(( فتح باب الحوار ))
|
افتتح الدكتور غازي زين عوض الله باب الحوار بالسؤال التالي: |
- هل يوافق معاليكم أن يستخدم الجراح مبضعه في تشريح نصوصكم الشعرية، وإذا جاءت الإجابة بالرفض فما هو المبرر لذلك؟ |
|
- فرد معالي الضيف قائلاً: |
- إنني أتمنى لأي ناقد أن يستعمل مبضع الجراح لكل ما نشرته، وسأكون شاكراً جداً كل ما يقال من نقد بناء، وسوف أستفيد منه بطبيعة الحال، وسوف أقدره حق تقدير، وأرجو أن يكون ذلك عاجلاً غير آجل؛ شكراً. |
- ويوجه الأستاذ أمين عبد السلام الوصابي رئيس تحرير مجلة القبس هذا السؤال: |
- ذكرت في إحدى لقاءاتك الأدبية أن شعراء القصيدة العمودية شعراء مستقلون، ومستوى شعرهم يفوق شعراء الرواد، ماذا تعني بمفهوم الاستقلالية في حين أننا نجد الشعراء الرواد هم أكثر اهتماماً وحرصاً على القصيدة العامودية؟ |
|
- فأجاب معالي الشيخ حسين عرب قائلاً: |
- أعتقد جازماً بأنني لم أتحدث بهذا النص ولا أذكر أنه نشر عني شيء من هذا، فالقصيدة العامودية الحاضرة تدين بالفضل الكبير لجيل الرواد، وكيف أشك في الرواد وهم الأساتذة والموجهون، وفيهم الخير الكبير، ومن معينهم وفضلهم نهلت - أنا وغيري - من الشعراء الآخرين. |
- ثم يوجه الأستاذ فؤاد عنقاوي إلى المحتفى به السؤال التالي: |
- معالي الأستاذ حسين عرب المرأة احتلت مساحة واسعة في عيون الشعر والدرر من القصائد، غير أننا لا نلحظ إعطاءها أي مساحة في قصائدك، أو ما تجود به القريحة من شعر لم ينشر، فهل لنا أن نسمع ما قيل فيها وعنها؟ |
|
- فأجاب معاليه قائلاً: |
- في ديواني فصل - أو باب - عنوانه: "ألحان" وفي هذا الباب يندرج شعر الغزل والوصل والشوق والحب، أرجو أن يعاد النظر في قراءته وإعطائه ما يستحق من تصحيح ومن نقد إذا وجد. |
(( الدكتور زاهد، زهدي وأبيات من الشعر ))
|
ويوجه الدكتور زاهد زهدي الأبيات التالية إلى المحتفى به في ليلة تكريمه وهي: |
أكبرت فيك المبدعات قوافيا |
الآخذات من البيان نواصيا |
أكبرت فيك الشعر ينفث سحره |
في السامعين فيستحيل أغانيا |
أنَّى عجبت وقد سمعتك شاكيا |
أني أرى المجد المؤثَّل شاكيا |
مجدٌ لهذي الدار أنك نجمها |
ستظل ما بين الكواكب ساريا |
فالمبدعون هم الهداة إذا دجا |
ليل وحسبك أن تكون الهاديا |
|
|
ويرد عليها معالي الضيف بقوله: |
- الدكتور زاهد زهدي.. شاعر كبير مقتدر، ومن سوء حظي وحظ الآخرين، أننا لم يسبق أن تشرفنا بسماع أو قراءة هذا الشاعر العظيم، ولنا أن نعتب عليه في عدم إسماعنا وإمتاعنا بمثل هذا الشعر، وأشكره على تقديره، وأرجو أن نستمع للكثير والكثير من هذا الشعر الإبداعي العظيم. |
|
وقدم الأستاذ عبد الله إبراهيم رجب السؤال الآتي: |
- سيدي معالي الأستاذ حسين عرب، وأنت تدخل عالم الصحافة منذ جريدة صوت الحجاز البلاد الآن لك رصيد كبير من المعرفة والأدب، ولقد وجدت لكم عدة موضوعات في العدد الواحد، ولكن بتواقيع مختلفة.. منها راصد وعربي فيما أذكر، ليتكم تحدثون الحضور عن بعض رموز التواقيع لكم ولجيلكم، كالأستاذ: عزيز ضياء، وكان له توقيع: "أنا" وأشكركم سلفاً. |
- وأجاب المحتفى به معالي الشيخ حسين عرب على هذا السؤال بقوله: |
- الواقع إنني اضطررت في بعض الحالات أن أوقع بتواقيع مختلفة، ليست الرغبة في اللهث ولا الحرص على مصادرة ما ينشره الآخرون، ولكنني في ظرف من الظروف وجدت نفسي مكلفاً بتحرير جريدة صوت الحجاز، وكان رئيس تحريرها أحمد السباعي وسكرتير التحرير الأستاذ حسين خزندار، أُبعدا عن وظيفتيهما لسبب من الأسباب وظلت الجريدة بدون محرر، وكنت أنشر في صوت الحجاز مقالات ينشرها لي رئيس التحرير وسكرتير التحرير، وكنت موظفاً في شركة الطبع والنشر، ففوجئت بمعالي الشيخ محمد سرور الصبان - الَّذي كان رئيساً لشركة الطبع والنشر التي تصدر جريدة صوت الحجاز - يطلب - أو يسأل - الأستاذ الشيخ معتوق حسنين عما صنعنا بالعدد القادم؟ وكان السيد معتوق حسنين محاسباً وأمين صندوق بشركة الطبع والنشر وكنت محرراً في الشركة إدارياً. |
- فاستدعاني السيد معتوق حسنين لإجابة الشيخ محمد سرور الصبان، فألقى عليَّ السؤال.. فأجبته أننا لم نؤمر بتحرير الجريدة، وأنت تعلم أن المحرر ورئيس التحرير، وسكرتير التحرير أبعدوا عن عملهم، فسألني هل تستطيع أن تصدر الجريدة؟ فأجبته بحماس الشباب بالإيجاب، فأمرني بإصدارها على أن تعرض عليه قبل نشرها في الأسواق نماذج الصفحات. |
- وحين راجعت أدراج سكرتير التحرير ورئيس التحرير لم أجد فيها مقالات، وكانت الجريدة - في ذلك الوقت - تقوم على المقالات الأدبية والقصائد والمقالات السياسية، والأخبار العادية؛ لم يكن لها وكالات أنباء أو إذاعات تمدنا بها، وإنما كنا نستمدها من صحف الأخبار والأهرام والصحف السورية، وغيرها.. |
- حين بحثت عن المقالات والقصائد والبحوث التي تنشر بالعدد المقبل لم أجد شيئا ً، والظاهر أن الأدباء لم يبعثوا شيئاً.. بانتظار أن يكون هناك رئيس تحرير مسؤول أو سكرتير تحرير، أو لأسباب أخرى، فلم يكن مني إلاَّ أن كتبت مقالات الجريدة كلها.. الافتتاحية باسمي، ومقال اجتماعي بإمضاء هـ. ع، وقصيدة بإمضاء آخر، ومقال اجتماعي بإمضاء مطلع..، وأخذت الجريدة وذهبت بها إلى معالي الشيخ محمد سرور الصبان، واطلع على البروفة وسأل من هذا؟ قلت: أنا، وقال: من هذا؟ قلت: أنا؛ وقال: ومن هذا؟ قلت: أنا كغيره قلت لم أجد مقالات ولم أجد قصائد، ولعل الإخوان الشعراء والأدباء رأوا أن من الأفضل الانتظار ليعرفوا مواقع خطوهم فيما تأتي به الأيام المقبلة؛ فقال وأنت ألم تفكر هذا التفكير؟ قلت بلى فكرت.. ولكنني أمرت فأتمرت وكتبت ما استطعت والله الحافظ. |
- فأجاز ما كتبته وظلت الجريدة لأكثر من سنتين يكتب عليها: "يحررها نخبة من الشبان" والنخبة من الشبان مع الأسف كانت تتمثل في شخصي الضعيف، إلاَّ أننا استطعنا أن نتألف الَّذين تراجعوا عن النشر، ثم استمرت الجريدة في طريقها المعتاد، ثم قدر الله ألاَّ أقع في أي محظور أو أي مسؤولية، أو أي شيء يستدعي السؤال والمؤاخذة؛ وشكراً. |
- وتقدم الأستاذ مصطفى عطار بالسؤال التالي: |
- هل بإمكان أستاذنا الكبير أن يحدثنا عن التجربة الشعرية التي تمخضت عنها ملحمتكم عن نكبة عام 67، التي بلغت - كما أذكر - 500 بيت؟ |
- فرد معاليه قائلاً: |
- في عام 67 كانت النكبة قد أثرت في جميع الناس بدون استثناء، وأنا واحد من الناس الَّذين تأثروا بما حل بأربع دول عربية من هزيمة في ساعات أو أيام أمام العدو الصهيرني المغتصب، وفي عام 68 سافرت إلى بيروت، وكان عندي وقت كافٍ لترجمة شعوري بما حصل إلى قصيدة طويلة سماها بعض الناس ملحمة وأنا سميتها قصيدة بمناسبة المناسبة التي لا تسر وهي مناسبة 5 حزيران. |
- وكثير من التأثر بالهزيمة يرجع إلى أنني قبل سنوات من هذه الهزيمة زرت القدس والضفة الغربية والجولان، وتفقدت أماكن حصينة فيها ودفاعات مقاومة بحيث يستحيل - ودعوني أكون صريحاً - كان يستحيل احتلال الجولان ولو كانت أمريكا في إسرائيل، لأني شاهـدت في قمم الجـولان - وكنت أتجول فيها بالسيارة مع أحد الأصدقاء اللبنانيين أو السوريين قبل الحادثة - وجدت أن القلاع المقامة في الجولان سمك السقف للقلعة الواحدة متر مسلح، وأن ماسورة المدفع تدور في جوانب القلعة وجوانب الجدار، وكان بجانب الماسورة منظار مكبر، وظللت أنظر من المنظار وأدير ماسورة المدفع على كل زوايا إسرائيل، فشاهدت اللد، والرملة، وتل أبيب، ومطار بن غوريون، وحيفا، ويافا كأنها بساط تحت الجبل، بحيث تستطيع المدافع أن تضرب أي طيارة لو أرادت أن تتحرك من مطاراتها، وكانت المسافة في الارتفاع بين مواقع إسرائيل وبين قمم الجولان تصل إلى 3 آلاف وفي بعضها 2500 متر، ولم يكن هناك طريق معبد لاحتلال الجولان ولكنها - مع الأسف - قد احتُلَّت بدون حرب. |
- وهذه من المآسي التي دفعتني هي ومعركة سيناء المؤسفة، وضرب المطارات المصرية، واحتلال مرتفعات الجولان، واحتلال القدس والضفة الغربية في ستة أيام - وكانت مأساة تدمي القلوب، ولازلنا نعاني من آثارها حتى الآن، ولا أدري إلى متى هذه الحوادث المؤلمة المبكية - جعلني أنظم هذه القصيدة التي ربما استحسنها البعض وربما لم يستحسنها البعض الآخر؛ ولكني أديت ما استطعت أداءه من شعور، وعبرت عنه في هذه القصيدة التي ذكرها الأستاذ مصطفى عطار؛ وشكراً. |
|
- ووجه الدكتور سهيل قاضي سؤاله التالي إلى معالي الضيف حسين عرب فقال: |
- معالي الشيخ حسين عرب، أنت نجم ساطع في مكَّة المكرَّمة، وإنه مما يسعدنا دوماً اللقاء بك في دارك العامرة، فهل يخصص لنا معاليكم جزءاً من وقتكم لنستزيد منكم علماً وأدباً؟ |
- فأجاب معاليه بقوله: |
- شكراً للدكتور سهيل وكل من يتفضل بتشريفي بالزيارة. إنه ليسرني ويسعدني أن أستقبل كل أخ عزيز، وأعده أنه صاحب الدار وأنا الضيف. |
|
- وتقدم الأستاذ عدنان محمد حسن فقي بالسؤال التالي: |
- ذكر الأديب عبد الله الجفري أن الاستطلاع الَّذي نشر في عكاظ عن شخصكم الكريم ترجم واقع الشباب المبتعد جداً عن الثقافة؛ أين إذاً يكمن الخلل؟ هل في وسائل الإعلام.. وأعني بها الصحافة والتلفاز بالذات؟ أم أن تقوقع الكتَّاب والأدباء في أبراجهم العاجية جعلهم في عزلة عن المجتمع؟ |
- وجاءت إجابة معاليه على هذا السؤال كما يلي: |
- الحقيقة: فيما اطلعت عليه من استفسارات في جريدة عكاظ عن الأدباء والعلماء لم يخصني بالذات، ولكنه خص كثيراً من الأساتذة أذكر منهم: الأستاذ حمد الجاسر، والأستاذ محمد حسن فقي، وآخرين منهم من يجهلهم الكثير من القراء ومن الناشئة - مع أنهم ملء السمع والبصر بشعرهم وبحوثهم التي تنشر دائماً في المجلات وفي الصحف، وفي مختلف وسائل النقل والإذاعة والتلفازات - |
- لكن - مع الأسف - هناك أنشطة أخرى استبدت بأوقات الشباب وفراغهم.. وهي الرياضة، وأنا لا أعارض في إشغال الشباب بمختلف أنواع الرياضة، لأنها خدمة وطنية تستغرق أوقات الشباب المثقف وغير المثقف، للاستفادة بما يفيدهم بدنياً وصحياً وأخلاقياً، بدل أن يتسكعوا في الطرقات، وأن يزاولوا بعض الهوايات التي تأباها لهم ونضن عليهم بها، وحبذا لو تبنت الأندية الرياضية أمسيات يقوم بها بعض الكتَّاب والأدباء والشعراء.. ليتعرف إليهم من لم يعرفهم، وأن يشاركوا في لقاءات الفكر والعلم والأدب لعلهم يستفيدون ويفيدون؛ وهذا الاقتراح على ما أتصور قامت به بعض الأندية، وأقامت أمسيات ثقافية وحضرها الأبناء الرياضيون، لكنها كانت أمسيات نادرة.. فحبذا لو وضعت ضمن مناهج الأندية الرياضية. |
- وكلمة أريد أن أقولها صريحة، وهي: أننا لا ننتظر من جميع الشباب والناشئة أن يهتموا بالعلم والأدب - وإن كنا نتمنى ذلك - ولكن هناك اتجاهات أخرى ذهنية ونفسية، ربما لم تجعل بعض الشباب يهتمون بالثقافة ويهتمون بقضايا أُخَر؛ ولا نستطيع أن نلوم من لم يعرف الأدباء والشعراء، لأن الموجودين من الناشئة الكتَّاب والأدباء الَّذين يملؤون مساحات كبيرة في الصحف المحلية، هؤلاء لا بد أنهم يعرفون الرواد من العلماء والأدباء، وسيكونون في المستقبل - إن شاء الله - رواداً، وهم الآن يسيرون على جادة صحيحة فيما ينشرون وما يتبادلون من آراء وأبحاث وملاحظات على ما ينشر، وعلى ما تقوم به الأجهزه الحكومية والأهلية من نشاطات، وآراؤهم وملاحظتهم منشورة ومعروفة، وهؤلاء مستقبلهم - إن شاء الله - يعتبر مبشراً بأن يكونوا في يوم من الأيام من حملة رايات الفكر والثقافة والعلم والأدب - إن شاء الله -. |
- ووجه الأستاذ أحمد مغربي إلى معالي الضيف سؤاله التالي: |
- بمناسبة الحديث عن الرياضة، تحدث السادة الأفاضل عن الكثير من مزايا ومحاسن معالي الضيف؛ غير أنه سها عليهم الدور الكبير الَّذي لعبه معاليه في الحركة الرياضية، فهو أحد روادها الأول.. منذ أن شارك في تأثيث النادي الأهلي بمكة؛ ثم مسؤوليته المباشرة عن إدارة الشؤون الرياضية لوزارة الداخلية عقب استقالة سمو الأمير عبد الله الفيصل؛ ثم مشواره الطويل مع نادي الوحدة وحتى اليوم؟ |
- رد معالي الشيخ حسين عرب على ذلك بقوله: |
- شكراً للأستاذ أحمد مغربي، ويبدو أنه يتابع متابعة دقيقة تاريخ الرياضة. |
- الواقع أنني نشأت في عام 50 أو 51، وكانت الرياضة قائمة في مكة، وكان هناك عدة أندية، وأعتقد أن الَّذين أدخلوا الرياضة بالمملكة بعض الطلاب الأندونيسيين.. تعلموها في بلادهم، وكان الأندونيسيون - وغيرهم - يبعثون بأولادهم للإقامة في مكة.. إما في بيوت بعض المشايخ وإما في بيوت مستقلة، ليدرسوا العلم في المسجد الحرام وفي مدرسة الفلاح، والمدارس الحكومية؛ ومن هؤلاء نشأت فكرة الرياضة وفي مقدمتها كرة القدم؛ وتأسست - فيما أذكر - أكثر من 15 نادياً في مكة في ذلك الوقت، منها النادي الأهلي، ومنها ملاهي الحجاز ومنها BBC؛ وهذه الأندية كانت تخص بعض الأجناس من إخواننا الأندونيسيين؛ فكان للفادن نادٍ والفلمبان نادٍ، وللملايو نادٍ، وللآخرين أندية أخرى، وكان من ضمن الأندية النادي الأهلي في مكة، الَّذي كان يجمع بعض الشباب القادرين في ذلك الوقت على مزاولة الرياضة، وكنت أنا وجمعاً من زملائي في سن الثانية عشرة أو العاشرة - في ذلك الوقت - نتدرب بجانب النادي الأهلي. |
- واستمر الحال إلى أن جاءت الحرب العالمية، واستقدمت هولندا رعاياها الأندونيسيين من مكة إلى بلادهم بسبب الحرب، وتوقفت الرياضة مدة الحرب ثم عادت بعد الحرب العالمية؛ وكانت عدة فرق مختلفة في مكة، وكان صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل معاون نائب جلالة الملك، فكان يشملهم بعطفه وعنايته، وكنت - إذ ذاك - موظفاً في وزارة الداخلية التي يرأسها سموه فكلفني برعاية النشاط الرياضي. |
- قمت بما استطعت - في ذلك الوقت - من تأسيس قسم خاص بالرياضة، واستقدام مدربين وتعيين مبالغ في الميزانية للإنفاق منها؛ ثم استمرت الرياضة إلى أن أصبحت الآن كما ترونها، لا تقتصر على كرة القدم وإنما تناولت جميع الأنشطة الرياضية، ويسرنا جميعاً أن تكون أندية المملكة في مقدمة الأندية التي تحظى بالعناية من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وأصبحت الآن في مصاف الدول التي سبقتنا في هذا المجال بمئات السنين؛ وهذا فضل يحمد لأصحاب الفضل، ونرجو أن تكون وأن تستمر في ازدهار وتقدم حتى تثبت للعالم أننا نستطيع أن ننافس في اللعب كما ننافس في الجد، وفي الجامعات، وفي العلم، وفي الأدب، وفي الشعر..، وشكراً. |
|
- ووجِّه سؤال من الأستاذ أحمد محمد علي نصه: |
- نُحبُّ أن نعرف - صراحة - رأي أديبنا الكبير الأستاذ حسين عرب في الشعر الحداثي؛ هل هو شعر مبدع أم هو من الهذيان في هذا الزمان.. ومن الحرب على لغة الضاد كما نسمع؟ وشكراً. |
- وأجاب على هذا السؤال معاليه بالإجابة التالية: |
- لعل كثيراً يعرفون رأي في شعر الحداثة، وربما حضر أستاذنا الأستاذ عزيز ضياء موقفاً لي في الرياض مع بعض الإخوان الَّذين يدافعون عن الحداثة، وجرى النقاش بحضور الأمير سطام بن عبد العزيز، لكن ذلك النقاش - للأسف - لم نعد له إعداداً، لأنها كانت مقابلة تحية لأمير الرياض بمناسبة إقامة مهرجان الشعر في الخليج العربي. |
- ولقد سبق أن قلت: إن شعر الحداثة موجه توجيهاً أقل ما يقال عنه إنه غير صحي، ومن المفارقات أنني أبدي هذا الرأي بينما زعيم الحداثيين الدكتور عبد الله الغَذَّامي هو الَّذي قدم ديواني؛ وللإحاطة أنني لم يسبق لي أن تشرفت بالتعرف بالدكتور عبد الله الغَذَّامي، ولكن الديوان كان لدى الأستاذ عبد الله رجب وهو أطلعه عليه مصادفة، فتفضل وطلب أن يزورني.. فرحبت به وزارني في الدار، وعرض أن يكتب مقدمة الديوان.. وسررت لذلك، لأنني لم تربطني سابق صلة بالدكتور عبد الله الغَذَّامي، وكنت لا أريد أن يكتب المقدمة أحد الأصدقاء - أو الأساتذة - لئلا تطغى فكرة المجاملة - أو حسن الظن - على الكاتب؛ فرحبت بالأستاذ الغَذَّامي، واستطلع رأيي في اليوت والشاعر أدونيس، وغيرهم.. فأوضحت له رأيي صراحة، ولكنه - مع شكري وتقديري له ولمصداقية أفكاره وآرائه - لم يتغير موقفه؛ فقدم الديوان بما رآه جديراً بالتقديم، ونشرت مقدمته وكان له فضل الطلب. |
- هذا وكان لي شرف التعرف إليه والاستفادة منه، لأن للدكتور الغَذَّامي اطلاعات كثيرة في الشعر العربي وفي الأدب العربي، وليس مختصاً فقط بالجانب الحداثي من الشعر؛ وشكراً. |
|
|