شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا أَبا الصَبْر!
يَا أَبَا الصَّبْر والصَّحَارَى بَلاَءٌ
وَابْتَلاءٌ والصَّابِرُونَ قَلاَئِلْ
اللَّيَالِي أَضْمَرْنَ حُبَّك سِرًّا
أَبَدِيًّا.. بَيْنَ الْجَوَانِحِ مَاثِلْ
والدَّرَارِي أَتْلعْن نحوكَ أعنْاقَ
دَلاَلٍ.. عَلَى الْحنُوِّ.. دَلاَئِلْ
يتَلاَمَحْنَ بِالْبَصِيصِ ـ فَيَهْدينَ
خُطَاكَ الْمَسْرَى الخَفيَّ ـ ذَوَابلْ
وَالحَصَا وَالرِّمَالُ عِشْنَ خُدُوداً
لَكَ بِالمَوطِئِ الرَقِيقِ حَوَافِلْ
يَتَنَاثَرْنَ غِبْطَةً واختِيَالاً
بَينَ عَينيْكَ كَالعَذارى جَوَافِلْ
وَالبُدورُ التي استقامَتْ لِمرْآكَ
أَفَاضَتْ سِحْراً عليْكَ.. مُماثِلْ
وتنَاغَتْ ملءَ اللَّيالِي بِمَسْرَاكَ
فَأَوْحَتْ ما ردَّدتْهُ الأُوائِلْ
والرُّؤَى والظِّلاَلُ لاَحتْ بِمَسعَاكَ
شُكُولاً مِنَ الفنُونِ مَوَاثِلْ
والحَيَا صافحَتْ مُتُونَكَ منهُ
قَطَرَاتٌ ـ أَو فَاضَ فَوقَكَ وَابِلْ
والغَوَانِي حِينَ الودَاع تَجَلَّتْ
واستَقَلَّتْ منْكَ الظُّهُورَ ذَوَاهِلْ
وَالمُحِبُّونَ بالهوَادجِ هَامُوا
اَيْنَمَا سِرْتَ بِالهَوادِجِ صَائِلْ
يَتَواصوْنَ بالعصِيِّ مِنَ الصَّبْر
ويَبْكُونَ دمنَةً وحوَائِلْ
والمَغَاوِيرُ شاركُوكَ لدَى الذِّكْر
فَخَاراً بِطِيبِ ذِكركَ آهِلْ
والمَغَانِي تَزَوَّدَتْ بِمَغانيكْ
بِرَوْحَاتِك اسْتَقَمْنَ قَوافِلْ
والصًّحَارَى دَانَتْ إِليْكَ حزُوناً
مِلءُ حَصْبَائِهَا جَوىً ومقاتِلْ
فَتَقَحَّمْتَهَا مغَالِيقَ كَسْونٍ
وَتَبيَّنْتَها سُرًى ومجاهِلْ
يَا أَبَا الصَّبْرِ بَكْرَةً وقعُوداً
وَبَعيراً ـ وَنَاقَةً ـ وَحَوَامِلْ
عِشْتَ في أَرْضِنَا منَاخَ رجَاءٍ
ومطَايَا وَبُغْيَةً ومَآمِلْ
فَتَرَبَّعْتَ في القَديمِ عُروشاً
بَيْنَ أجدَادِنَا تردُّ الغَوائِلْ
وَتَمَتَّعْتَ ما تَمَتَّعْتَ بالعَطْفِ
وبالذِّكْرِ عاطِراً ـ غَيرَ خامِلْ
يا أَبا الصَّبرِ أَيُّها العَودُ لا صَبْرَ
فَقدْ غَالَنَا وأَرْضَكَ غائِلْ
وَتَخَطَّاكَ مُسْتَبيحَ مغانٍ
لَمْ يَطأها مِنْ قَبْلِ مسعَاهُ واغِلْ
مِنْ حَدِيدٍ مُفَصَّلٍ ـ وَلَكَ اللَّحمُ قِواماً
وَالهَبْرُ مِنهُ كَوَاهِلْ
مِنْ عُقُولٍ مُرَكِّب وَلَكَ العَظْمُ دِعَاماً
والصُّلْبُ منهُ مَفَاصِلْ
كلُّ سَيَّارة كَأَن بِهَا الجِنَةُ طَبْعاً
والذَّارِياتِ.. شَمَائِلْ
بَعضَ مَا بَيْنَها وَبَينَكَ.. بَوْناً
أَنَّكَ اليَومَ لِلْمثَالِ مُقَابِلْ
عِشْتَ مَا عشْتَ، لَم تُقتّل وَلَم
تَسقْ نُفوساً كأس الردى المتهاطِلْ
يا أبا الصَّبر مَا العزاءُ ـ وقد عَزَّ بمُغِنيك
أو مُقِيكَ النَّوَازِل
جلَّ ما تبتغيهِ في يومِك الشاحب
يرنو للأمس ريانَ حافلْ
اَوَ تَهْدَا منك الجوانحُ شبت
كلَّما زلزلتَكَ قولةُ قائلْ؟
بئسَ ما كان للصحارى سفيناً
أَو هذا.. ما كان زينَ المحاملْ
أَوَ تَرْقا منك المحاجرُ زاغت
بين حشدٍ رآك حيرانَ جافلْ؟!
أَوَ تصفو منكَ المعارفُ غامت
بين نشء أولاك نظرةَ سائلْ؟!
قال قومٌ رأوكَ تجفل حيران
وضراتُك الغزاةُ غوافِلْ
كَيفَ كُنا.. ما أَعظم العلمَ
ما أكبر سلطانَه العتيدَ الشامِلْ
أو هذا الَّذي به نحن كنا
وعليه فيما نريدُ حمائِلْ؟
وتلاغَوا ما بينهمْ بِشتيتٍ
من أحاديثٍ اهْدرتك شواكلْ
وتناسوا مكانةَ الحي.. قد عطل
أصلاً ــ وقوَّةً ـ وشمائلْ
يا أبا الصبر كيف مرَّت بك الوحدةُ
أغفى بها السكونُ القاحلْ
وأثارت لك الشَّجُونَ وأغرت
بك سَوْطَ الذِّكرى صدىً وهياكلْ
يا أبا الصبر أيها العَوْدُ والفَرْدُ
وماضي الصحراء والركبُ حافلْ
عزَّ ما تبتغيه قد فاتك الركبُ
وضنَّت بالذكرياتِ المحافلْ
فاقضِ أيامَك القليلةَ حتى
تَنْتَهي بعدها سلالةُ زائلْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1668  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 233 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج