"نالت على يدها ما لم تنله يدي |
نقشا على معصم أوهت به جلدي" |
واستفردت بي وقالت في ملاطفة |
والله إنك بعد الله .. لي سندي |
وطقطقت لي أصابيعي مكبسة |
ضهري .. ومن خرمي قد فصفصت عقدى
(1)
|
وحرشتني على أمي .. موكدة |
بأن أمي تشوف البخت في البلد |
وأنها كشحت يوماً لنا ودعاً |
رمته باسمي محدوفا بطول يد |
وسطحت بأعالي الصوت قائلة |
لزوجتي. في كياد شَفَّ عن كمد |
بأنني سوف أقضي العمر في قرف |
وسوف أفضل محروماً من الولد |
وربما في ربيع بعد عودتنا |
من المدينة. أوفي النص من جمد
(2)
|
أرمي عليها يمين الله واحدة |
وربما كانتا تنتين في العدد |
وإن بقينا معاً بعض إلى رجب |
فسوف أنصاب في مالي وفي جسدي |
وسوف أفتح دكاناً بحارتنا |
أبيع جبناً ومشافيه .. كالصمدي
(3)
|
وسوف يفرح إبني يوم دخلته |
على الجديدة .. بين السبت والأحد |
ونهنهت بعد هذا الهرج باكية |
وخبطت صدرها .. من شدة الحرد |
وقالت إسمع كلاماً واحداً فقطاً |
لا فيه روحي .. تعالي ـ كف دي مع دي
(4)
|
يا أَمَّا أبقى أنا في البيت ربته |
من غير أمك رأس الشر والنكد |
يا أَمَّا أمك تبقى فيه راقعة |
بالصوت ضاربة بالعود والعمد
(5)
|
فقلت يا ست عيني .. يا حبيبتنا |
يا زوجتي يا قدوم السعد من مدد |
دَحِّين ازهم أمى أو أقول لها |
قدامك الآن .. ما يرضيك يا كبدي |
وحين حست بما يجري هنا دخلت |
أمي علينا .. ومطت بوزها العقدي |
وقالت .. إن شا الله ما أوعى أشوف لها |
وجهاً ويأكل دود الأرض من غددي |
ما قلت .. يا ولدي شيئاً يزعلها |
ولست أعرف فتح البخت كسر يدي
(6)
|
لكن لأجلك حتى لا تقول كدا |
ولا كدا .. سأسيب البيت. بعد غد |
إلى الرباط .. ويا ربي تريحني |
من عيشة .. ما بها راحا .. ولم أجد |
لقد أراني أبوك الغلب من قدم |
في البيت منفرداً .. أو غير منفرد |
وجيت أنت .. عشان اليوم تطردني |
في ليلة النصف من شعبان يا ولدي |
طرد الكلاب لأجل الست حرمتكم |
بنت الأصايل يا سيدي .. فخل يدي |
وكيف أخرج والدنيا ممطرة |
زي المرازيب .. بين الثلج .. والبرد |
وصنقرت وتولت وهي زاغرة |
لزوجتى .. ونضت كفاً كما الزرد |
وأسرعت بيد المهراس ضاربة |
كتفي .. وقالت خذه .. ثم زد |
فإنك اليوم دلدول له ذنب |
وقد عرفتك طرطوراً .. بلا عقد |
أهذه مرة .. يا بئس من مرة |
تهين بالكذب أم الزوج من حسد |
وحقها أن تخلى البيت نغنغة |
حتى نقوم صلاة الصبح .. في رغد |
فعصبت زوجتي في الحال مخرجة |
من فمها زبدا .. ناهيك من زبد |
وكنت من سابق طبعاً أعالجها |
بالزار والزار ممنوع إلى الأبد |
فبت بينهما في ليلتي عدماً |
غلبان أفرع بين العود والوتد |
وقلت بعد كلام ليس موضعه |
صدر البلاد . فإني راجل بلدي |
لا أنت خارجة .. لا أنت طالقة |
أديني سبت لكم بيتي .. بلا مدد |
وعندما سرت في وسط الزقاق دجى |
قابلت عمك عثماناً .. أبا عبد |
فقال والله حالي مثل حالتكم |
لها زمان بنا أشفى على لبد
(7)
|
عندي يسيدي حرما زي حرمتكم |
كقول أمي .. وطول العمر لم تلد |
غرامها النزلا ترضى به بدلا |
عن المعيشة في .. سعد وبين دد
(8)
|
وطبعها عسل إن كان مطلبها |
يغيظ والدتي . من سالف الأبد |
وعندك الخير .. عندي الأم شغلتها |
طعن المدام: بحد القول: كالجرد
(9)
|
نامت وقامت وجابتني لها ولدا |
فرداً .. وتاهت على المرحوم بالولد |
وكرنكت يومها بالبيت جالسة |
وبلطت فيه .. لم تنقص .. ولم تزد |
فقلت يوها كأن الحال منتشر |
وسط البيوت .. بلا عد .. ولا عدد |
كأن تل أبيب في غوائرها |
كأهل حارتها . في اللد .. أو صفد |
كأن بن غورين أو كل بشكته |
عاشوا بها عمداً .. من أسوأ العمد |
هذه حكايتنا في البيت قد نظمت |
أبياتها .. برداً من أحسن البرد
(10)
|
وها أنا الآن مرزوع بغير غطا |
أشكو لك الحال في القهوا وأنت كدي
(11)
|
من يومها سبت بيتي يا أخي قرفا |
من يومها..وأنا في قهوتي ..رقدي
(12)
|