| مكتي أنت لاجلال على الأرض . يدانى جلالها أو يفوقُ! | 
| ما تبالين بالرشاقة والسحر .. فمعناك ساحر ورشيق! | 
| سجدت عنده .. فما ثم جليل سواه .. أو مرموق! | 
| ومشى الخلد في ركابك مختالاً .. يمد الجديد منه العتيق! | 
| أنت عندي معشوقة. ليس يخزي العشق منها ولا يضل العشيق! | 
| ما أباهي بالحسن فيك .. على كثرة ما فيك من مغان تشوق! | 
| أنت قدس. فليس للهيكل الفاني بقاء ـ كمثله ـ وسموق! | 
| كل حسن يبلى. وحسنك يا مكة ـ رغم البلى الفتى العريق! | 
| درج المصطفى عليك فأغلاك .. وأغلاك بعده الصدَّيق! | 
| وشكول من الرجال. سبوق. جد من خلفه .. فجلى سبوق! | 
| إن أرادوا القتال أرجفت الأرض. وضاقت على العدو الطريق! | 
| أو أرادوا السلام رحب بالسلم .. عدو أصابه التمزيق! | 
| كان في الله حربهم والعداوات .. وفي الله سلمهم والوثوق! | 
| رب صخر في بطن واديك ـ يا مكة ـ يهفو إليه غصن وريق! | 
| لست وحدي متيماً. فالملايين. فريق يمضي. فيأتي فريق! | 
| تتوالى عليك منهم صبابات. فيصغي لها الفؤاد الرقيق! | 
| ليس فيك الدلال يوحي به الزهو. ويغرى به الجمال الطليق! | 
| لم تزهين؟ رب زهو من الحسن .. تجلى به علينا العقوق؟! | 
| وعتى من الجمال .. تحداه .. أسير .. بحبه موثوق! | 
| إن حسناً يكبل العقل والروح. لحسن ـ وإن أنال ـ حنيق! | 
| قد تركت البريق للبلد الخامل. ماذا يجدي عليك البريق! | 
| وتمخضت عن فخار طوى الأرض. وما احدبت عليك العروق! | 
| أين منه الكلدان ـ يا مكة الخير ـ وأين الرومان والإغريق! | 
| والبلاد التي تتيه. أجاءت؟ بالذي جئت؟ أم هو التلفيق! | 
| ما يقيم الولود تخصب للناس ... مكان العقيم. إلا الصفيق! | 
| إن غمطنا الحقوق ـ يا بلد الطهر ـ خسرنا وأنكرتنا الحقوق! | 
| إن جرحاً يصيبنا من تجافيك ـ وما تفعلين جرح عميق! | 
| قد شربنا من السلافة فتياناً. ونحن الكهول. ما نستفيق! | 
| ذاقها قبلنا الكرام فقالوا. أين منها. ومن شذاها الرحيق! | 
| نجد الأنس في رحابك ـ والبسطة ـ حتى كأننا ما نضيق! | 
| ويشد القلوب نحوك ـ يا مكة ـ حب يطوي القلوب وثيق! | 
| ما نطيق الفراق عنك ـ وهل يحمل قلب في الحب ما لا يطيق؟! | 
| لك فضل على المدائن ـ يا مكة ـ ما يجتويه. إلا المروق! | 
| أين منه فضل المدائن يخلبن؟ وأين الإغراء والتشويق! | 
| أين منه الغدير والروض، والعزف. وأين الطلاء والتزويق! | 
| إنما الحسن في النفوس. فما يعشق ثوباً من الخيوط المشوق! | 
| أترانا من الثرى. فإذا الروح غريب. والحسن جسم مشيق! | 
| لصقت بالتراب أجسامنا الغلف. فأهوى إلى اللصيق. اللصيق! | 
| يا نفوساً تطوف بالبيت لولا. حرمة البيت ميزتها الفروق! | 
| أنت لولا الإسلام. كنا نرى السباق منه. يفوقه المسبوق! | 
| ما تأنّقت في المقال .. ففي سحرك معنى ـ يعي المقال ـ أنيق! | 
| واللسان الذليق ـ يعجز أحياناً ـ إذا أحصر اللسان الذليق! |