شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سطور من حب
يا عيدُ.. يا رمزَ الهوى.. والمنى..
أذكَرْتَني الأمسَ.. ومِنْ حَولَنا..
أذكَرْتَني الأمْسَ.. روى حَالَنا:
لِلْدَّوحَةِ الثكلى.. غَدَتْ مِثْلنا
في رُكنها المهْجورِ.. مِن عُشِّنا..
مكلومَةَ الْقَلْبِ.. رأتْ سَوسَنا..
يَرنو إليهَا.. ضاحكاً.. مارنا
في فَجْرِكَ الضّاحِكِ في يَومنا..
قَدْ تَاه بالعُمْرِ.. بأيَّامِهِ
فَفَتَّحَ النُّورَ.. بأكمامِهِ..
وأَزْهَرَ الْنَّارَ.. بأحْلامِهِ..
فبَاتَ مزهوًّا.. بأوهَامِهِ..
لَمْ يدرِ.. ما الأدْواحُ؟! أو مَنْ أَنا؟!!
يا عيدُ.. يَا رمْزَ الْهوى والمنى
للدَّوحَةِ الثكلى.. مَضَت مَوْهِنا
تبكي على ما فات.. ممَّا مَضى
بالحَرفِ، لا بالدَّمْعِ، حَيثْ انقَضَى
وجَفَّ.. إلاَّ في لُغى لَحْظِنا..
للسَّوسَنِ الضَّاحِكِ.. في قُرْبنا..
قد لعبَ الْحُبُّ.. بأعْطافِهِ
فهَامَ بالحُبِّ.. بأصْنافِهِ
والدَّوحَةُ الثّكْلى.. بأكْنافِهِ
بَهيرةٌ.. أَصْغَتْ لأوْصَافِهِ..
مَجْفوَّةٌ.. يا عيدُ.. ما بَيْنَنا
مِنْ أهْلِها الأدْنِينَ.. مِن أَهْلِنا..
شَاعِرَةٌ.. بالوجدِ.. مِثلي أَنَا!؟
يا عيدُ.. يَا رَمْزَ الْهَوى وَالمنى
في يَومِكَ الْمِمْراحِ.. قُل: مَنْ لَنا؟!
لليَومِ.. ملتفًّا بآلامِهِ..
يَستنطقُ الأعوامَ.. مِنْ عَامِهِ..
للدَّوحَةِ الثَّكْلى رَوَتْ مَا بِنا
أيَّامَ أَنْ كانَ الْهَوى.. دَيْدَنا..
لِلسَّوسَنِ الْزَاهي بأَعْوامِهِ
في مثْلِ عُمْرِ الْوَرْدِ في هَامِهِ..
لاعَبَتِ الْفَرْحَةُ فيهِ الْصِّبا..
تلهو بِهِ.. قَدْ حَنَّ.. مَا انْثَنَى
والغصنُ لَدْنٌ مورقٌ.. وَالْجَنى:
قَدْ حَان لِلْقَطْفِ.. فَمِن جَامِهِ..
يا عيدُ.. يَا رَمْزَ الهَوى والمنى
في أمْسِكَ الضَّائِعِ مِنْ أمْسِنا
يَا عيدُ.. يَا رَمْزَ الهوى والمنى
ذكَّرْتَني.. مَنْ عاشَ.. لَمْ يَنْسَنا
فَبتُ وَحْدي.. رَاوياً هَا هُنا
في مَسْمَعِ الْلّيْلِ صَدى حُبِّنا..
وَقُلْتُ: لا بالدَّمْعِ مِنْ مُقْلَتي
قَد غَاضَ، بَلْ بالحَرفِ فِي كِلْمَتي
يَا دَوْحَتي.. قَدْ كَانَ مِنْ اَمْرِنا:
في مِثْلِ هذا الْيَومِ مِنْ عُمْرِنا..
ما كانَ للسَّوْسَنِ لَمَّا دَنا..
وَازْوَرَّ!!
لَمْ يَجْذِبْهُ مَا عِنْدَنا!!
يا دَوْحَتي.. بِاللَّهِ.. لا تَجزعي
لا تجزعي.. باللَّه.. بَلْ فَاسْمَعي:
كُنّا.. كَما كُنتِ وَكانَتْ مَعي..
حَسْناءُ.. كالفَجْرِ لَدَى الْمطْلَعِ..
كالسحر.. قد لاح بتَحْنانِهَا
كالعُطرِ.. قَد فاحَ بأدرانِها..
كالشِّعر.. كالحُبِّ.. ملا أضْلُعي!!
كالْبَحْرِ نَامَ الموجُ.. في مَهْدِهِ
وَاسْتَيقَظَ الوَجْدُ.. عَلى عَهْدِهِ
في كلِّ مَا عِشْناه من فَنِّنا
بِكُلِّ مَا يخطر في ظنِّنا
في عيدنا الأوَّل: عيداً بنا!!
وبت.. يا دوحَة بَين السُّها
وبَين بحرٍ.. مَا لَهُ مُنْتَهى
في لَيلتي تلك.. لهَا مَالهَا
لليلتي هذي: بهَا ما بهَا:
في قاربي.. والليلُ لاهٍ هُنا
كالفرحَةِ النَّشْوى.. كَقَلْبي أنا..
شَدَدْتُ أوتَاري لأهل الغنا
وقلت شعري.. نهب من لحَّنا
والكأسُ قَدْ فاضَ بِأَحْلامِنا
وثغرها يبسُم.. عَذْبَ الْجَنى
وعينها تومض ومض السنا
مجْنونةٌ.. مِثْلي.. وَقَدْ لَفَّنا
بالحُبِّ.. ليلٌ.. مَا دَرى أنَّنا:
فيهِ بقايَا الأمْسِ.. مِنْ يَومِنا..
تضمُّنا بعضاً إلى كُلِّنا
سيرةُ هذا الكَوْنِ.. مَا مَلَّنَا..
حُبَّا.. تعَالى!! قَدْ تَوَالى.. بِنا!!
آدَمُنَا.. فِيْهِ.. كَحَوّائِنا!!
وَالْقَارِبُ الْمُشْبِهُ أكْواخَنَا
يَروي لَنَا في الحُبِّ.. تاريخَنَا
والبحرُ سَاجٍ تَحْتَ أقْدَامِنا
يقولُ لِلْقارِبِ: سِرْ آمنا..
إنّي هُنا: دُنيا تَفوقُ الدُّنى..
حَارِسُ حُبٍّ.. مَا غَفَا.. مَا وَنَى
هَام بِيَ العشَّاقُ لَمْ يَعْرِفوا
غَيرَ الْهَوى.. في كُلِّ أيَّامنا..
فذابتِ الْفَرحَةُ.. في ثغرنا..
لَثْماً فَضَمًّا!! طَالَ مَا بَيْنَنَا!!
قالَت: وَمَاذا بعْدُ؟!
قُلْتُ: الْهَوى:
في قُرْبِهِ الدَّاني.. وَفي بُعْده..
أنتِ.. بِهِ.. أنْتِ!! وإني أَنا:
آدَمُكَ الْبَاقي.. عَلى عَهْده..
فأنتِ حوّائي.. وذا عُشُّنا!!
وقال نجْمٌ خَافِقٌ.. فوقنا:
عِيْشا حيَاةَ الحبِّ.. لَنْ تَأْسَنَا..
فَالْحُبُّ عيدُ الْقَلْبِ.. وَالْمُجْتَنَى!!
يا دَوْحَتي.. إنْ كانَ مَا قُلْتُهُ..
مِنْ أسْطُرِ الحُبِّ.. وَرَدَّدْتُهُ
عن أمْسيَ الْمَاضي.. وَقَدْ صُنْتُهُ..
لليَومِ.. أرويهِ.. لأمثالِنا..
لاقوا.. كما لاقَيْتِ من حَالِنا..
أَشجَاكِ؟!! فَلْنَبْقَ عَلى شَجْوِنَا!!
يَا عيدُ.. يَا دَوْحَةُ.. يَا سَوْسَنُ
يا شاعِراً رقَّ بمَا يُحْسِنُ..
هذي سطورٌ.. قيلَ عَنْ وَصْفِها..
إِنَّ بَقايا الدَّمْعِ.. في حَرْفِها..
قد حَرَّكَ الْهَاجِعَ.. وَالسَّاكِنا!!
وإنَّ حَرَّ الوَجْدِ في جَمْرِها
وَقَدْ أزاحَ السِّترَ عَنْ سِرِّها
مَا زالَ يَروي الْحبَّ.. رَغْمَ الْضَّنى
فِيما بَدَت للنَّاسِ.. آيَاتُهُ
شِعْراً.. تَنُوبُ اليَوْمَ، أبْيَاتُهُ..
عَنْ دَوْحَتي!!
عَنْ سَوْسَني!!
عَنِّي أنا!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :725  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 244 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج