شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مغرم صبابة!!
قال أحد الموظفين العشاق متحيراً في صبابته بين دار الحبيبة والعلاوة الرسمية .. وقد استهل غزله المبارك بهذا البيت المعروف لكل من جس .. وغنى. على ليلاه:
"فيا دارها بالخيف إن مزارها
قريب .. ولكن دون ذلك أهوال"
يا ربة الدار اعذريني .. فإنني
بحسنك مشغول .. وبالحب شغال
ولكنني أخشى الغوائر تبتدي
وأخشى طراطيش الشوائع تنقال
وما همني المشوار في العصر بالضحى
وفي الليل .. لكن حول بيتك إشكال
أبوك .. وأولاد المحلة كلهم
وأمك .. والشرطا .. ودادك مرسال
ومن كان في القهوا يكركر شيشة
ويشرب براداً .. به الشاي مثقال
ويا نشبتي إن جيت لابس مشلحي
وَغُتْرتيَ البيضا .. وفي الرجل خلخال
وبين يدي دوسية ومراسم
وفي الثوب فوق الصدر بالجيب مريال
فحارتكم من غير قطع حديثنا
كدا بلدي .. فيها الرجاجيل أبطال
وإني كما تدرين ابن مدارس
من الأصل .. لا شون لدى ولا شال
فأهلي قديما خوفوني من الهوا
ومن لعبة المزمار .. والجوش أشكال
من الضرب بالأحجار من أي حاجة
يقوم بها شبو .. ودحمى .. وشنكال (1)
وقد فهموني أنني أنا طيب
لحالي وإن الكل غيري .. بطال
فلا ولد يمشي معاي ملاعباً
ولا صاحب نشمي يروق به البال
همو جعلوني أرجع البيت دائماً
من العصر بعد الدرس .. والوقت آصال (2)
والزم ركني بين أختي .. وجدتي
ودادتنا بشرى .. وفي الأيد غربال
وهم لبسوني الثوب والشال والحذا
ولم يبق الا ـ يوه! ـ يا أنت .. سروال
مع العلم أن الواد لابد يشتقى
ويشقى .. فمفعول الطفولة أفعال
كدا زي ما قد قلت عشت مدلعا
وذاك زمان فات . والعز أقبال
وها أنا بعد الجخ والسعد والهنا
أبيت .. وما في البيت حال ولا مال
ومن تسع أعوام جلست موظفاً
على كادر فيه إلى الآن أقوال
له درجات بسطة العمر بينها
يناهج فيها الجد .. والعم .. والخال
ففي مدة العامين تأتي علاوة
يجيب كماها (3) في الدقيقة يقال
ملكلكة بين النظام يجيزها
مدير . ويأباها الرئيس . فتنشال
وفي كل يوم بين حين وآخر
يقولون: قد يلغى النظام كما قالوا
وأما حكايات المعاش تقاعدا
فإن لها شأنا يضيق به الفال
ولست بمحتاج إليه .. فإنني
صغير .. ولا تهوى التقاعد أطفال
ولي من جناب السيد الفاضل الحجى
مديري ضهر في اللوازم حمال
ولكنهم قد يطلبون إحالتي
إليه .. كما قد حيل من قبلي . أمثال
ومعذرة .. خل الحكاية بيننا
لبعدين .. عن شغل الوظايف .. فريال (4)
كمان بلاش الدار تجمعنا سوى
فعذري مقبول وكلك أفضال
وما أنا خواف إذا جد جدها
ولا أنا في المشوار بالرجل مكسال
فإني في الديوان والله دائماً
على الولد الفراش والناس رجال
ولو شفت شغلي في المكاتب ماسكا
دفاتر كبرى وزنها النت (5) أرطال
لقلت كدا شغل الحكومة يا فتى
والا بلاش الشغل: درج وأقفال
وختم وأرقام وحبر وأظرف
وكومة أوراق .. وشغل وأشغال
وقد صرت عضواً في اللجان جميعها
لأني لأصناف المشاكل حلال
ولكن شخصي في هواك متَعْتَعٌ
وفي راتبي .. حظي ضعيف وبطال
فسوِّ دُعَا .. قولي لمولاك في العشا
وبعد الصلا .. "يا رب عدل لمن مالوا"
ويا رب عقبالى أحول من هنا
وعقبال "بنقو" (6) بالعلاوة .. عقبالو!..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :959  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 32 من 173
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.