وَغَفَا الْهزَارُ علَى ضَفافِ الجدْوَلِ |
رَمَقتهُ.. وَانِيةً ـ عُيُونُ الأجدْلِ |
في رَنوَةٍ.. رَانتْ على طَرَفِ الحِمى |
وَبرَنوةٍ.. طافَتْ عَليْهِ.. بمعْزَلِ.. |
وَالغابَةُ السَّوْداءُ.. |
يُلهبُها الظما.. |
وَالحَقْلُ.. في السّاح القرِيبِ المهمَلِ.. |
سَكتَتْ لدَيهِ طيورُهُ المترَنمّاتْ.. |
لوَّاحةً بجنَاحِهَا المتكسِّرِ المتهدَّلِ.. |
وَالصّادِحَاتُ تعلقَتْ.. |
بغُصُونِهَا.. بفُرُوعِهَا.. |
سكنَتْ سُكونَ الدَوْحِ.. لَمْ تتنَقلِ.. |
وَاستنسرَتْ كُلُ البُغاثْ! |
وَتناعقَتْ غِربانها.. وتناعَبَتْ بُوماتها |
وَتَبَرَجَتْ.. حوْلَ الشقُوقِ.. على الدُرُوبِ ضفَادِعُ |
أشبَاحُهَا.. في عَارِها.. |
وَبدَارِها تتمَسَّحُ |
رَكضاً.. إلى أحلاَمِهَا.. |
وَبَوهمهَا ـ تتَبجّحُ.. |
في شَتمِهَا.. وَشَماتِها.. تتسَارَعُ |
وَبِغَمزِهَا.. وَبِلَمْزِها.. تتصَارَعُ!. |
* * * |
وَاستنسَرَت كُلُ البُغَاثْ!. |
وَحكايَة الأشبَاح أرْزَاءً.. تطولْ.. |
غصصاً لنَا.. مِنْ مُرِّهَا.. نتجرَعُ |
وَلَقَدْ رَوَاها الشيّخُ.. وَهُوَ يُحَوْقِلُ.. |
وَيقولُ: ذلِكَ فَوْقَ مَا نتَوَقَّعُ: |
مالَ الرَقيْعُ.. على قَفَاهُ.. وَقالَ ما لا يُعْقَلُ!. |
ما لا يجُوزَ.. روايةً.. عن غَيْرِهِ.. |
وبغيرِهِ.. ما بَينَنَا.. لا تُنقَلُ |
عَن دَارةٍ عَربيةٍ.. فيها كُبُودٌ وَاجفَةْ |
وَبِهَا جِبَاهٌ خاشِعَاتٌ.. للعِبَادَةِ.. عاكِفَة.. |
وَالنارُ.. وَالدّمُ.. وَالدّخانُ بِهَا حرِيقٌ مُشعَلُ.. |
وَعَدُوّنا.. وَعدُوُها.. |
بِسمائِها.. وَبأرْضِهَا.. يَتَوَغَّلُ.. |
قَالَ الرَقِيعُ.. وَليتهُ.. ما قَالها |
مَنْ لاَ أُسَميْهِ.. احتقَارَا.. |
مَنْ لم يَكُنْ فينَا.. وَلاَ مِنَا.. شعَارَا.. |
قالَ الرقيعْ: يا ليتَها.. |
يا لَيْتَها.. في يَومِهَا.. وبلَيْلِهَا.. تَتَمَلمَلُ |
يا ليتَهَا.. حُرِقَتْ.. وَضَاقَ علَى فَتَاهَا الموْئلُ |
يَا لَيْتَهَا.. هُدِمَتْ.. وَدُكَّ على حِمَاهَا المَعْقِلُ |
يا لَيْتَهَا.. حَجَراً.. على حَجَرٍ.. مَضَتْ تَتَقَلْقَلُ |
فَخَوَتْ.. وَخَرَّ على الصَعيْدِ الهَيْكَلُ |
أَنَا لَن أُباليَ.. أنْ يَكُونَ لنَا.. بِهَا |
وَلِبعْضِنَا.. أَهْلٌ.. هُناكَ.. ومَنزِلُ |
إنَّ العَدُوُ اليَوْمَ.. ليْسَ عَدُوَّهَا |
فَهيَ العَدُوُّ.. كَمَا أرَاهُ.. الأَوَّلُ!. |
وَتعَمْلقَ الشَبحُ الضّئيْل |
يُزْرِي به.. قَالٌ.. وَقيْل |
وَهُوَ المكبَّلُ في رَقَاعَتِهِ الذَّلِيلَةْ |
وَهُوَ المُضَلَّلُ.. في عَمَايتِهِ الكَلِيْلةْ |
في رُكْنِهِ.. وَبهُجرِهِ.. في قالِهِ.. يتَنَطعُ!! |
* * * |
وَاسْتنْسرَتْ كُلّ البُغَاثْ!. |
وَحكَايةُ الأشبَاحِ أرْزَاءٌ تَطُوْلْ.. |
غُصَصاً بنَا.. مِنْ مُرَّهَا نَتَجرَّعُ |
إنِّي أُعيذُكْ! |
إني أُعيذُك.. يا أَخِي.. وَأُعيذُهُ |
مِنْ أنْ يَطُولَ كَلامُهُ.. وَمَلامُهُ |
إنَّ الشَّماتَةَ بالرَّجالِ.. أو الدِّيارِ |
رَخيْصَةٌ.. رُخْصَ الترَابِ |
عَلَى الهَوَانِ.. |
يَلُمنَا.. وَيَلُمُهُ |
إنِّي أُعيْذُكْ! |
إنِّي أُعيْذُكَ.. إنَ هَذَا اليَوْمَ.. يَومُكَ يُومُهُ |
يَومُ العُروبةِ.. وَالقَرَابةِ.. |
وَالعَقيْدَةِ حَرْبُهُ.. لاَ سِلْمُهُ |
إنّي وَأَنْتَ علَى الطَّريْقِ الوَاحِدِ |
لاَ فَرْقَ بَيْنَ مُجاهِدِ.. وَمُجَاهِدِ.. |
إنَّ المصيرَ بهِ المصير |
كلا.. وليسَ على المآلِ تُنازُعُ! |
وَاليَوْمُ يومُ اللهِ عزَّ به النصيرْ |
واليومُ يومُ الله.. في الدربِ العسير |
يومُ الجماعةِ.. والصحابهْ |
يوْمُ الصفوفِ المؤمنةْ |
يومُ الجهادِ.. بلا نظيرْ |
نهجَ العقيدةِ.. حرةً.. للمستنير |
طبعَ العقيدة.. فطرةً.. لِذوي الضمير |
وجبلَّةً للمُسْتَعَزِ بدينهِ.. للمستجير.. |
وَصَغَتْ عُقولٌ.. للعقولْ.. |
وَهَفَتْ نفُوسٌ للنفوسِ.. |
لِيومِها.. وَلأمْرِهَا تتَلَمَّسُ |
وَزَكَتْ دِماءٌ.. للدَمَا |
ءِ.. بذِكْرِهَا تتَحَمَّسُ |
وَمَضَتْ.. تَقُولْ.. |
وَمَضَى يَقولْ: |
اليَوْمَ يَوْمُ عَقيْدَتِي ديْناً قَوِيمَا |
وَاليَوْمَ يَوْمُ جِبِلَّتِي طَبعاً كَريْماً |
وَاليَوْمَ يَوْمُ رُجُولَتي عَزْمَاً سَليْمَا |
مَهْمَا بَدتْ فيْهِ الحوَادثْ |
مَهْمَا أدْلَهَمَّ الخَطبُ.. في شَوْطِ المصيرْ |
فعَقيْدتي.. وَجِبِلَّتي.. وَرُجُولتي |
فِي دَرْبِهِ الضَوْء المُنِيرْ |
حَفّتْ بجَنّةِ عَدْنَنا.. بَينَ المكَارِهِ.. وَالكَوَارِثْ |
بالضّنْكِ.. أطَوَاقُ السَّعيرِ.. |
قَولاً.. يُترْجِمُهُ التّوَثبُ.. وَالعرَاكْ |
وَثَبَاتُ أقْدامٍ.. |
يمدّ بها خُطايَ.. مَدَى خطاكْ |
وَنَدىً.. وَرِفْدٌ طائلُ |
بارَى العَطَا.. بِهمَا.. عَطَاكْ |
فِي فتنةٍ كُبرَى.. تجَسّدها النّوائِبْ |
مَمطولَةً.. فِي لَيلنَا.. وَنهارِنَا |
عاشَتْ بها نيْرانُنَا.. تَتلَذَّعُ |
وَعَلى النّوَىَ.. أكْبَادُنا تَتَقَطَّعُ |
* * * |
وَاسْتَنسرَتْ كُلّ البُغَاثْ |
وَحِكايَةُ الأشْباحِ أرْزَاءٌ تَطُولْ |
غُصَصاً بِنَا.. مِنْ مُرِّها.. نَتَجَرَعُ |
قَالَ الخليُّ.. إلى الخَليّ.. وَمَا دَرَى |
عن لَيْلِهِ.. عَنْ صُبْحِهِ.. |
يَأتِي إلَيْهِ بهِ الغَدُ |
مَاذَا يَكُون.. وَمَا يَصِيرْ؟. |
إنِّي سَمِعْتُ.. وَقَدْ رَأيتْ |
إنِّي أرَى مَا لا تَروَنَ.. وَأَسْمَعُ |
وَجَرَى بِها إبليسَ في حَلَباتِهِ |
شَفَّافَةَ الأرْدَاءِ.. فِي نَزَغاتِهِ |
ضَرْباً مِنَ الوَهْمِ المغَلَّفِ بالضَّبابِ.. وَبالظّنَونْ |
وَرُؤْىً مِنَ الهَولِ المُقَدَّرِ بالعَذَابِ.. وَبالمنُونْ |
عَاشَتْ.. ضَلالاً.. للضَلالِ.. بِنَشرِهَا.. يَتَطَوّعُ.. |
وَتَنَاثَرَتْ حَبَّاتُ قَلب السَامِعِينَ |
وَتَقَطَّعَتْ زَفَرَاتُ صَدْرِ الهَالِعينْ |
يَمْشِي بِهَا إبْليس.. لاَ يَتَورَّعُ |
بريَائِهِ.. وَبزَيفِهِ.. يَتبرْقَعُ |
وَعلَى سَمَاعِ القَابِعينَ الوَّادِعينَ.. يَزُفُّها.. وَيَصُّبها |
وَكأنَّهُ هُوَ.. وَحدَهُ.. المتلوِّعُ.. |
مَاذَا تَرى؟ |
مَاذَا جَرى؟. |
مَاذَا لَنَا يَا صَاحِبِي.. |
تَتَوَقَّعُ!! |
* * * |
وَمَضَى يَقُولُ.. |
وَمَضَتْ تَقُولْ: |
اللهُ أَكْبَرُ.. فِي الجَلاَلِ.. وَفِي المآلْ |
وَاللهُ أكْبَرُ فَوقَ أربَابِ الضّلاَلْ |
عَاشُوا.. علَى خَيْراتِنَا.. وَتَمَتَّعُوا |
وَعَلَى المَوَدَّةِ.. بالوَلاَءِ.. تَوَسَّعُوا |
وَسَطَا بِنَا الْهَوْلُ الملحّ.. وَقَد وَعُوا |
فَترَاجَعُوا |
وَتَمَنَّعُوا |
وَتَرَفَّعُوا.. |
وَتَرَافَعُوا.. !! |