"الأم مدرسة إذا أعددتها |
أعددت شعباً طيب الأعراق" |
"أولاده كبناته .. ورجاله |
كنسائه .. في حلبة وسباق" |
ساروا على درب الحياة كأنهم |
في الفجر بالطابور في قشلاق |
الكل في الصف الطويل مشمر |
في البيت في الحارات في الأسواق |
سيان زالط جبنة بفطيرة |
حافا.. ولاهط كفتة برقاق |
حملوا المساحي في اليمين ليحفروا |
ساساً غويط الحفر في الأعماق |
ورموا الحجارة والحداد تشعترت |
ما بين طاق في الطريق وباق
(1)
|
يبنون جامعة لنا أهلية |
بيضاء طائرة .. كوز عراقى
(2)
|
مسمية باسم العزيز بقومه |
عبد العزيز الشامخ العملاق |
في جدة بنت البحور تدهلزت |
في البر للحرمين مثل زقاق |
ممتدة الأسياب طيبة الهوا |
من كل شباك وكل طياق |
مفتوحة الأبواب من خوخاتها |
مر ابن شدياق وبن مرشاق |
مرفوعة الأطناف غطرف فوقها |
الأهل والجيران بين عناق |
فكأنها وكأنهم ما بينها |
أبناء بيت واحد متلاقى |
وكأن بعض بني أبي وبناتهم |
سكنوا الجزيرة عند واق الواق |
يا أيها الماشي على أطنافنا |
ما بين كحكحة .. وبين زعاق |
درِّج على اسم الله موزون الخطى |
متشعبطا .. أو ماسكاً بخناقى |
هيهات نمشي في الطريق لوحدنا |
من غير بنزين .. ولا سواق |
دع عنك من مد الحبال معنقلا |
من مر بين الحبل والأطواق |
فلقد مررت أنا على دكانه |
وشربت بَرَّاداً بغير مراق |
ونغزته في بطنه وزغدته |
في جنبه .. ونفخت في أبواقى |
ومرصت منه الأدن قوالاً له |
لا . لا تمد السمع للقلاق |
كالحافظ بن الحافظ بن عَليَّة |
وابن المدينة .. نخلة وسواقي |
لما قرا ألفية مشهورة |
منظومة منثورة الأوراق |
أهدى أبوه له المسا في غفلة |
منا .. هدية والد مشتاق |
زنبيل زهو لا يخالط زهوه |
جادى على برنى ـ على الإطلاق |
وإذا تبرع في الصباح محمد |
بو بكر .. باخشب .. بغير نفاق |
بالواحد المليون بات مسبحاً |
لله .. بالأوطان ـ للخلاق |
قام الرجال ـ ونام خلف زوالهم |
من عاش بين زواله البرباق |
يندس في طرف اللحاف مبلبصا |
أو غارزا عينيه . في الأطباق |
بين البنوك تكندشت أرجاؤها |
عند المعارض حلوة المعلاق |
فوق المكاتب فتحت أدراجها |
تحت المباسط حرة الأغلاق |
في كل منعطف .. وكل حنية |
من صادق أو كاذب الأملاق |
من ضارب ودعاً يخط مشاركاً |
في الغيب علم الصادق المصداق |
أو ضارب بقا يكرر قائلاً |
شغل العيال بضاعة البقاق |
يا ناثراً يا شاعراً بالمغص بل |
يا أيها المفتاق للمفتاق
(3)
|
قل للذي شنكلته متعكبلاً |
في القول ملفوفاً ببعض طماق
(4)
|
الجامعات كما الجوامع في الهدى |
في النور منطلقا بغير وثاق |
دفنت نعوش الجهل تحت رجولها |
بالعلم محمولاً على الأعناق |
إن العيال تخرجوا من بينها |
لهمو الرجال بقية وبواقي |
والعابدات القانتات تهجداً |
للصالحات محطة الأشواق |
من حب أبناء العلا وبناته |
أغلى لهم ولهن خير صداق |
يا أيها المتبرعون مكانكم |
في الصف سباقاً ورا سباق |
كونوا جميعاً في الزحام سوية |
للخير دون تراشق وشقاق |
متسابقين على الجيوب جماعة |
أو راكبين زوارق الأخلاق |
مترصرصين على الحصير تواضعاً |
أو فاردين مفارش العشاق |
أو واقفين لدى المراية لم يزل |
صالونها المفتوح للطراق |
من ناتف ذقناً بغير حلاقة |
أو بالل رأساً لدى الحلاق |
ما عاش من عاش الحياة .. رحيبة |
متلسلساً في السيب .. في الأنفاق! |