"فيا دارها بالخيف إن مزارها |
قريب .. ولكن دون ذلك أهوال" |
يا ربة الدار اعذريني .. فإنني |
بحسنك مشغول .. وبالحب شغال |
ولكنني أخشى الغوائر تبتدي |
وأخشى طراطيش الشوائع تنقال |
وما همني المشوار في العصر بالضحى |
وفي الليل .. لكن حول بيتك إشكال |
أبوك .. وأولاد المحلة كلهم |
وأمك .. والشرطا .. ودادك مرسال |
ومن كان في القهوا يكركر شيشة |
ويشرب براداً .. به الشاي مثقال |
ويا نشبتي إن جيت لابس مشلحي |
وَغُتْرتيَ البيضا .. وفي الرجل خلخال |
وبين يدي دوسية ومراسم |
وفي الثوب فوق الصدر بالجيب مريال |
فحارتكم من غير قطع حديثنا |
كدا بلدي .. فيها الرجاجيل أبطال |
وإني كما تدرين ابن مدارس |
من الأصل .. لا شون لدى ولا شال |
فأهلي قديما خوفوني من الهوا |
ومن لعبة المزمار .. والجوش أشكال |
من الضرب بالأحجار من أي حاجة |
يقوم بها شبو .. ودحمى .. وشنكال
(1)
|
وقد فهموني أنني أنا طيب |
لحالي وإن الكل غيري .. بطال |
فلا ولد يمشي معاي ملاعباً |
ولا صاحب نشمي يروق به البال |
همو جعلوني أرجع البيت دائماً |
من العصر بعد الدرس .. والوقت آصال
(2)
|
والزم ركني بين أختي .. وجدتي |
ودادتنا بشرى .. وفي الأيد غربال |
وهم لبسوني الثوب والشال والحذا |
ولم يبق الا ـ يوه! ـ يا أنت .. سروال |
مع العلم أن الواد لابد يشتقى |
ويشقى .. فمفعول الطفولة أفعال |
كدا زي ما قد قلت عشت مدلعا |
وذاك زمان فات . والعز أقبال |
وها أنا بعد الجخ والسعد والهنا |
أبيت .. وما في البيت حال ولا مال |
ومن تسع أعوام جلست موظفاً |
على كادر فيه إلى الآن أقوال |
له درجات بسطة العمر بينها |
يناهج فيها الجد .. والعم .. والخال |
ففي مدة العامين تأتي علاوة |
يجيب كماها
(3)
في الدقيقة يقال |
ملكلكة بين النظام يجيزها |
مدير . ويأباها الرئيس . فتنشال |
وفي كل يوم بين حين وآخر |
يقولون: قد يلغى النظام كما قالوا |
وأما حكايات المعاش تقاعدا |
فإن لها شأنا يضيق به الفال |
ولست بمحتاج إليه .. فإنني |
صغير .. ولا تهوى التقاعد أطفال |
ولي من جناب السيد الفاضل الحجى |
مديري ضهر في اللوازم حمال |
ولكنهم قد يطلبون إحالتي |
إليه .. كما قد حيل من قبلي . أمثال |
ومعذرة .. خل الحكاية بيننا |
لبعدين .. عن شغل الوظايف .. فريال
(4)
|
كمان بلاش الدار تجمعنا سوى |
فعذري مقبول وكلك أفضال |
وما أنا خواف إذا جد جدها |
ولا أنا في المشوار بالرجل مكسال |
فإني في الديوان والله دائماً |
على الولد الفراش والناس رجال |
ولو شفت شغلي في المكاتب ماسكا |
دفاتر كبرى وزنها النت
(5)
أرطال |
لقلت كدا شغل الحكومة يا فتى |
والا بلاش الشغل: درج وأقفال |
وختم وأرقام وحبر وأظرف |
وكومة أوراق .. وشغل وأشغال |
وقد صرت عضواً في اللجان جميعها |
لأني لأصناف المشاكل حلال |
ولكن شخصي في هواك متَعْتَعٌ |
وفي راتبي .. حظي ضعيف وبطال |
فسوِّ دُعَا .. قولي لمولاك في العشا |
وبعد الصلا .. "يا رب عدل لمن مالوا" |
ويا رب عقبالى أحول من هنا |
وعقبال "بنقو"
(6)
بالعلاوة .. عقبالو!.. |