"سواي يهاب الموت أو يرهب الردى |
وغيري يهوى أن يعيش مخلدا" |
ولكن أنا وحدي الذي حط رأسه |
على كفه .. إن جاء أو راح أو غدا |
تربيت أزمان الكجاوة مسعداً |
وعشت بأوقات الشقادف أسعدا |
وعاصرت أيام الحرائق رافعاً |
على كتفي من داخ، أو من تمددا |
ولم يكن الأطفاء شيبا وسلما |
ورنة أجراس وجندا ومجندا |
فقد كان تنكاناً وحبلاً وحنبلاً |
وفأساً وزنبيلاً وزنداً وساعدا |
وزعقة أولاد وصرخة حرمة |
وجري رجاجيل .. وثوباً مهربدا |
فما خفت نيران الحريق شابهت |
بزرقتها الحمراء شيراً وعسجدا
(1)
|
ولا عشت كالأولاد تجلس أمهم |
تخوفهم .. حتى يناموا بلا غدا |
تفجعهم بالغول هز مخدة |
وبالبعبع المستور قد جر مسندا |
فما عترت رجلاي قط ببعبع |
ولا شفت هميا .. تمد لي اليدا
(2)
|
وكنت إذا ما جئت للبيت مظلما |
على قل أعوذو. أدخل البيت سيدا |
ولست ببرقي ولست موسوساً |
ولست بخواف .. ولست مصرفدا |
ولا أنا حران وصدري دالع |
ولا أنا بردان جرى: فتصمدا |
ولا عشت أيام الدراسة حاملا |
برأسي همًّا أو على الرأس مقعدا |
وإن كنت في بعض الدروس ثقيلة |
بليداً .. فياما كان غيري أبلدا |
رعى الله أيام الخرابة بينها |
رصفت طريقاً للدجاج معبدا |
وصندقت في الركن الجنوبي حتة |
وضعت بها سرب الحمام مغردا |
بها كل يوم التقي قشر بيضة |
وفضلة زغلول.. وريشاً مبددا |
وقد صح بعد البحث أن لجارنا |
أبي الفضل عُرِّياً طغا وتمردا |
وجار على الجيران يخطف لحمة |
من القدر أو فروجة متقصدا |
فجبت له حبلاً طويلاً ودبسة |
فما شافني إلا وأدبر شاردا |
وخربشني لما جريت وراءه |
وشق ثيابي عامداً متعمدا |
فطفت على كل المراكز شاكياً |
وحررت أصناف المحاضر سؤددا |
ودرت بلا جدوى وعدت من الضنا |
طريح فراش البيت، زي عمل الردا |
فمن يشتكي بعض العرارى فإنما |
يجد بِسَّةً تلهيه قصداً ومقصدا |
ولما تمشي العمر أسبل لحيتي |
إلى كل من سمَّى عليها ومسَّدا |
أكلت بعقلي ذات يوم حلاوة |
وقلت لعقلي كن أكن بك أمردا |
فأعطيت دقني للجليت هدية |
ورشرشت وجهي بودرة فتسمهدا |
فصرت مودرناً لست من أهل أول |
ولست من الجيل الجديد معدعدا |
ولكنني من هولا .. وأولئكم |
وفي الوسط يعني، لا كداك، ولا كدا |
أمد رجولي كل يوم فأنثني |
وأدنو على قد اللحاف .. فأبعدا |
فوضبت ما بين السجاني مجرة |
وسويت ما بين الكراويت فرقدا |
وقلت فضاء الله جل جلاله |
مداه بعيد .. فلأكن بينه مدى |
فطرت كرواد الفضاء محلقاً |
بعزمي صاروخاً وبالفكر مصعدا |
فسار اصنصيري وكم سرت خلفه |
وكم من مطب قد تجنبت مذبدا |
فشفت كثيراً لا يشاف بأرضنا |
وزليت فوق الكر من فوقه الهدى |
ولما تبدى الليل من سطح بيتنا |
فردت براشوتي وعدت مجربدا |
ونمت كعاداتي إلى الدهر قائلاً |
لكل أمرئ من دهره ما تعودا |
أشخر في نومي وأحلم أنني |
بنيت على الكورنيش فيللا ومقعدا |
وأني أدنت البنك نصف حسابه |
وخزنت نصفاً لا يزال مجمدا |
وأني شاركت الحقاوى مسلفاً |
أخاه الكجا، أو بنت أخت أبى الفداء
(3)
|
وأني زلطت الصبح بيضاً بقشره |
وأنى لهطت العصر لحماً مقددا |
وأني تفوطت المساء وربما |
تزحلقت الفوطا. فبت مجردا. |
فقل الشباب الجيل أن صنفت له |
فتاه على مثلي أنا ـ وتبغددا |
أنا اليوم من جيل الصواريخ نسبة |
وإن كنت من جيل الشقادف مولدا |