هل غادر الشعراء من متردِّم |
أم هل عرفت الدار بعد توهم |
يا دار خالى بالحوية علمي |
خالي ـ بأني قد وصلت، وسلّمي |
فإذا تمحك في السؤال فغمغمي |
وإِذا تلكلك في الجواب فنمنمي |
ما جئت من عندي لعندي طافشاً |
بل إن أمي أرسلتني ـ فاعلمي |
ولقد رأيتك للمطار قريبة |
قرب الحفائر من ضريح الأدهم |
مثل الشبيكة من مخازن جعفر |
أو مثل بركة ماجن من خندم |
فحملت من شوقي إليكم شنطتي |
وركبت من لهفي عليكم مقدمي
(1)
|
هيمان لا أحد يقول لحضرتي |
عَوِّدْ.. فلا درب أمامك يا سمي
(2)
|
فرحان بالخال العزيز مصيفا |
بالطائف المعمور مفتوح الفم |
حتى إذا فصخت فيك عباءتي |
والثوب مبلول ـ له لون الطمي |
خالى رعاه الله قال مبرجلا |
يا مرحباً بابن الشقيقة كلثم |
قلت الحبيبة أختكم في مكة |
تهدى السلام لكم بفردة معصم |
توصي عليَّ بخير ما يوصى به |
خالى على ابن الأخت .. لما ينسم |
فالجو يا خالى بمكة شعلة |
بسمومه المتلهب المتضرم |
البوخ فيه كأنه لفح اللظى |
والصهد منه كقرمة بجهنم |
ولقد مررت بجدة فرأيتها |
عرقاً يشرشر كالدلاء بزمزم |
فعصرت ثوبي واللباس وغترتي |
ونشرتها بالسطح فوق السلم |
وشردت أطلب في المطار سلامتي |
وطلبت في البوفيه.. ما لم يقسم |
فإذا الحساب لدى الحساب فضيحة |
للجيب .. لم يصرخ .. ولم يتألم |
إنى غلطت به ورحت مُجَبِّياً |
إن الجبا غلط الغشيم الأعشم |
ولقد ركبت على السلالم خاشعاً |
أتلو على الكونفير سورة مريم |
فرصدتها بمكانها ـ فتصلبت |
منها المراوح، لم تدر، أو تبرم |
وجلست والركاب بين جنوبها |
فكأنني .. وكأنهم في قمقم |
حتى استعانوا في الأخير ببطبط
(3)
|
شهم . . كشمطان اللحى متقدم |
إن البطابط في مطارات الورى |
فن الأعارب .. لا فنون الأعجمي |
ما ضرهم يا خال لو عملوا لهم |
تيستا
(4)
يقوم بها مقام المرهم |
ولقد أتيتك في النهاية سالماً |
حَرَّان .. جوعاناً .. ولما أكرم |
قال الفطور مجهز . . ومواتري |
بقراشها .. مرصوصة كالأنجم |
وقفا عليك .. على أبيك ونسله |
وابن السبيل .. وكل شخص مسلم |
فاخترت واحدة .. وقد نقيتها |
حمراء، فاقعة، بلون العندم |
وذهبت أرمح ضارباً بوريها |
عند اللزوم .. وعندما لم يلزم |
وبرمت برمة من على خيلانه |
بنزينه ـ وله الجبافى المطعم |
لم أبق من كل الربوع جديدها |
ومن الديار قديمها . . فالأقدم |
فاسأل شهارا والسداد وقروة |
ومنازل المثناة . . لم تتهدم |
والشول، والمسيال تحت رقابها |
والسوق مفلوتا وغير منظم |
حتى الفنادق حرة هيئاتها |
فيما تقرره . . لخير الموسم |
قد زرتها للعلم مزنوقا بها |
بحسابها . . احتجنا به لمترجم |
إن مت في شبرا هوى بعقيقها |
ودقيقها وهميسها المتبسم |
وقطفت من عنقودها أعقابه |
قطف المحب الشيء غير محرم |
فلقد حييت على الخيال نديه |
وطَلِيّه .. والرز غير مكمكم |
بمرابع التوفيق
(5)
، في بستانه |
في البيت مرشوشاً بلون الكركم |
فلربما صعد المحب إلى الهدى |
وحبيبه في جنبه .. كالأبكم |
سرحان فكر في الطريق مسفلتا |
ومعبد الأطراف غير مكمكم |
متذكراً عهد البهائم صاعداً |
نحو الشفا.. في حيرة المحرنجم |
أو هابطاً نحو السلامة من كرا |
أو ساقطاً تحت البرادع يرتمي |
إن الذي وهب الدروب حياتها |
يستاهل القبلات من فوق الفم |
يا حبذا الدرب الجديد على كرا |
في صنعه .. في شكله المتكسم |
كالموز مقشوراً وكاللوز الذي |
في قشره .. وكما حبوب السمسم |
إنى أحبذ أن يتم تمامه |
كالبدر .. قبل سلوكه المترسم |
لم لا يكون من العواصم بعضها |
الطائف البردان لم يتسلجم |
لا حاجة فيه إلى كنديشن |
ومراوح بالسقف أو بين الدمي |
لم لا أعيش بدار خالي دائما |
في الصيف في المشتى وبين بني عمي
(6)
|
يا دار خالى إن رحلت فغطرفى |
وإذا جلست إلى الشتاء .. فبرطمي |
وعلى العموم. فإنني لك راجع |
فعمي مساءً دار خالى .. واسلمي |