| يا لأمّ القرى وأم البطاح |
| لم تنم عينها لحين الصباح |
| وغدا ليلها البهيم نهاراً |
| شع بالنور في جميع النواحي |
| وتوالت ملائك الرب تترى |
| وتعالى هناك خفق الجناح |
| قيل بشراك أبشري بنت وهب |
| بنبي الهدى ودين السماح |
| وانجلت دهشة الجماهير إذ قد |
| عرفوا سرّ هذه الأفراح |
| إنه مولد النبي المرجّى |
| الذي جاء ذكره في الصحاح |
| مولد المصطفى على الكون عيد |
| أي عيد وأي سعد متاح |
| نعمت مكة القداسات فيه |
| بليال من الليالي الملاح |
| حين جاء الرسول والكون يحيا |
| في صراع بشره المجتاح |
| وقريش بشركها تتمادى |
| وهي ما بين ظلمها والتلاحي |
| فهدى الله بالرسول أناساً |
| قابلوا دعوة الهدى بارتياح |
| كيف لا يهتدون طوعاً لدين |
| فيه ري النفوس والأرواح |
| هو دين الإله للخير يدعو |
| ولنيل العلا وكل الفلاح |
| ورأى المشركون في الدين هذا |
| خطراً يتقى بحد الصفاح |
| غير أن القتال قد كان ينهى |
| بانتصار الرسول في كل ساح |
| وإلى الفتح أقبلت تتبارى |
| فرق الجيش سيرها كالرماح |
| وقريش تجهزت واستعدت |
| وتنادت إلى الوغى والكفاح |
| وأصاب الرسول فتحاً مبيناً |
| وقريش تئن تحت الجراح |
| يا قريش البطاح كفى عناداً |
| واخضعي بالسلام أو بالسلاح |
| واصبري يا صلاح للفتح يوماً |
| ما حماك الحرام بالمستباح |
| إيه أم القرى تسنمت مجداً |
| لم تنل مثله القرى والضواحي |
| فيك ميلاد صفوة الخلق طه |
| وهو أغلى مواهب الفتاح |
| ونزول الكتاب والذكر يتلى |
| ليس يمحو وجودها الدهر ماحي |
| وبك الكعبة الشريفة تزهو |
| بسناها وطيبها الفواح |
| قبلة المسلمين في كل صقع |
| وملاذ الحجيج لا السياح |
| والمقام الكريم والحجر فيه |
| يجد الصدر لذة الانشراح |
| وحطيم وزمزم وهو أحلى |
| لفؤادي من الزلال القراح |
| والمنارات في دجى الليل أهدى |
| من منار البحار للملاح |
| وحراء أعظم بغار حراء |
| منزل الوحي والهدى والصلاح |
| إيه أم القرى لك الفخر حقاً |
| فافخري في الغدو وفي الرواح |
| ثم عيشي كريمة في هناء |
| ورخاء وعزة ونجاح |
| تحت ظل الكرام آل سعود |
| أمل الشعب في السنين الشحاح |