شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور أنور عبد المجيد ))
ثم تحدث الدكتور أنور عبد المجيد - وكيل وزارة الصحة - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد.. وعلى آله وصحبه أجمعين..
- أريد أن أكرر شكري للأستاذ الشيخ عبد المقصود خوجه على تكريم الدكتور منصور التركي، وأشكر لكم في الواقع مشاركتكم في تكريم شخص نكنُّ له كثيراً من التقدير والاحترام، والحب.
- أريد أن أتحدث عن الدكتور منصور التركي في إطار ثلاث نقاط؛ النقطة الأولى: معرفتي به:
- الدكتور منصور التركي وبعض الجالسين على هذه المائدة، تخرجوا كلهم - تقريباً - من مدرسة ثانوية واحدة هي: مدرسة طيبة في المدينة، وكانت المدرسة الوحيدة التي تخرج منها كثير من شباب المدينة المنورة؛ ومعرفتي المباشرة به تمت عندما تخرجت من كلية التجارة، كانت كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية تسمى كلية التجارة، وتعينت معيداً وأتى الدكتور منصور التركي، وكان ثالث سعودي حصل على الدكتوراة في الاقتصاد، سبقه إلى الكلية الدكتور يوسف نعمة الله والدكتور محسون جلال؛ وكانت تلك السنة هي السنة الأولى التي يعين فيها سعودي عميداً لكلية العلوم الإدارية "كلية التجارة" وهو الدكتور غازي القصيبي، وتعين الدكتور منصور التركي وكيلاً للكلية.
- وأراد الدكتور غازي أن يشغل المعيدين بأشياء مفيدة إضافة إلى كونهم معيدين، وذلك بتكليفهم بأعمال إدارية، فكان من حظي ومن سوء حظ الدكتور منصور التركي - طبعاً - أن كلفت بأن أكون سكرتيراً له، وعادة يكون السكرتير أكثر تنظيماً من الرئيس.. ولم يكن هذا صحيحاً بالنسبة إليَّ، وعانى الدكتور منصور التركي في كثير من الأحيان عندما كان يطلب مني بعض الأوراق من تأخير في البحث عن الملفات، وإلى آخره.. ثم ذهبنا في البعثة، وأصبح الدكتور وكيل وزارة المالية وأصبح مديراً للجامعة؛ وعندما عدت من البعثة - وكان مديراً للجامعة، وقضيت بعضاً من الوقت في الجامعة أعمل معه - أستطيع أن أدعي أنني تعرفت عليه أستاذاً ورئيساً إدارياً، ومديراً للجامعة، كنت عضو هيئة تدريس فيها.
- الجانب الآخر في شخصية الدكتور منصور التركي، التي أعتقد أنها جديرة بالتقدير، ونحن جديرون بأن نقدر من يقدرها، إنه رجل وظيفة عامة، والرجال الَّذين يتولون الوظائف العامة كثيرون، والَّذين ينجحون فيها قليلون، اعتماداً على معايير النجاح التي تستخدم، لكن يكفي الرجل أن يمر في قناة الوظيفة العامة في ظروف مثيرة من تاريخ الوطن، عندما كان وكيل وزارة المالية كانت الطفرة في قمتها، وعند أتى إلى الجامعة كانت الجامعة تعيش طفرة إنشاء الحرم الجامعي، ويكفي للشخص أن يتولى مثل هذه الوظائف، ثم يخرج منها نظيف السمعة عفيف اليد، نظيف اللسان، وهذا اختبار صعب.
- كيف نُقيم الرجال إذا أردنا أن نقيمهم؟ نقيمهم عندما يتعرضون لمواطن الخلل فلا يختلون؛ والدكتور منصور التركي ليست هذه شهادتي وإنما شهادة من عملوا معه - رجل اجتاز هذا الاختبار بنجاح كبير عندما كان مديراً للجامعة، وكثير منكم يعرفون أن الجامعة من أصعب المؤسسات في الإدارة، لأنك لا تدير موظفين وإنما تدير زملاء، وإدارة الزملاء والأصدقاء من أصعب الأمور، والدعاء المشهود: "اللهم أعني على أصدقائي وزملائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم".
- من المعروف أن إدارة أعضاء هيئة التدريس - وأنا كنت منهم - ليس بالعمل السهل، لكن كان الدكتور منصور التركي يفتح مكتبه ويفتح قلبه، ويفتح عقله للنقاش، وكما ذكر الدكتور - أستاذنا الدكتور - عبد الرحمن الأنصاري والدكتور سعد الحارثي، عندما تأتي له بفكرة يقذفك عليها، أي يأمرك بتطبيقها حتى لا تستطرد في الكلام النظري عنها؛ فكان ديمقراطياً في إدارته مع الحزم اللازم الَّذي لا يؤدي إلى التسيب.
- في الواقع: لا أريد أن أطيل، لكنني أختتم بالإشارة إلى النقطة الثالثة، وهي:
- الأخلاقيات الشخصية للدكتور منصور التركي؛ رجل متواضع في غير ذلة، بسيط في غير سذاجة، يحتفظ بصداقاته القديمة؛ والدكتور منصور التركي في تقلبه في المناصب كلها لا زال عنده أصدقاء الحارة القدامى.. لا يعني يفتقدهم دائماً؛ رجل يحب مواطن صباه، وهو أكثرنا زيارة للمدينة المنورة، كل أسبوع - تقريباً - كل أسبوعين نصادفه هناك؛ إذا كنا هناك.. للأسف لسنا هناك كما يجب أن نكون؛ يعين عند الملمات وهذه من تجارب شخصية، ومما أسمع: يسعى بالخير، يستخدم جاهه ومعرفته بالناس لخدمة الضعفاء، ويبادر إلى قبول وساطة الضعيف أكثر من وساطة النافذ والقوي؛ وهذه معروفة لكثير من وساطات الدكتور منصور التركي، سواء عند استخدامه لجاهه لدى الآخرين من معارفه، أو عندما كان مديراً للجامعة، يستطيع الشخص المحتاج - الَّذي ليس له سند - أن يضمن دعمه أكثر من وساطة الوجهاء.. إذا جاز هذا القول.
- إذا جمعنا هذه الأمور كلها، فسوف نعلم أن الدكتور منصور التركي كان رجلاً كبيراً وعندما تولى الكرسي الكبير ملأ هذا الكرسي، ليس بجسمه فقط وإنما بأخلاقه وبفكره؛ ولم يتعرض لمعضلة الرجل الصغير في الكرسي الكبير الَّذي كثيراً ما نلاحظها.
- وأنا أعتقد أن منتدى يكرم الدكتور منصور التركي جدير بأن يشاد به، وأن زماناً يكرم فيه أمثال الدكتور منصور التركي من الرجال الوطنيين العاملين المخلصين، هو زمان يبعث على التفاؤل؛ وأرجو من الله أن يكثر من أمثال الدكتور منصور التركي، لأنه قدوة حسنة صالحة لنا جميعاً؛ وأن يكثر من أمثال من يكرمون الدكتور منصور التركي لأنه ما في شك أن هذا يبعث - أيضاً - على التفاؤل، في أن الرجال المخلصين العاملين حتى عندما يتركون الوظيفة يجدون التكريم اللائق بهم، وفي الواقع إنه لشيء يثلج الصدر أن نكون في هذا المحفل الَّذي يكرم فيه أمثال الدكتور منصور التركي ويكرم فيه الدكتور منصور التركي؛ وأرجو من الله أن يجعله لنا - جميعاً - قدوة حسنة ومثالاً صالحاً نقتدي به جميعاً؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :676  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 43 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.