"أيها الشاكي .. وما بك داء |
كيف تغدو: إذا غدوت عليلا؟" |
إن سر البلاء في الناس ناس |
تتجارى خلف الفلوس طويلا |
وترى القرش في الجيوب وتعمى |
أن ترى السن ضاحكا وصقيلا |
وتكاكى محلها .. وتحادى |
ركنها فيه .. بكرة وأصيلا |
هو شيء على الحياة دخيل |
من يظن الحياة شيئاً دخيلا |
والذي همه القروش حرام |
أن يرى القرش سائلاً .. وسئيلا |
أو تراه لقيطة البحر .. بعلا |
أو أبوها .. أبو جلمبو .. خليلا |
فتعلم من كل من هب. أو |
دب فنون الحياة أو عش عويلا |
إن بنت الربان في البحر تجري |
ووراها أبو مقص .. زميلا |
والجرابيع في البراري تجارت |
حول غيرانها. قليلا .. قليلا |
والصراصير في البيوت تهادت |
فوق سجادنا .. تشق السبيلا |
والحدادى في الجو حامت وحطت |
فوق تيس قد مات موتاً جميلا |
وبنو آدم تمشو على الجو |
وساروا في الأرض .. فجيلا |
فالمقضون في الصباح استخاروا |
أما حوتاً .. أو لحمة للعبيلا |
ووراهم صبيانهم كل زقر |
شايل في يمينه .. زنبيلا |
فإذا بربقت عيونك سهواً |
رنك الباوليد منه .. صميلا |
والغلابى من المآمير حطوا |
ثم شالوا الأسعار عبئا ثقيلا |
وتجاروا للخط يركب بعض |
فوق بعض وقت الدوام الرزيلا |
بين ذي غترة بغير عقال |
أو أخي مشلح مريناً .. كحيلا |
والتلاميذ .. والنتائج تترى |
قد أطال الرسوب منهم عويلا |
إن أعادوا إمتحانهم واستعادوا |
بالنظام الحلو القديم .. الجميلا |
كان فضلا من المعارف يبقى |
فوق تختاتها .. وفصلا نبيلا |
نحن في حاجة إلى كل من جاب |
.. ولو ربع مية .. أو قبيلا |
فالمفاليس كالملاحيس داروا |
وأداروا الأيام قالاً وقيلا |
الدكاكين صفصفت ما تلاقى |
غير نش الدبان فيها .. عميلا |
رغم أن الأسواق بالناس ضاقت |
بين غاد ورائح لن يميلا |
حاططاً تحت باطه بعض شيء |
ربما كان لبة .. أو دليلا
(1)
|
والذي يفقع المرارة غيظاً |
أن ترى فاضياً حكى شغيلا |
كل هادول يا حبيبي قليل |
من كثير .. هل كنت أنت القليلا |
كم خواجا. كم بزرة .. كم كبير |
كم .. وعدد ما شئت منا مثيلا |
كم مياه يا صاحبي كاكريقاً |
مدلياً .. مولعاً .. أرجيلا
(2)
|
والاك التمبول في الجغد حتى |
لتظن التمبول فيه .. فتيلا |
ضارباً هذه الحياة بجوتى |
وبلنقى .. أروى الحياة الغليلا |
فتبسم للصبح ما دمت شخصاً |
وتنسم للعصر إن صرت زيلا
(3)
|
ثم كركر فوق الفراش وصهلل |
وتسوبح في النوم .. نوماً وبيلا |
وإذا سامك الزمان بخسف |
فتعلعل بالحظ كسفا .. وحيلا
(4)
|
خارطاً من مخارج اللفظ قولاً |
عربياً شهم البيان .. جليلا |
"رب شخص موظف مستقيم |
ترك الشغل طافشاً مستقيلا" |
"رب وجه مربع أصبح الصبح |
عليه مطبطبا .. مستطيلا" |
"رب قرش مزيف راج في السوق |
وقرش حر أضاع العميلا" |
"ربما فرشخ المطرطر في العز |
رجولا .. دهنتها زنجيلا"
(5)
|
"ربما بسة على الدرب سارت |
سبقت تلكمو العرارى .. ميلا" |
"ربما ثعلب تدحلب حتى |
ركب الثعلب المدحلب .. فيلا" |
"ربما لا نرى الطويل عويلا |
ربما نبصر القصير .. هبيلا" |
ربما .. ربما طلبتك سلفا |
بعد بكرا فادفع وكن جنتيلا
(6)
|
إنما هذه الحياة عطاء |
ثم دفع بالحبس .. أو بالتيلا |
فتلحلح مثلي ولانك بقفا |
كن خفيفاً حيناً .. وحيناً ثقيلا |
كن بشوشاً كن أبلهاً كن عبيطاً |
كل وَغِّمضْ أو كن حصيصاً بخيلا |
بس فرفش فالفرشاء مزاج |
حير العلم: عجله والحسيلا |
وازرع القلب أخضراً وطرياً |
جاعلاً عمره القصير طويلا |
الله .. الله إن كنت صاحب قرش |
فاركب القرش واصطرفه ذليلا |
وتسلقح في الليل تحت الكراسي |
أو تمردغ في الرمل فوق السليلا |
وإذا ضقت بالحياة .. وضاقت |
بك هذي الحياة .. شبراً .. وميلا |
فتسلف قرشين مني .. حلالا |
وتمرجل، واشرى وبع أي نيلا
(7)
|
بع خياراً .. بع قتة .. أو لحوحاً |
بع سويكاً .. يا صاحبي .. بع بليلا |