| وَلَمَحْتُها.. شَبَحاً رَهيبا |
| وَسمِعْتُها.. صوتاً قريبَا |
| ورأيْتُهَا.. |
| مَثَلاً ضريباً للثَّباتِ.. وَللْفَتَاهْ |
| عَرَبِيَّةً.. |
| لا تَستَكينُ.. ولاَ تلينُ لها قَنَاهْ |
| تَروْي لنا في يومنا.. دور النِّساءِ المُسْلِمَاتْ |
| يَسْمو بها أُحُدٌ إلى اليَرْموكِ يُومِئُ بالسِّمَاتْ |
| بالخالداتِ من المواقفِ.. للنبيِّ وَصَحْبِهِ |
| وَمِنَ الْجُدودْ.. |
| بالصَّادِقَاتِ من المعارك.. |
| والفتَاةُ لها شهودْ.. |
| إِنِّي أراها اليومَ تَصْعَدُ بالصخُورْ |
| وعلى الجبالِ.. ولم يُدَمِّرْهَا الثُّبورْ |
| هَتَّافَةً.. تَرْنو إلى أتْرابِها |
| وَلأختها.. عادتْ على أعْقَابِهَا |
| ولأُمِّها.. رَجَعَتْ لِكُلِّ صَوابِهَا |
| قُولي لهمْ.. ولكل أختٍ سامِعهْ |
| قولي لَهُمَ.. ولأيِّ بنتٍ قَابِعَهْ |
| قُولي لَهُمْ.. ولكل أمٍّ دامَعَهْ |
| سَنَكُونُ في شَرَفِ المعارِكِ.. رَائعَهْ |
| بِصُفوفِنَا.. واكفَّنا نارُ البَنَادِقِ.. رادِعَهْ.. |
| قولي لَهُمْ: إنِّي.. وَإنَّكِ.. راجِعَهْ!. |
| أقسمت.. والقسم العظيم مبرأ |
| من كل خوار.. بنا يستهزئ |
| بالله!. والتاريخ لا يتجزأ.. |
| إنَّا سنُوقدُها اشتعالاً.. في المدائنِ.. في الخُدُورْ |
| وبِكُلِّ ميدانٍ به فتَيَاتُنا نارٌ.. ونُورْ |
| أبنَاتُ صهْيونٍ أصَحُّ عَزيمَةً |
| مِنَّا.. وَنَحْنُ بناتُ يَعْرُبَ.. في الدُّهُورْ؟! |
| كَلاَّ!! |
| كَلاَّ.. فَقَدْ زَحَفَ الحجالُ.. مع الرِّجالْ |
| واليومُ يومُ الثَّأرِ في كَوْنِ النضالْ |
| وَنِسَاءُ مَعْروفٍ.. كَمَا شَهِدَ الضُّحى |
| خيرُ المثالِ.. عَلَى المثالْ |
| فَلَقَد تَجَاوَزنَ الخِدورَ.. إلى الْقُبُورْ!. |
| إنَّ الجزيرةَ لم تَنَمْ |
| فِيها الحَمائِمُ والصُّقورْ |
| والويْلُ في جَنَباتِها.. بَغْيٌ طَغَا.. وَرَحىً تَدورْ |
| للحربِ تَنْداحُ الوكُورُ.. وللسَّلامِ الدُّورُ.. دور! |
| وَنِساؤها.. وبناتُها للدَّاءِ مَا زلْنَ الدَّواءْ |
| ونساؤنا وبناتُنا يومَ التبرع والعطاءْ |
| بالمالِ.. بالدم.. كُنَّ إيمَاءَ البناء.. إلى البناءْ |
| حُوراً.. حَرَائرَ.. في السلام.. كَمَا البُدورْ |
| لَكِنَّهُنَّ بموْكَبِ الأجيْالِ صَاعدَةً.. تَمورْ |
| سَيكُنَّ في يومِ الزِّحامِ جوىً.. يَثُورْ |
| وهوىً.. تدورُ مع الزحامِ.. |
| وللأمامِ.. بِهِ العُصُورْ!. |
| * * * |
| وَأفَاءَ.. يُطْرِبُهُ الصَّدى.. وَنِداؤهَا |
| وأنابَ.. حَيْثُ أَنَابَ بينَ شُطوطِهِ.. يَتَبَوَّأُ!. |
| والزَّورقُ المهتَزُّ لاحَ بأفقهِ النَّائي.. سَدِيما |
| والسَّرْدُ مقطوعُ الروايةِ.. ماضياً.. مِنَّا.. كَريمَا |
| جَثَمَ اللئيمُ على الرُّفاتِ يَصُبُّ نِقْمَتَهُ.. لَئيما |
| والحاضرُ البالي بِنَا في يومِهِ.. يَبْدو.. عَقيمَا |
| وبيومِنَا الدَّاني لنا وبِروحِنا.. يَغْدُو عَظيمَا |
| فَنُفُوسُنَا في يَوْمِهَا.. مِنْ أمْسِها تَتَعَبَّأ |
| فَإلى غدٍ فيه الملاحمُ.. للملاحمِ.. تَبْدُأُ!. |
| * * * |
| والنَّاسُ أشْباح.. بعَالَمِنَا الكَبيْرْ |
| والنَّاسُ أرواحٌ يُحَرِّكُها الضَّميْرْ |
| بِظلالهمْ.. في كُلِّ شأن لا يُضير |
| وَبِكُلِّهِمْ.. في كلِّ أمرٍ مُسْتَطيرْ.. |
| قُلْ للمُحَرَّكِ في الدُّجى |
| سَبَّابَّةً.. باتَتْ تُشيرُ بما تُشيرْ |
| وإلى الْمُلَفَّعِ في الظَّلامِ.. وإنْ تَجَلبَبَ بالحريرْ |
| وَمَعَ المُعَبِّر بالمشاعرِ.. في النظيمِ.. وفي النَّثيرْ. |
| مَنْ كانَ يَنطقُ بالمشاعرِ.. |
| لَيْسَ يسألُ مَا المصيرْ؟! |
| قُلْ للغَديرِ بمائه.. يَجري الغَديرْ |
| في يومهِ الهاني القَريرْ |
| وبيومِهِ الباكي المطيرْ |
| وَمَعَ العواصِفِ والرِّياح بيومهِ العَاتي المريرْ |
| هلْ كانَ يَمْلِكُ أنْ يقولَ لمائِهِ.. |
| في سَيْرِهِ.. ألاَّ يسيرْ؟! |
| أوْ أنْ يقولَ لموجِهِ.. |
| كُنْ.. بالخَريرِ.. بِلاَ خَريرْ؟! |
| قُلْ للمُغَرِّدِ بين بَاقَاتِ الزُّهورْ |
| وإلى المُحَلَّقِ فَوْقَ أغصانٍ.. ونُورْ |
| ومعَ المُرَفْرِفِ بين أقفاصٍ.. وَسُورْ |
| هَلْ كُنْتَ تَمْلِكُ أنْ تَقُولَ إلى الطُّيورِ |
| بأفقها.. ومَدَارِها.. ألاّ تَطيرَ؟. ولاَ تَدورْ؟! |
| واليَوْمُ يومُ الشاعرينَ الباعثينَ بِنَا الشُّعُورْ |
| والسَّائرينَ على الدروبَ تعرَّجَتْ بيْنَ القُبُورْ |
| والصَّادحينَ.. النائِحين بِمَنْ يَحَارُ.. ومَنْ يحورْ |
| تَتَواتَرُ الأشْباحُ في ظلْمائِها.. وبنورِهَا |
| نَفَثَاتُ مَصْدُورٍ بِهَا تَقِدُ الصُّدورْ! |