شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كُنُوز.. ورُمُوز!..
بين وديان ((الطائف)) المصيف الحجازي المشهور.. وفوق جباله.. ووسط قراه.. قضينا منذ أعوام بعيدة.. أياماً سعيدة.. ربما كانت هذه الصور المنظورة تعبيراً عن الأصل المستور..
ما عاش من سلكوا الطريق الفرد.. في الكون العريض..
لِوساوس الأحلام.. صغرى.. في المقاصد..
لغواية الآمال.. نشوى بالمكائد..
عاشوا لذاتهمو.. رفاق القيد.. صاغته المجاسد..
فمضوا أساراها.. فرادى في غيابات القصور..
نفقت حياتهمو.. هباء.. في الحياة.. وبالقبور..
أما الذين تبعثروا.. بين الصخور..
في الحقل.. في الغابات في القمم العلية.. لن تفيض..
في السهل.. في الواحات في الوادي الكريم بما يفيض..
فهمو الذين ترسلت بهمو.. لترسل نورها..
هم ذلك النفر المضيء لنا الحياة.. وسرها..
الناشرين مع البدور الحب تعرفه القلوب..
الصاديات إلى المحبة.. للسلام.. بلا نضوب..
الناظرين بكل جارحة.. إلى سيب الحيا.. خلل السحاب..
الهابطين.. الصاعدين.. الناشئين مع الهضاب..
الْمُنْصِتِين بكل خافقة.. لموسيقى الرعود..
النابشين الأرض.. في وله الحدود..
والكاشفين صدورها.. حتى الزنود..
معنى.. تكشفت الحقائق فيه عن معنى الوجود..
العاملين إلى الغروب الحلو.. من قبل الشروق..
والباسمين مهللين مع الرعاة إلى البروق..
العاشقين النبت في الأحراش ما بين الشقوق..
والعابدين اللَّه في الأغراس نابضة الخفوق..
للساقيات بسمعهم صوت الربابة والكمان..
شدته صاقلة المثاني فيه أوتار الزمان..
فحلا.. حلاوتهم بها.. وأجاد يستبق الأوان..
في المسمع الغالي.. تلقف حانياً.. بشرى المعاد..
في الموكب الشادي.. ترقب صادياً.. يوم الحصاد..
روته ظامئة النفوس الساهرات.. بلا أرق..
ورعته خاشعة العيون الشاخصات.. بها الحدق..
في النبت.. في الأغصان.. تومئ للمهاد..
في بسمة النوار.. فتَّح.. في الورق..
في الخير.. في الرزق المقدر للعباد..
قد باركته الفأس تسبح في العرق..
بين الصفوف.. بها النساء السافرات.. بلا حجال..
والصبية اللاهون ـ والغلمان تفلح ـ والرجال..
الفرد.. كلاَّ.. ذاب في الكل القويم.. بلا ظلال!..
ومع المساءْ!..
راعيتهم متحلِّقين.. ونارهم لهب يشع به الجلال..
بين ((الخليطي)) المهذب: رقصة.. تهب الجمال..
ومع الدفوف الناقرات بها الأصابع.. في دلال..
في موكب سَبَقَ الكهولُ به الشبابَ.. إلى الصِّيال..
يتساجلون الشعر حراً.. في الأداء.. وفي الخيال!..
ومع الصباحْ!..
وهنا.. هنالك صوت ((مَجْرُورٍ)) رقيق الحسِّ.. فتنه..
أو لحن ((فُرْعِيٍّ)) تباهى مذ أعار الطير.. لحنه..
اهداهما ((النغري)). ((والقمري)) أصداء.. ورنَّه..
أبصرتهم.. متقوِّسين يداعبون الترب حرَّه..
وصحبتهم.. متهللين.. يعانقون الأرض.. خضرَه
وألفتهم.. متعاونين.. يقاسمون البعض.. كِسْره
فعشقتهم للناس.. رمز الناس.. للإنسان.. إنساناً أصيلاً..
عاشوا.. فعاش.. بفضلهم.. في الكون.. جيلاً.. ثم جيلا!!.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :731  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 240 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج