شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
السَّطر الأخيْر
ـ 1 ـ
واليَوْمَ.. قَدْ سَكَتَ اليرَاعُ.. مُلَطِّخاً بمدادِهِ
وَبَقِيَّةُ الصَّفَحاتِ.. في أدْراجِها
تُومي إليْهِ.. وتَشْتَهي..
لَوْ خَطَّ سَطْراً واحداً
في ذَيْلِها..
سَطْراً.. تُقَدِّمُهُ إلى أحْفَادِهِ
ويَكونُ مَنْسوباً إلى أجْدادِهِ
يَعْتَزُّ طَارِفُهُ بِمَجْدِ تلاده!.
سَطْراً يَقولُ بِأنَّها..
سَتَكونُ سِفْراً.. يُقْرَأ..
وَتَظَلُّ سِفْراً بَاسِماً بِفَمِ الحيَاهْ..
مَسَحَتْ به البَسَماتُ مِنَّا.. كُلُّ دَمْعٍ.. كُلُّ آهْ
سِفْراً.. حَوَى النَّصْرَ المُبيينْ!!
ـ 2 ـ
وتَمَلْمَلَ العَرَبيُّ.. يَرْمُقُ.. في كآبتِهِ.. أخاهْ
وسَطَا بهِ.. في لَيْلِهِ الطَّاخي.. دُجَاهْ
وَتَعَثَّرَتْ.. في يَوْمِهِ
بِنَهارِهِ.. مِنْهُ خُطَاهْ
ومَضَى يقولُ.. ولاَ يُبينْ:
باللَّحْظِ.. يُعْرِبُ عَنْ شَقَاهْ
بالحَرْفِ حَارَ على الشِّفَاهْ
بِدَمٍ.. يَفُورُ.. ولاَ يَثورْ
بِتَواكُلٍ؟.
أرْدَاهُ في مَلَلِ الفُتُورْ
وبِكُلِّ شيءٍ.. لا يُسَمِّيهِ البَيَانْ
خَوفاً على الأرْواحِ.. منْ زَلَلِ اللسَانْ
كَيْلا يُقَالَ عَلَيْهِ..
قَالَ كذَا.. كَذَا
كَيْلاَ يُدَانْ..
مِنْ أهْلِهِ.. مِنْ قَوْمِهِ.. ومِنَ الخَدينْ!.
* * *
ومَضى يَقُولُ.. ولاَ يُبينْ
مَاذَا جَنَيْتْ؟!
ماذَا جَنيْتُ.. لِكَي أُهانَ.
وَلاَ أُهينْ!!
ـ 3 ـ
ماذَا جَنَيْتُ.. ولَيْسَ ما قَدْ صارَ ذَنْبي؟!
مَنْ قالَ: أنَّ الحَرْبَ..
في أيَّامِها..
بالأمْسِ.. حَرْبي؟
فَلَقَدْ أرادُوها.. وباسْمِي..
في غِيابي
ولَقَدْ أداروها.. وَدُوني..
خَلْفَ بابي..
وأنَا المُصَفَّدُ في قُيودي..
رَهْنَ تَشْريدٍ وسَلْبِ
وأنا المُعَذَّبُ.. نَهْبَ أبعادٍ.. ونَهْبِ
وأنَا المُذبْذبُ بَيْنَ شَدٍّ..
في الدِّيارِ.. وبَينَ جَذْبِ
ووسَاوِسٍ.. تَمْشي بِكُلِّ نَميمَةٍ.. في كُلَ صوبٍ
مَسْعورَةً.. مُهْتَاجَةً.. كَكِلابِ صيْدِ
كَكِلابِ صَيْدٍ..
قَدْ جَرَتْ خَلْفي..
وَسَدَّتْ كُلَّ دَرْبِ
في أمْسِيَ الوجِلِ الدَّفينْ
وبِيَوْمِيَ الباكي الحَزينْ!.
ـ 4 ـ
كَمْ بِتُّ.. يَفْرِيني السَّقَامُ.. ولَيْس لي فيهِ دواءْ
وغَدوتُ.. يَنْقُصُنِي اليَقينُ.. بِلا عَزاء..
أرْوي الحَوادث.. مِثْلَمَا
شاءتْ!.
ولَيْس كما أشاءْ..
فَحَوادِثي ضلَّت بها..
دُون الحقائقِ ذاتِهَا
ذاتي!.
وعَاشَتْ.. هائِمَهْ..
وعلى الطَّريقِ.. أضعْتُها
وعَرفتُها.. فَوْق الدَّوارِس.. حائِمَهْ
فَوَجَدْتُها.. لَكِنَّني!.
يَا ويْلَتَاهُ!!
وجَدْتُها.. طَلَل السِّنينْ..
طَلَل السِّنين الباكِيَاتِ على الخَرابْ
النَّادِباتِ.. مع التَّواكلِ.. والغُرابْ
وقَفَتْ على أَعتَابِها.. مِنْ كُلِّ بابْ
بُومُ الحقَائقِ.. سَاخِرهْ
تَروي النَّوائب.. والثُّبورْ
نَطَقَتْ بها أغلى القُبُورْ
في قَلْبِ سِينا!.
في ذُرى الجُولانِ.. أرَّقَها الحَنينْ
وعلى سُفوحِ الضَّفتينِ..
غَدا الحَنينُ بهَا أنينْ..
ولَدى الشَّهيدةِ.. والذَّبيحَةِ كُلَّها
بِتْنَا بِها..
كُلاً..
فِلَسْطيناً..
بِكُلِّ هَوىً دفينْ!.
ـ 5 ـ
أنَا؟! مَنْ أنَا؟!
في مِصْرَ.. في الخَرْطُومِ..
في الأرْدُنَّ..
في الفَيْحَاءِ.. في لُبْنَا
نَ.. في بَغْدا..
دَ.. في قَلْبِ الجَزيرةِ.. في اليَمَنْ..
في المَغْرِبِ العَربيِّ
في البَلَدِ الأمينْ؟.
أنّا.. يا أخي.. مَهْمَا نَأى
مَهْما دَنَا مِنَّا الجِوارْ
أنَا.. أنْتَ.. في البَلْوَى.. ولَيْسَ لَنَا اصْطِبارْ
أنا.. أنت.. في طَخْياءَ.. لَيْس لهَا نَهَارْ
مَا دُمْتَ..
مَا دُمْنَا..
يَطولُ بِنَا الحوارْ..
وَطَريقُنا للشَّمسِ مَفْتوحُ المدارج والمَدَارْ
للْحَرْبِ!..
إنَّ الحَرْبَ.. نُورٌ.. بَعْد نَارْ
وأنا.. أنا العَرَبيُّ.. وَضَّاحُ الجَبينْ
يَوْمَ الوَغَى..
يَوْمَ الفِدَا..
وأخُو الإباء.. على السِّنينْ!!
هَيْهَاتَ.. يَنْفَعُني العَزَاء.. تَصُوغُهُ سُودُ الحروفْ
تَتَلاَعَبُ الألْفَاظُ فيها.. بالمئين.. وبالألُوفْ
وكَأنَّها في كُلِّ يَوْمٍ لِلزُّحُوفِ.. مَشَتْ صُفُوفْ
حَمْرَاءَ.. تَرْقُصُ بالطُّبولِ.. لَنَا تُدَقُّ.. وبالدُّفُوفْ!
مَا بَيْنَ مَكْتُوب.. تُسَطِّرُهُ الجَرَائِدُ.. هَائِبَهْ
أوْ بَيْنَ مَثْبوتٍ.. تُرَجِّعَهُ الإذاعَةُ.. عَائِبَهْ
ما بَيْنَ إيماءٍ.. تُشيرُ بهِ الأصابعُ.. عَاتِبَهْ
أوْ بَيْنَ أقْوالٍ.. تطُولُ بها المجَالِسُ.. كاذِبَهْ
والهوْلْ.. يَنْطِقُ باللَّحا
ظِ.. على الوُجوهِ الشَّاحِبَهْ!
ـ 6 ـ
أنَا لا أريدُ اليَوْمَ إلاَّ ما يَقُولُ بهِ ضميري
خَلِّ السِّيَاسَةَ.. حِرْفَةً بَينَ الوَزَارَةِ والوَزِيرِ
مَدَّ الإشارَة . انْمُلاً أفْتَى بها كَفُّ المُشيرِ ...
وانْصِتْ إلى الدَّقَّاتِ منْ قَلبي.. فإنَّ بها شُعُوري
إني أريدُ الحَرْبَ.. طبعاً.. للحياةِ.. وللنُّشورِ
فَالحربُ مِرْآةُ الوَرَى والحَرْبُ صَانِعَةُ العُصُورِ
لاَقَى القَرينُ بِهَا القَرينْ..
وَحَمى الهَصورُ بها العَريْن!
ـ 7 ـ
ومَضَى يَقُولُ.. وَلاَ يُبينْ:
لاَ تَحِنْها!!
لا تَحْنِ قامَتَكَ المَديدَةَ.. فَالنِّزالْ
لَمَّا يَزَلْ.. دَرْبَ الرَّجالِ مَعَ الرِّجَالْ
لاَ تَحْنِها!!
فالحَرْبُ.. في الدُّنْيَا.. سِجَالْ
ولَقَدْ مَشَتْ.. في يَوْمِنَا
للحَرْبِ.. رَبَّاتُ الحِجَالْ
لاَ تَحْنِها!!
فالذُّلُّ إنْ سَكَنَ النُّفُو
س.. هَوَتْ إلى دَرَكِ المُحَالْ
وَنُفُوسُنَا للْعِزِّ قَدْ خُلِقَتْ..
به!!
نَحْيَا..
وَلاَ نَخْشَ القِتَالَ..
تَلاَ القِتَالْ!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :849  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 230 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج