شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( فتح باب الحوار ))
افتتح الدكتور غازي زين عوض الله الحوار بتوجيه السؤال التالي إلى المحتفى به قائلاً:
- باعتبار أنك أحد المعارضين السياسيين لنظام الحكم في العراق.. الَّذي يرأسه الدكتاتور المستبد صدام حسين، هل ترى أن الكم الهائل من الجبهات المعارضة لنظام الحكم، التي تعيش في الخارج والتي يبلغ عددها أكثر من 100 جبهة ظاهرة صحية تخدم المصلحة السياسية العراقية، في حال غياب هذا النظام المستبد واستبداله بنظام آخر؟ وما هو شكل هذا النظام.. هل سيكون تعددياً أو نظام الحزب الواحد؟
- وأجاب المحتفى به بقوله:
- أعتقد أن سقوط صدام حسين سيجعل الكثير من المعارضين عاطلين عن العمل، لأنهم سيضطرون لغلق دكاكينهم الأيدولوجية وغلق المزادات العلنية التي تساوم باسم العراق؛ العراق رأى الضيم من حزب واحد، فإذا ما تسلط عليه 50 حزباً كيف سيكون؟ نحن في العراق نؤمن أنه لا يمكن أن تحدث ثورة مسلحة عن طريق الفاكس، ولا يمكن أن يحدث التغيير عبر مؤتمر في فندق من فنادق الدرجة الخامسة أو النجوم الخمسة.. التغيير في العراق يحدث إذا ما تخلى كل حزب عن مكاسبه الحزبية، أو إذا ما أرادوا أن يؤجلوا طروحاتهم التي تمزق صدر الوطن.
- الوضع الإقليمي لا يريد أرخبيلاً دولياً في الوطن العراقي أو مجموعة دويلات، والشعب في الداخل يريد ذلك إذا لم يسع البعض لأن يجعل العراق عبارة عن مجموعة دول في أرخبيل.
- العراق أو العراقيون يريدون نظاماً يؤمن بالله ورسوله وبالعدل الاجتماعي، ويؤمن بالحق الإلهي، ويؤمن بحسن الجوار وعدم التدخل، وبأن الإنسان وجد ليتعاون لا ليهجم أو ليجعل شعوباً أخرى تحت مظلته عنوة كما حدث في نظام صدام.
- العراقيون يريدون وحدة جغرافية ووحدة شعبية، لأن الظلم الصدامي لم يوزع على العراقيين بحسب العرق أو القومية، لقد شمل الجميع دون استثناء؛ ولذا فإن الحل الأمثل لعراق نظيف من العنف السياسي والعنف الأيدولوجي، هو عراق يؤمن بالديمقراطية بالتعددية بالحرية، يؤمن قبل كل شيء بالله ورسوله..، أن يكون الإسلام دستوراً فعلاً؛ نحن الآن في العراق المادة السابعة تقول: إن الإسلام دين الدولة الرسمي، ولكن أقسم بالله العظيم في مديرية أمن محافظة المثنى، والله لقد أدينا القسم وأيدينا على القرآن وكان القرآن يسحل كهربائياً؛ هل ثمة نظام سياسي يكون الدين الرسمي له الإسلام ويجعل القرآن الكريم أداة تعذيب.
- كان بودي أن أقول شيئاً عن الانتفاضة الآذارية في الداخل التي لم يقم بها حزب معين ولا قومية معينة؛ ومع ذلك كنا نسير تحت تأثير ما نسمعه من إذاعة.. تسمى إذاعة صوت الشعب العراقي؛ يعني لم يكن هناك شيء اسمه معارضة؛ أنا شخصياً بالرغم من كوني عشت العنف السياسي بالداخل إلاَّ أنني كنت أعتقد أن المعارضين هم تجار الأيدولوجيات؛ ما حفز الشعب في الداخل ليست الأحزاب المعارضة أو النظام السياسي الخارجي، وإنما حفزه ما يوصل إلى الشعب.. وهو الإعلام الموجه والغضب في الداخل.
- ثم وجه أحد الحضور - دون أن يذكر اسمه - السؤال التالي إلى المحتفى به فقال:
- أنت شاعر، وسؤالي ضمن هذه الشاعرية بعيداً عن السياسة؛ قصيدة النثر أين تأتي عنك؟ ونود أن نسمع منك مزيداً من الغزل؟؟
- أجاب المحتفى به على سؤال السائل بقوله:
- أخشى أن يجيء زمن نعتبر فيه كتَّاب العرائض شعراء، لأن ما يكتبونه شعراً إذا كان الإطلاق بأن كل نثر هو شعر.. وأنه توجد قصيدة اسمها قصيدة النثر؛ فذلك يعني أنه سيجيء يوم تعتبر العرائـض - التي يكتبها كُتَّاب العرائض في باب المحاكم - هي قصائد جيدة، أنا شخصياً ضد هذا المصطلح؛ هنالك نثر فني جميل ممكن أن نقول النثر الفني المركز، أما أن نعطيه سمة قصيدة فذا أعتبره جريمة في حق الأدب أو بحق النثر نفسه، لأن النثر له - أيضاً - خصوصيته؛ من قال: إن النثر يقل عن الشعر.. هنالك نثر جميل أرفع من شعر كثير.
- ثم وجه الأستاذ علي الشامي إلى المحتفى به السؤال التالي:
- الشاعر الحزين والأسد الجريح الأستاذ يحيى السماوي، ما هي في رأي سيادتكم الأسباب التي أدت بالذات في عراقنا الحبيب ومن قديم الزمان، عبر الحجاج وغيره من الطغاة..، وانتهاءاً بأكبر طاغية في عصرنا.. صدام، إلى نمو وترعرع أمثالهم في عراقنا الحبيب؟
- فرد الأستاذ يحيى السماوي على سؤال السائل بقوله:
- أنا أحياناً أقول: يبدو أن العراق منذ البدء كان مزرعة خصبة لرجال الأمن والمخابرات، لا يوجد مكان في العراق يخلو من نظام معين وهو كالآتي: لكل حي في مدينة هنالك منظمة مخابراتية؛ وظيفتها أن ترصد ما يدور في داخل البيوت التابعة لهذا الحي؛ القمع في العراق ليس وراثة؛ أنا أعتقد أن الانفلات الأخلاقي عند من يأتي إلى السلطة هو السبب في ذلك؛ أي ماذا يمكن أن ترجو من رجل في عمر السادسة عشرة حاول اغتيال معلمه مجيد الكردي؟ وفي عمر الواحدة والعشرين قتل شرطياً في بغداد؟ وكان يضع مسدسه للإيجار فالسطو المسلح الَّذي قام به صدام هيَّأ له أن يمارس دور الجريمة، لأنه رجل لا يتقن غير الجريمة؛ أما بالنسبة إلى الحجاج الثقفي.. فأنا لم أعش في داخل ذلك العصر ولا أعرف السبب؛ أنا أعتقد أن الحجاج بن يوسف الثقفي يبدو تلميذاً بسيطاً تجاه صدام.
- ثم ورد سؤال من الأستاذ فؤاد عنقاوي يقول:
- عاش حزب البعث وعاش فترة طويلة وهو يدعي العروبة ولكنه يتاجر بها؛ فهل واكب الشعر في العراق هذه المسيرة مفنداً اتجاهات الحزب ووقفته علناً، إن في قصائدكم التي قرأناها وسمعناها الليلة صيحة مدوية، فمن من إخوانكم الشعراء صرخ مثلكم صرخة الألم؟ وهل في الإمكان أن نسمع شيئاً من ذلك؟
- أجاب المحتفى به على سؤال الأستاذ فؤاد عنقاوي قائلاً:
- لا أحفظ شيئاً لشعراء آخرين، أنا رجلٌ سيىء الذاكرة، أو كما قلت: مثقوب الذاكرة نادراً ما أحفظ شيئاً، قد يكون بفعل الشيخوخة، وقد يكون بفعل شيء آخر حدث في العراق؛ إنما أقول الشعر في العراق أو الأدب في العراق على ثلاثة أنواع، النوع الأول: الأدباء المعروضون للإيجار أي المرتزقة بالضبط.
- النوع الثاني: شعراء المنفى، وأولئك لم تصلنا قصائدهم للداخل لأسباب كثيرة إلاَّ ما ندر.
- والنوع الثالث: الشعراء الَّذين يعيشون النفي في داخل الوطن، وهذا القسم أعنف من الاثنين.
- هنالك شعراء كثيرون، وأقسم أن ما سمعتم به أو قرأتموه سابقاً.. أولئك ليسوا بشعراء ولم يمثلوا شرف الحرف العراقي، لأن الحرف العراقي النظيف لا يسمح له بأن يصل حافة إعلانية معينة.
- الشعر المعارض للنظام موجود - أساساً - منذ ولد نظام صدام أو منذ جاء حزب البعث؛ أنا أقول لكم شيئاً مهماً: كيف يمكن لمثقف الشعر أو الرجل المثقف أو لنقل الرجل المتعلم - فلنتفق على هذا الشيء - كيف يمكن لمتعلم أن يسمع شاعر الحزب الرسمي شفيق الكمالي وهو يقول:
والله إذا امتدت يد
الله على البعث قطعناها
 
- وزير إعلام وعضو القيادتين القطرية والقومية ومسؤول المكتب الخارجي في القيادة القومية، يقول هذا البيت وعلى منبر أو على منشد؛ هل تتوقع أن هنالك من استطاع أن يقول له صه؟
- فإذاً الشعر المسموع في العراق أو الشعر الرسمي لا يمثل الوجه الناصع أو شرف الحرف العراقي؛ للأسف لا أحفظ نصوصاً كثيرة لأن شعراء العراق كلهم خارج العراق، يعني لو أذكر لكم بدءاً من الجواهري ومروراً بسعدي يوسف، بدينار السامرائي، بخالد ياسين، بنبيل ياسين، بحميد خاقاني، بعبد الحميد الصائح، بحسن ناصر.، أدباء كثيرون جداً خارج العراق من كل الأجيال.
- ووجه الأستاذ خالد عبد الرحمن سؤالاً يقول: "أرجو أن تدلوا بدلوكم في الطرح الأيدلوجي التي تبنته تيارات فكرية ذات توجه إسلامي؛ ترى ألا فرق بين العروبة والقومية العربية والإسلام والسلام؟"
- وأجاب المحتفى به قائلاً:
- أنا أمشي على وجه ما قال الله: واعتصموا بحبل الله جميعاً وكفى الإنسان تمسكه بحبل الله، العروبة والقومية والأممية.. وكل هذه المصطلحات..، أعتقد لو أن هناك تمسكاً صحيحاً بالدين الإسلامي لما وجدت هذه المسميات أساساً، فأنا أؤمن بحبل الله قبل الأشياء الأخرى.
- وسأل الأستاذ محمود إلياس السؤال التالي:
- يقول البعض إن شاعريتك صنعتها الأحداث، ولقد سمعنا أنك قبل ذلك أصدرت دواوين فهل أعدت تعريفنا بها؟ وماذا عن الأدب النووي؟ وهل كتبت شعر الحداثة وقمت بمعارضتها وانتقادها؟
- ورد الأستاذ يحيى السماوي قائلاً:
- الدواوين السابقة: "عيناك دنيا" وهو أول دواويني، وطبع وأنا طالب في المرحلة الثانوية.
- الديوان الثاني: "قصائد في زمن السبي والبكاء" طبع وأنا في المرحلة الجامعية.
- أما الديوان الثالث فهو: "مراسيم الخروج من الجسد" وطبع وأنا أعمل بالتدريس؛ ولكن هنالك ديوان قد يكون البعض قد حصل على اسمه وهو: "سلاماً أيها الوطن" ينتقي قصيدة من كل شاعر على مستوى الوطن العربي، ولا أعرف قد يكون هناك خلل لأنني فوجئت أن إحدى قصائدي موجودة ضمن المجموعة.
- أما المطبوعات التي أصدرتها أنا بالذات فثلاث، غير أنني منذ عام 1978 فما فوق كنت أنشر باسم فتى الرافدين.. باسم مستعار، وأحياناً أنشر باسم أسد السماوي أو بتوقيع أسد على اعتبار أن الحرف الأخير من كل اسم من اسمي الثلاثي يكون كلمة أسد؛ وأنشر بأسماء مستعارة لأن النظام لا يسمح بقصيدة خارج مواصفاته وخارج المطابق الحزبية التي تؤيد المواصفات المسبقة.
- أما الإجابة على السؤال الثاني فأنا لم أكتب - إطلاقاً - خارج البحور أو العروض. بالنسبة لي، لا أتشرف بأن أكون شاعراً بقدر تشرفي بأن أكون إنساناً مؤمناً؛ أنا أنظر إلى اللغة العربية بكل إجلال وبكل احترام، وأخشى من أن أسيء مع أن لدي استعداداً أن أسيء إلى طفلي على أن لا أسيء إلى الحرف العربي، فإذا لم أكن كذلك.. فكيف يمكنني أن أصون لغة القرآن إذا كنت أكتب بهذه الحداثية؟ أنا لا أتجرأ على أن أغرس بيدي خنجراً في القصيدة.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :600  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 58 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.