافي جَاهليًّا تحضرا
أحب مجالاتِ الحَياةِ.. رحيبَةً
فصعَّدَ في أعماقها.. وَتَغَوَّرا
وزخرف بالفن الرفيع دروبَها
شعاب نفوس رادها.. ما تعثرا
مُزِفًّا إلى سمع الحَياة وأهْلِهَا
روايَةَ جَوَّابٍ أصاخ.. وأبصرا
يبعثرُ مكنون الضمير.. شَهّراً
وينثر مخبُوءَ السريرة مُضْمَرا
فما عاب أوْضَارَ الخوالجِ.. فطرةً
ولا عاش رأيَ النَّاسِ.. جافوه مَعْشَرا..
ولا هاب غُولَ الإثم لاقاه.. واحداً
وقد هم واستشرى.. وهب وكشرا
دعاه.. فأقعى مُسْتكيناً لِفَنِّه..
فخلده بالفن.. معنى محررا
وصورت دُورْيَانَ الفتى طول عمره
وسيم المحيّا.. عاش للحسن منظرا
ينام خفيَّ الإثم في الدار صورة
أجنته أصلاً.. حَيث أجلته مَخبَرَا..
فبادر يَسْتَسْقي الهوى صبواته
تأطَّر في سَاحَاتها.. وتبخترا
فلما تمَلّى بالجوانح ثَرَّةً
هَوَاهُ.. وَأزْرى بالهوى وَتَحَدَّرا
أفاء شقي النفس ما طاق زَجْرَهَا
إلى صورةٍ.. أهوى إليها.. وزمجرا
فعاد لها حُسْنُ الشَّباب مُحَبَّباً
وشاه به قُبْحُ المآثِمِ مُنْكَرا..
واسدل أطرافَ السِّتارَةِ.. حاملاً
خطاياه وِزْراً.. للمصير تَدَهْورَا..
هو الفن لم يَنْضَبْ عَلى الدَّهْر نَبْعُهُ
ترقرق في دنيا الهوى.. وتفجَّرا
تَمَوَّجَ.. لم يَأْسَنْ.. على جَنَباتِهِ
أقمنا حياة الحبِّ عَاشَ وعمّرا
أفاض به الهامي.. وهام به الصدى
وغاض به الجافي.. ثوى وتحجرا..
أخا الحسن موصول الطَّراءَةِ عاشقاً
أماز شتيت الحسن.. ثم تخيرا..
رويدك.. لا تجْفَلْ لمرآكَ شائهاً
كما قالت المرآة قولاً مزورا
فلا زِلت في الأعيانِ كَرَّةَ طَرْفِهَا
رَوَتْكَ.. فَأرْوَيْتَ الصبابة جُؤْذَرَا..
فلا تسْأَلِ الْمِرآةَ.. ظَنًّا مُفكِّراً
وَسَلْ عَنْكَ قلباً مِنْكَ بالظَّنِّ أَجْدَرا
وقل لفؤادٍ عاث ما عاث وانتَهى
إلى الفَيءِ ساحاً.. في الظِّلالِ.. تَنَوَّرا..
رأى الشَّعرَاتِ الْبِيضَ رَفَّتْ ولألأت
بِفُوْدَيْ مُعَنى.. قد بكى وتحسَّرا
ظَمئْتَ إِلى التَّقوى وقد آن حينهَا
فَزَكَّيْتَ قولَ الزُّورِ عُذْراً مُبَرَّرا..
تَأنَّ.. وَلا تَعْجَلْ على الدَّربِ إنَّما
سَيلحق فيه من مضى من تأخَّرا
حنَانيكَ.. إِنْ تَلْقَ الحياةَ.. مُخَيَّراً
وَرَحْمَاكَ.. إِنْ تَلْقَ المآبَ.. مُسَيِّرا!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :579  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 248 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج