أنا في بلادي صيْدحٌ غنّاء |
غرد تميس للحْنِه الجوزاءُ .. |
وإذا اغتربتُ عن البلاد فإنني |
طيرٌ ينوح ووالهُ بكّاءُ .. |
من لي بمكّةَ والحطيم وزمزمٍ |
يحيى بها قلبي ويشفى الداء .. |
وترق أشعاري بها فأصوغها |
دُرراً قلائِدُها هوى ووفاء .. |
وأُرَقْرِقُ الألحانَ في جَنباتها |
فتميسُ من طَربٍ لها البطحاء .. |
لي من ثراها بلسم وسعادة |
أفليس فيها الكعبة الزهراء .. |
أفليس آبَائي بها وخؤولتي |
وعمومتي والصحبة النبلاء .. |
من في الشهامة والسماحة مثلهم؟ |
هل في البسيطة غيرهم كُرَمَاء؟!! |
أهلي وإخواني الذين بعزهم |
عِزّي إذا عصفت بيَ الأرزاء .. |
ركني الحصين هم وسرُّ مَناعتي |
هم في المكاره قوّتي الشمّاء .. |
أنا في فرنسا تائهٌ متغرّبُ |
وجِلٌ يمزقه جوى وبكاء .. |
في وحدةٍ متألمٌ متَوجعُ |
دامي الفؤاد تمضّه اللأواء .. |
من لي بأهلي أستظل بظلهم |
وتحيطني من عطفهم أنداء .. |
من لي بما يشفي الصدى من زمزم |
كأساً مراشفه هدًى وَشفاء .. |