يـا سـاري الليل هـلا استصبح الساري |
أم ضل مسراه في بيداء مقفار؟ |
قضى الحفاظ على حبي ومقتبلي |
واستهدف اليأس آمالي وأفكاري |
فلست أعجب مـن شعـري وهاجسـتي |
ولست أطرب من لحني وقيثاري |
ذابت أماني في نفسي وما برحت |
نفسي رهينة أحباس وأغمار |
يومي كأمسي ولا أصبو إلى أملٍ |
ضافي البريق وإقلال كإكثاري |
وكم تمرست باللأواء وانخدعت |
نفسي بمستقبل كالآل غرار |
سئمت ظل حياتي جاهداً لغباً |
مرنحاً بين إقبال وإدبار |
وما أسفت على إفلات سانحة |
ولا فرحت إذا استجليت أوطاري |
وقد بكيت لإنسانية نفقت |
هوناً وساوم فيها البائع الشاري |
أنا الهزار تغنى ثم أخرسه |
شؤم الحياة وبؤس الأهل والدار |
هجرت روضي لا مستبدلاً عوضاً |
به وغادرت بين الدَّوح أوكاري |
يا ساري الليل خذني في غياهبه |
واضرب بنا في غيابات وأقفار |
فما الحياة سوى أشجان مغترب |
وما النعيم سوى إدلاجة الساري |
وما السعادة في رأيي سوى شبح |
من الظنون تراءى خلف منظار |
ألوم نفسي فلا ألفى بها خطأ |
فأنطوي بصباباتي وأسراري |
كأنني وحياتي حين أبصرها |
خواض معركة جوَّاب أسفار |
فإن شكوت فشكوى ضَيْغم أنف |
ورُبَّ منتحب في بأس زآر |
وقيمة النفس أغلى في النهى ثمناً |
من أن تباع بدينارٍ وقنطار |