شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الغَزَّاوِيَّة (1) !!
((عَرَفْتُ مِنْ ذَاتِ نَفْسِي غَيْرَ مَا عَرَفُوا
فَمَنْ يَلُومُ إذَا مَا قُمْتُ أَعْتَرِفُ؟
فَمَا تَهَوَّيْتُ مِنْ شَهْرَيْن قَدْ مَضَيَا
فِي الْبَيْتِ أَجْلِسُ وَحْدِي فَوْقِي اللُّحُفَ
وَقَدْ تَعَجَّبَ مِنْ حَالِي بِلاَ سَبَبٍ
أَلْبَابُ وَالْعَقْبُ والرّوشانْ وَالقُفَفُ
كَمَا تَطَلَّعَ نَحْوِي زَاغِراً أَبَداً
فِي سَقْفِهِ الْقَنْدَلُ الْمَرْصُوصُ والْخَصَفُ
هَلْ تَعْلَمُونَ بِأَنِّي بَيْنَ أَرْبَعَةٍ
صَمَّاءَ مِنْ جُدُرٍ لَيْسَتْ لَهَا سُجُفُ؟
وكُلُّ تَمْشِيَتِي: بُولْطَا أَقُومُ بِهَا
فَوْقَ السُّطُوحِ يُوَارِينِي بِهَا الطَّنَفُ
كَيْ اسْتَجِمَّ قَلِيلاً ثُمَّ يُرْجِعُنِي
إلَى الْفرَاشِ دَبِيبٌ مِنْهُ أَرْتَجِفُ
بَرْدَان قَفْقَفْتُ مِنْ ضَهْري وَفِي رُكَبِي
شَيْءٌ إذَا غَزَّهَا مِنْ جَلْسَتِي أَقِفُ
قَرْفَان مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا وَشِيَمَتُهَا
غَدْرٌ وَهَمٌّ وَنِسْيَانُ وَمُعْتَكَفُ
فَإِنَّهَا مِثْلَمَا قَدْ قَالَ صَاحِبُنَا
ظُوظُو أَفَنْدِي إِذَا جَانا لَهَا يَصِفُ
خَرْسِيسُ !! نَرْسِيسُ دَنْيَا زَيَّ قِلَّتِهَا
يَا شَيْخُ أَحْمَدُ إِخْصٍ إنَّهَا قَرَفُ !!
* * *
فَاسْمَعْ كَلاَمِيَ يَا قَنْدِيلُ مُتَّعِظاً
فَالْيَوْمَ أَوْ بَعْدَ بُكْرَا سَوْفَ تَنْعكِفُ
عَبِّي مِنَ الْيَوْمِ مَا تَحَْتَاجُهُ لِغَدٍ
رُكْنٌ وَسَطْحٌ وَبَسْطُونٌ بِهِ تَقِفُ
فَقُلْتُ: فِعْلاً كَمَا قُلْتُمْ مَبَادِئِكُمْ
بَانَتْ عَلَيَّ وَقَدْ أَزْرَى بي التَّلَفُ
هِيَ الْمَبَادِئْ فِي الأَعْمَأرِ مَا فَتِئَتْ
تُبَدِّلُ الْجِلْدَ بَعْدَ الجلْدِ يَنْكَشِفُ
هَلَّتْ عَلَيَّ كَمَاءِ الْمُزْنِ رَشْرَشَهٌ
هَتَّانُهَا بِرَذَاذٍ مِنْهُ أَرْتشِفُ
ضَهْرِي يُطَقْطِقُ إنْ طَالَ الْجُلُوسُ بِهِ
فَوْقَ الْكَرَاسِي لَهَا أَوْلاَدُنَا زَحَفُوا
فَقَالَ: تِلْكَ الْكَرَاسِي كَمْ يَحِنُّ لَهَا
ضَهْرِي يَخُويَ فَفِيهَا الْجَخُّ والتَّرَفُ
أَجَبْتُ: مَهْلاً فَمَا أَعْنِيه غَيْرُ كِدَا
إِنِّي أُعَدِّدُ مَا بِالْجَسْمِ يَنْحَرِفُ
لِسَّا كَمَانَ فَكِرْشي بَاتَ يُثْقِلُنِي
مُدَلْدَلاً وَكَمَا النُّونُّو لَهُ شَغَفُ
وَرُكْبَتِي وَعُيُونِي بَيْنَ خَلْخَلَةٍ
وَبَيْنَ كَنْبَشَةٍ مضَاقَتْ بِهَا النَّجَفُ
أَمّا الضُّروسُ فَقَدْ رَاحَتْ وَمَا بَقِيتْ
إِلاَّ الدَّرَادِيرُ فِيهَا يُمْضَغُ الْعلَفُ
فَقَالَ: بَشْ !! بَشْ !! كَفَانَا اللَّهُ مَا جَلبتْ
لَنَا الْقَوافِي وَشِعْرٌ بَعْضُهُ شِقَفْ !!!
* * *
تَعَال وَأقْعُدْ مَعَايَا دُون مَصْخَرةٍ
فَالْمَصْخَرَاءُ مِنَ التَّمْرَا هِي الْخَشَفُ
وَافْضَلْ بِجَنْبِي إِذَا دَارَ الْكَلاَمُ هُنَا
مُصَفِّقاً إِنْ أَتَى دَوْرِي وَإذْ أَقِفُ
لَقَدْ أَتَانِيَ مِنْ يَوْمَيْنِ ظَرْفُهُمو
وَدَاخِلُ الظَّرْفِ كَرْتُ مَا لَهُ طَرَفُ
يَقُولَ: نَدْعُوكُمُو لَيْلاً لِمُؤْتَمَرٍ
تُحْيُونَ فِيهِ عُكَاظاً يَا لَهُ شَرَفُ
وَقَدْ تَقَشْمَطتُّ فَرْحَاناً بِدَعْوتِهِمْ
وقَدْ أَتَيْتُ كَمَا شَاءَتْ لَنَا الصُّدَفُ
مُشَقْدِفاً مِثْلَ عَادَاتِي فَقَدْ ذَهَبَتْ
دُنْيَا الْكَجَاوَاتِ بِالْعُصْمَانِ تَنْصَرِف
فَكُنْ عَدِيليَ أَوْ بالوِسْكِ مُحْتَبِياً
فَفَرْدَةُ الشُّقْدِفِ الأُخْرَى لَهَا خَلَفُ
وَدُقَّ بِالْكِتْفِ كِتْفِي كُلَّمَا جَلَسُوا
بَعْدَ الْكَلاَمِ وَقَوِّمْنِي إِذَا وَقَفُوا !!
* * *
يَا صَاحِبِي الْمُرْتَجَى فِي الْحَفْلِ أَسْأَلُهُ
عَنْ كُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا هَزَّنِي الْكِتِفْ
مَنْ ذَلِكَ الرَّجُلُ الْمَجْعُوصُ يَزْغُرُلي؟
فَقُلْتُ: زِيَدَانَ قَالَ الآنَ أَنْتَصِفُ
وَمَنْ هُنَاكَ؟؟ يُحَيِّينِي بِقَهْقَهَةٍ
مَا شَابَهَا مِنْهُ إِثْمٌ لاَ وَلاَ جَنَفُ
فَقُلْتُ: هَذَا عُرَيْفٌ فِي أَمَانَتِنَا
بِبَطْنِ مَكَّةَ لاَ يَعْلُو بِهَا الصَّلَفُ
وَذَلِكَ الْوَلَدُ السَّاسِي أَتَعْرِفُهُ؟
عَبْدُ السَّلاَمِ لَهُ كِرْدَاشَةٌ أُنُفُ
بَيْنَ الضَّيَاءَيْنِ قَدْ حَلاَّ فَذَا رَجَب
وَذَاكَ طَبْعاً عَزُيزُ الأَبّ لاَ النَّصَفُ
وَذِلَكَ الْمَغْربِي لاَ بُدَّ قَدْ سَمْعَتْ
أُذْنَاكَ بَحْثاً بِهِ ((شَوْقِي)) لَهُ لَهِفُ
* * *
أَمَّا هُنَالِكَ فَالْبَشْكَا برُمَّتِهَا
مِثْلَ اللآلي مَا فِي بَيْنَهَا صَدَفٌ
عَبْدُ الْغَفُورِ وَلِلْعَطَّارِ نِسْبَتُهُ
لَنْ يُصْلِحَ الدَّهْرُ مِنَّا بَعْضَ مَا نَسَفُوا
وَذا الرَّبِيعُ وَفِي رُكْنٍ يُقَابِلُهُ
عَبْدُ الْعَزِيزِ الرِّفَاعِي الأَنْفُ والأَنَفُ
تَقْفُوهُ مَكْتَبَة حِلَوَا مُخَنْصَرةٌ
ظَغِيرَةٌ قَدْ زَهَاهَا الدَّلُّ وَالْهَيَفُ
وَألنَّقْشَبَنْدِي عَلَى الْكُرْسِيِّ مُرْتَكِزٌ
رَجَّ الْمَنَاضِرَ لاَ يَرْضَى بِهَا السَّلَفْ !
هُنَاكَ مَنْ سَلِمَتْ مِنْهُ بَرَاجِمُهُ
وَلَمْ تُبَرْجِلْهُ أَوْخَازٌ وَلاَ شُغَفُ
زَوَّجْتُه بِابْنَةِ الْخَبَّازِ مِنْ قِدَمٍ
فَابْنُ الْعَقِيلُ لَهُ فِي فُرْنِنَا شَغَفُ
هُنَاكَ أَيْضاً أَخُونَا خَالِدٌ ضَحِكَتْ
مِنْهُ النَّواجِذُ بِالْقَفْشَاتِ مُعْترِفُ
وَجَنْبَ بَعْضٍ عَلَى غَفْلاَ لَقَد جَلَسا
هَذَا السُّنُوسِي وَهَذَا الأَلْمِعي الدَّنفُ
وَبَعْدَ صَفَّيْن أَوْ صَفٍّ كَمَا ذَكَرُوا
قَامَ الْحُصَيِّنُ لِلأَفْكارِ يَقْتَطِفُ
وَالْحَافِظَانِ : عَلِيٌّ نَطَّ مُبْتَعِداً
عَنْهُ أَخُوهُ أَبُو عَفَّانَ يَزْدَلِفُ
وَابْنَانِ: إِبْنُ خَمِيسٍ فِي دَفَاتِرِهِ
يُرَاجِعُ الشِّعْرَ نَبْطِيًّا لَهُ يَصِفُ
بِجنْبِهِ إِبْنُ إدْرِيسٍ يُزَاحِمُهُ
بِالشِّعْرِ حُرًّا وَمَنْثُوراً فَهَلْ أَصِفُ؟
فَقَالَ: كَلا فَإِنِّي مُبْصِرٌ حَمَداً
الْجَاسِرَ الْبَاحِثَ التَّارِيخَ يَنْتَصِفُ
أَبُو نَبِيهٍ لَهُ فِي كُلِّ ثَانِيَةٍ
مُبَصْبِصٌ وَمِنَ الآثَارِ يَغْتَرِفُ
كِفَايا مَنْ قَدْ ذَكَرْنَا مِنْ عَجَائِزِنَا
هَاتِ الشَّبَابَ الَّذِي مَا فِيهِ مُعْتَسِفُ
إنَّ الشَّبَابَ لنا ذِكْرَى إِلَيْه رَنَا
فِي حَارَةِ الْبَابِ قَلْبِي حَيْثُ يَزْدَهِفُ !!
* * *
فَقُلْتُ: عَبْدُ الْيَمَاني بَيْنَ كَوْكَبَةٍ
مِنَ الدَّكَاتِرَةِ الشُّبَّانِ مُؤْتَلِفُ
هُمُو الشَّبَابُ بِنَا وَلّى فَنَحنُ بِهِمْ
نَعِيشُ فِي لَفْتَةِ التَّارِيخِ يَنْعَطِفُ
زَيَّانُهُمْ وَأَبُو رُكْبَا وَجَنْبَهُمَا
بَاجُودَةٍ وَكَثِيْرٌ كُلُّهُمْ نَجِفُ
مِنْ الْمُبَارِكِ لِلسَّاسِي لِغَيْرِهِمَا
مِمَّنْ عَرَفْتُ وَمِمَّنْ سَوْفَ يَنْعَرِفُ
أَجَابَ: قُلْ لُهُمو عَنِّي وَقَدْ جُمِعُوا
كَالْعِقْدِ مِنْ لُؤلُؤٍ مَا بَيْنَهُ خَزَفُ
أَنْتُمْ لَنَا الأَمَلُ الْمَنْشُودُ مِنْ غَدِكُمْ
فِي يَوْمِنَا الْيَوْمُ.. لاَ بُكْرَا فَلاَ تَقِفُوا
سِيرُوا فَأَنْتُمْ وِلاَدِي كُلُّكُمْ فَبِكُمْ
طَبْعاً كَمَا قُلْتُ مِنْكُمْ تُؤْكَلُ الْكتِفُ !!
* * *
يَا أَيُّهَا الْحَفْلُ وَالآدابُ تَجْمَعُهُ
وَالشِّعْرُ والنَقْدُ والأَبْحَاثُ وَالْتُّحَفُ
قَامَتْ بِفِكْرَتِهِ لِلْفَنِّ جَامِعَةٌ
عَبْدُ الْعَزِيزِ لَهَا مِنْ إِسْمِهِ شَرَفُ
هذِي مُبَاسَطَةٌ بِألْفَنِّ أُرْسِلُهَا
قَدْ كَنْدَشَتْهَا لَنَا الأَلْفَاظُ والطُّرَفُ
سَجَّلْتُهَا كَيْ أُحَيِّي بَيْنَنَا رَجُلاً
قَدْ عَاشَ فِي الِبَرْدِ بِالأَشْعَارِ يَلْتَحِفُ
بَقِيَّةُ النَّاسِ فِينَا فِيهِ قَدْ نَظَرَتْ
عُيُونُنَا مَاضِياً والْدَّمْعُ مُنْذَرِفُ
فَكَرِّمُوهُ فَمَا أَحْلَى الْجَدِيدَ بِنَا
مُكَرِّماً لِقَدِيمٍ مِنْهُ نَغْتَرِفُ
وَقَلِّدُوهُ مِدَلْيَاءً مُعَلَّقَةً
بِالْحَلْقِ مِثْلَ الْمَشَا اللَّه حَبْلُهَا سَعَفُ
فَإِنَّهُ فِي حُرُوفِ الشِّعْرِ نَقْرَؤُهَا
فِي يَائِهِ الْيَوِمَ مِنَّا بَيْنَنَا: الأَلِفُ !!
جدة 2 ربيع أول 1394
 
طباعة

تعليق

 القراءات :767  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 87 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج