شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الشاعر حسن عبد الله القرشي ))
ثم أعطيت الكلمة للشاعر الأستاذ حسن عبد الله القرشي حيث قال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- أيها السادة الأكارم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الحديث عن مربٍّ فاضل وشخصية محببة - كالصديق الكريم معالي الدكتور منصور التركي - حديث شائق ومحبب، كما أن مجال القول فيه ذو سعة، وقد لمس هذه النواحي من سبقني وتفضل من كرام الإخوان.
- إن الدكتور التركي بخلقه العالي، ومبادئه السامية، وعلمه الغزير، وهو أحد الأعلام الشامخة في بلادنا..، وكل أولئك قد أهله لينال أعلى درجات التشريف الجامعي، وهو الوصول إلى منصب مدير جامعة الملك سعود؛ وحينما كنت أعمل في موريتانيا.. شرفنا الدكتور التركي بزيارة علمية، فكان موضع الصفوة من مثقفي وعلماء تلك البلاد، بما لمسوه فيه من علم ودماثة، وفطنة، وقد أدهشهم بشخصيته الرائعة، وتمنوا لو طال مكثه بين ظهرانيهم؛ وأثناء عمله بالجامعة.. كان الدكتور التركي مثال الأكاديمي اللامع والإداري المحنك، وقد أيسر للجامعة أيما يسر؛ وكان موضع حب الأساتذة والطلاب - كما شهدتهم - وكل العاملين بها، ولا زال ذكره هناك عامراً بالتقدير محفوفاً بالإكبار.
- وإذا كان قد ترك العمل هناك، فإن آثاره الطيبة وأعماله النبيلة باقية أبداً، تشهد له وتدل عليه؛ ومن هذه الأعمال أن حظيت الجامعة بتوسيع دائرة العمل الثقافي بها، كما صدرت عن الجامعة موسوعة كبرى ضمت العديد من شعراء الخليج العربي، مترجمة أشعارهم إلى اللغة الإنجليزية بأقلام صفوة من المتصلين والمتضلعين باللغة الإنجليزية، وتعد هذه الموسوعة مرجعاً هاماً كان موضع حفاوة جميع المشتغلين بالفكر، وكانت نقلة رائعة لإيصال الشعر العربي إلى الباحثين والدارسين الأوروبيين وسواهم؛ ولقد ترك إدارة الجامعة مودعاً من الجميع بالإعزاز والتكريم.
- وتحضرني لهذه المناسبة بيتان قالهما الشاعر الكبير حافظ إبراهيم للدكتور طه حسين، حينما ترك الجامعة المصرية جامعة القاهرة:
قد أقفرت دار الحجا والنهى
بعدك من آثارك النافعة
وأخصبت أرجاء مصر بمن
صيَّر مصر كلها جامعة
 
- على أن جامعة الملك سعود - مع افتقادها للدكتور التركي - ما زالت تحفل بالأفذاذ من النماذج العليا من إخوان وزملاء الدكتور، من الأساتذة الفضلاء الأعلام، وإذا كان الاختصاص الأول لمعالي الدكتور منصور التركي هو الاقتصاد، فإن الاقتصاد هو - بلا شك - عصب الحياة؛ وهناك شاعر داعب الجامعيين المصريين بأبيات أشار فيها إلى القيمة الكبرى للاقتصاد قبل أي اختصاص؛ فهو يقول:
كل ما في مصر يدعو للعجب
طالب الطب شغوف بالخطب
والحقوقيَّ بتدليل الدُّمى
والزراعي بأخبار الأدب
وبنو الأزهر فينا ساسة
وبنو الآداب أعداء الكتب
والغواني رائحات غاديات
في عماد الدين من غير سبب
وخطونا خطوة واحدة
رحمة الله على قدر ابن حرب (1)
- وفق الله دكتورنا العزيز لكل عمل صالح نافع، ونفع به وبأدبه وعلمه الوطن؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :667  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.