شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وتكلّم التّاريخ!
وتكلَّم التاريخُ.. لا يَتَحيَّزُ
وعَلا بهِ الصوتُ المَهيبُ الأميزُ
يُصغي له المُسْتَقْرِئُ المُتَمَهِّلُ
ويعيبه المُتَفَرِّزُ.. المتعجِّلُ..
واللهُ أعْلى.. بالجَلالْ
والله أصدقُ.. بالمقالْ:
لا تَأمنُوا. إلاّ لمن تَبع الصِّراط.. بدينكم
فالكفرُ صِنْوُ الكفرِ.. في يومِ اللِّقَاءْ
وبدونِكم.. في صفِكم.. بأكفِكمْ..
لن تَبلغُوا ما تشتهون.. على المدى
إلاَّ بفضلِ زُنودِكم.. ويقينِكمْ
واللهُ صادقُ وعدِهِ..
للمؤمنين الأوْفِيَاء..
لا للمُصدِّق وعد من جافَى السَّمَاءْ
ولنا به.. كلاًّ مشى..
كلُّ الرجاءْ
والنَّارُ بين كُبودِنا.. لا تُطْفَأُ
وسنَلتقي!!
والصبرُ ـ والإيمانُ ـ والعزمُ الأبِيُّ
سلاحُنا.. والمبدأُ!
* * *
وتكلَّم التاريخُ..
عن أيَّامِنا.. تَتَلألأُ
وبيومِنا ألْوى.. على أعقابِهِ
في بابِهِ.. مُتوكِّئاً.. يَتَلَكَّأُ!.
* * *
وتَلَجْلَج التاريخُ.. مُعْوجَّ اللِّسانْ
وأشار موصولَ اللِّهاثِ.. إلى الزَّمانْ
وإلى المكان.. طوى الرَّميمُ به الزَّميمَا..
مُتوثِّباً.. ومُقَلِّباً
في سِفْرِهِ.. وبسَطْرِهِ..
أشْأى.. وقال مُعَقِّباً
للحَقِّ.. للذكرى..
بها نَتَهَيَّأُ..
بَاءتْ يهودُ.. يجَهْدِها
جَهْداً سَقيمَا
في كُلِّ ماضٍ ظلَّ
يَحْصُدُها.. هَشِيْمَا..
وبَدتْ يهودُ.. كعهدِها
تاريخَها..
معنا.. قديمَا
وغَدتْ تدِلُّ بما يُذِلُّ
بمالِها.. عَرضاً لئيمَا
وسَعَتْ تُليحُ.. بما يُطيحُ..
بأهلِها.. عِرْضاً ثَلِيْمَا
وتَفَرَّقَتْ أيْدي سَبَا
باسم المُمزَّقةِ.. الشَّهيدهْ..
وبِكَفِّها الذهبُ المُرِنُّ سلاحُه.. لا ينتهي
وبزحفِها الجَسدُ المُبيحُ مِلاحَه.. للمُشْتَهي
وهما ركيزتُها..
العتيدةُ.. والفريدهْ!.
وتَبَعْثَر التاريخُ.. بينَهما.. رقيبَا
وتَنَاثَر التاريخُ.. دونَهما.. كئيبَا
وتَسَطَّر المبثوثُ منه.. لنا عجيبَا..
وتَجَمَّعتْ بعد الشَّتات بها القَصِيَّةُ والبعيدهْ
وتآلفتْ بين الفُتاتِ بها الصَّليبةُ والقَعِيدهْ
واختارتِ الدنيا الجديدةَ
وهي الشقيةُ بالسعيدهْ
في قَابها ورقاَبها.. بِنقابِها تَتَمَلأُ
في خَيبرَ..
وَبَني المَهَالِكِ.. قَيْنُقَاعْ
وبَنُو النَّضيرِ..
من المتَاعِ.. همو المُشَاعْ
وبنو قُريظَة.. في البِقَاعِ
بوسطِ قاعْ
غَطَّتْهُ طيبةُ بالصِّراعْ..
تَلا الصِّراعْ..
* * *
وبدتْ يهودُ.. كعهدِها
تاريخَها..
معنا.. قديمَا
والمؤمنون بِربِّهم.. ربَّاً عظيمَا
والصادقون لوعدِهم.. وعداً كريمَا
والمُخلصون لدينهم.. ديناً قويمَا
عَبَرُوا على التاريخِ.. للأبناءِ.. جِسرا
يرعونَه لليومِ.. للأحفادِ.. ذِكرا
خَطَّتْ عقيدتُهم لنا..
مَسْطُورةً بدمائِهمْ
مرفوعةً.. بِيَمِيْنِهِمْ
بِيْض الرِّقاعْ!.
* * *
وتكلَّم التاريخُ.. قد فَاقَتْ حقيقتهُ الخيالْ
يَرْوِي عن الأحزابِ.. أسْفَاراً طِوالْ
في يومِهم.. وبيومِنا قِيلاً.. وقَالْ!.
واللهُ أعْلى بالجلالةِ.. والجَلالْ
واللهُ أصدقُ بالبَشيْر..
وبالنذير من المقَالْ:
"إذْ جاؤُوكُمْ من فوقِكُمْ..
"ومن أسْفل منكمْ..
"وإذْ زاغَتِ الأبصارُ..
"وبلغَتِ القلوبُ الحَنَاجِر.. "
"وتَظُنُّون باللهِ الظُّنونَا.. "
هُنالك ابْتُلي المؤمنون.. وزُلزلُوا..
زلزالاً شَديداً.. "
قرآن كريم
وسَعَتْ قُريظَةُ بالنَّميمةِ..
بالدَّسِيْسَةِ.. جَهَّدهَا
وتَحَنَّثَتْ بالإِثْمِ.. نَاكِثَةً
هُنالك.. عَهْدَها
ومَشَى ابنُ أخْطَب.. وابنُ مِشْكَمْ
وتَلاهُما هُوذا..
وصاحبُه كِنَانَهْ..
للكافرين.. يُلَوِّحُون.. بِعِجْلِهِمْ
ذهَباً.. تَضِلُّ به الأمانهْ
وزهَتْ يهودُ.. بأنَّها
في دارِها.. وبغيرِها
في سِلْمِها.. وبِحَرْبِها
أهلُ الخيانةِ.. للخيانهْ!.
* * *
وتَفَرَّقَتْ أيدي سَبَا
باسمِ الرَّديفةِ.. والنَّجِيْدهْ
بين القَبائلِ.. والقبائلُ من عَربْ
قَطَع النسيبُ بسيفِها.. حَبْل النَّسَبْ
وعُرى القَرابةِ.. والصَّحابَةِ.. والحَسَبْ
وتَجَمَّع الأحزابْ!.
وتَجَمَّع الأحزابُ.. كافرُهم.. يُعضِّدُ كافرا
وهمو الوقُودُ.. أَتَى.. وقوداً ظاهِرا
ويهودُ من تحتِ الستارِ.. ودونِها
وجهاً قبيحاً للمَكْيَدةِ.. ساتراً.. أو سَافِرا..
وسَعَى النبيَّ!.
وسَعَى النَّبِيُّ برهْطِهِ.. لا طاغياً.. أو آمرا
بل.. صاحباً.. مُتَرئبّاً.. ومُشَاوِراً..
يَقْضِي بما أفْتَى به.. سَلْمَانُ..
عاش مُجاوراً.. ومُهَاجِرا
ورقَا النَّبِيُّ بِصحْبِهِ..
يَمْضي بهم.. عزمُ اليقينِ بربِّهم وبربِّه
فوق المخاوفِ.. والظُّنونْ
والخَنْدَقُ المَحْفورُ.. في حلق المَنُونْ..
شَوكاتُهُ.. وشَكاتُه في الهَاجِرَهْ
بالزَّمْهَرِيْرِ.. بلَيْلِهِ.. ببلائهِ
بحلاوةِ الإيمانِ.. في تلك النفوس الصَّابرهْ
يَشْدُو بها صوتُ النبيِّ الذاكرِ
"لا عَيْش".. إلاَّ يومُ عيشِ الآخِرهْ
فَأرْحَمْ به الأنصار.. والمُهَاجِرهْ..
ويُجيبُه صوتُ الجموعِ الهادرهْ
"نَحْنُ الذين بايعُوا مُحَمَّدا
عَلى الجهادِ.. ما بَقيْنَا أبدا
اللهُمَّ أنت اللهُ.. تَحْمِي الحاضِرهْ!!"
* * *
وسَعَى نُعَيْمٌ بالدَّهاء.. وكان بِدْعُهْ
والحربُ قد عَاشَتْ.. على الأيامِ.. خِدْعَهْ
وتفَكَّكَتْ تلك الجُموعْ..
بِيَدِ الذَّكاءِ.. تَغَلْغَلَتْ وسط الضلوعْ.
وبنو قُريظَة..
والرَّهائنُ فتنةٌ.. بلغتْ مَداها
سَفَحُوا صبْيبَاتِ الدُّموعِ بَكَتْ مُناها
هدراً.. تلاشتْ.. كالسُّوافي من ثَراها
خطراً.. يُهَدِّدُ ذاتَها.. فيما أتاها!.
* * *
ويُجَلْجِلُ العَربيُّ بين ذِمَاِئِهِ.. وإبائِهِ
بالحربْ!.
بالحربِ.. لا يَرضَى لها.. أبداً.. بديلا
صَرخَا بها السَّعْدانِ.. لا.. لنْ نَقْبَلا
إلاَّ القتالَ.. ضريبَةً.. لن تُهْمَلا
شرفاً.. نموتُ بساحهِ
سَاحاً نبيلا!.
وزهَا النبيُّ بصرخةِ الأحرارِ.. من أصحابِهِ
والكلُّ حُرُّ النفسِ.. والعَزَمَاتُ مِلْءُ إهابهِ
هَيْهَات أن يرضى الدِنيَّة.. أولاً.. أو آخرا.
من كان بالله المعظَّمِ.. بالحَميَّةِ.. قادرا..
* * *
وتَحَطَّم الشِّرْكُ العَتِيُّ.. وأدْبَرا
في ليلةٍ سوداء.. أدبر ليلُها.. وتَحَيَّرا
وسَفَتْ على أحزابهم..
غُبْرُ العَواصِفِ.. والرِّياحْ
وتَفَرَّقوا.. نَهْب الصِّياحْ..
وتَمَزَّقُوا.. بَدداً..
وقد طَلَع الصَّباحْ!.
* * *
وثَوتْ قُريظَةُ.. خَائِرهْ
وأتَتْ عليها الدائرهْ..
وجَرتْ على سَفْحٍ الرِّياءِ..
دُمُوُعُهَا.. ودماؤها
وطَوى المُنافقُ.. بالمدينةِ.. غُلَّهُ..
وكأنَّ في مَخْزى يهودٍ.. ذُلَّهُ
لم يُرْضِهِ إدبارُها.. وفَناؤها
شَهِدَتْهُ طيْبَةُ أرضُها.. وسَماؤها
ورواهُ.. دهراً.. عِزُّها.. وإباؤها
ومَضَتْ.. تَقُولْ:
وتَكَلَّم التاريخُ.. آياً.. من فُصُولْ
في يَوْمِها
ولِيَوْمِنَا..
مَهْمَا يَطُولْ
مَهْمَا يَطُولْ!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :685  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 228 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج