ما عاش من سلكوا الطريق الفرد.. في الكون العريض.. |
لِوساوس الأحلام.. صغرى.. في المقاصد.. |
لغواية الآمال.. نشوى بالمكائد.. |
عاشوا لذاتهمو.. رفاق القيد.. صاغته المجاسد.. |
فمضوا أساراها.. فرادى في غيابات القصور.. |
نفقت حياتهمو.. هباء.. في الحياة.. وبالقبور.. |
أما الذين تبعثروا.. بين الصخور.. |
في الحقل.. في الغابات في القمم العلية.. لن تفيض.. |
في السهل.. في الواحات في الوادي الكريم بما يفيض.. |
فهمو الذين ترسلت بهمو.. لترسل نورها.. |
هم ذلك النفر المضيء لنا الحياة.. وسرها.. |
الناشرين مع البدور الحب تعرفه القلوب.. |
الصاديات إلى المحبة.. للسلام.. بلا نضوب.. |
الناظرين بكل جارحة.. إلى سيب الحيا.. خلل السحاب.. |
الهابطين.. الصاعدين.. الناشئين مع الهضاب.. |
الْمُنْصِتِين بكل خافقة.. لموسيقى الرعود.. |
النابشين الأرض.. في وله الحدود.. |
والكاشفين صدورها.. حتى الزنود.. |
معنى.. تكشفت الحقائق فيه عن معنى الوجود.. |
العاملين إلى الغروب الحلو.. من قبل الشروق.. |
والباسمين مهللين مع الرعاة إلى البروق.. |
العاشقين النبت في الأحراش ما بين الشقوق.. |
والعابدين اللَّه في الأغراس نابضة الخفوق.. |
للساقيات بسمعهم صوت الربابة والكمان.. |
شدته صاقلة المثاني فيه أوتار الزمان.. |
فحلا.. حلاوتهم بها.. وأجاد يستبق الأوان.. |
في المسمع الغالي.. تلقف حانياً.. بشرى المعاد.. |
في الموكب الشادي.. ترقب صادياً.. يوم الحصاد.. |
روته ظامئة النفوس الساهرات.. بلا أرق.. |
ورعته خاشعة العيون الشاخصات.. بها الحدق.. |
في النبت.. في الأغصان.. تومئ للمهاد.. |
في بسمة النوار.. فتَّح.. في الورق.. |
في الخير.. في الرزق المقدر للعباد.. |
قد باركته الفأس تسبح في العرق.. |
بين الصفوف.. بها النساء السافرات.. بلا حجال.. |
والصبية اللاهون ـ والغلمان تفلح ـ والرجال.. |
الفرد.. كلاَّ.. ذاب في الكل القويم.. بلا ظلال!.. |
ومع المساءْ!.. |
راعيتهم متحلِّقين.. ونارهم لهب يشع به الجلال.. |
بين ((الخليطي)) المهذب: رقصة.. تهب الجمال.. |
ومع الدفوف الناقرات بها الأصابع.. في دلال.. |
في موكب سَبَقَ الكهولُ به الشبابَ.. إلى الصِّيال.. |
يتساجلون الشعر حراً.. في الأداء.. وفي الخيال!.. |
ومع الصباحْ!.. |
وهنا.. هنالك صوت ((مَجْرُورٍ)) رقيق الحسِّ.. فتنه.. |
أو لحن ((فُرْعِيٍّ)) تباهى مذ أعار الطير.. لحنه.. |
اهداهما ((النغري)). ((والقمري)) أصداء.. ورنَّه.. |
أبصرتهم.. متقوِّسين يداعبون الترب حرَّه.. |
وصحبتهم.. متهللين.. يعانقون الأرض.. خضرَه |
وألفتهم.. متعاونين.. يقاسمون البعض.. كِسْره |
فعشقتهم للناس.. رمز الناس.. للإنسان.. إنساناً أصيلاً.. |
عاشوا.. فعاش.. بفضلهم.. في الكون.. جيلاً.. ثم جيلا!!. |