| .. فَأَنِيبِي للَّهِ.. أَيَّتُهَا النَّفْسُ.. زَهَاهَا.. مِنْ نَفْسِهَا مَا زَهَاهَا
(1)
|
| فِي حَيَاةٍ.. تَعَاجَمَ الْفِكْرُ فِيهَا |
| بَيْنَ أجْسَادِهَا.. لَقَى.. مَا عَنَاهَا |
| قِيسَ فِيهَا الإنْسَانُ: طُولاً وَعَرْضاً |
| بِعُرُوضٍ.. تَنَوَّعَتُ أَشْبَاهَا |
| قَدْ تَلاَقَتْ فِي جِرْمِهِ الْوَاحِدِ الضَّرْبِ.. ضُرُوباً.. تَعَدَّدَتْ أَشْبَاهَا |
| نَصَّهَا الْعَصْرُ.. لِلْمِثَالِ عَلَى الْعصْرِ.. مِلاَكاً مُجَسِّداً مَعْنَاهَا |
| عَرَضاً قَاتِلاً.. تَطَاحَنَ فِيها |
| زَائِلاً.. كُلُّ مَنْ جَرَى مَجْرَاهَا |
| أَيْنَ حَظُّ الأَرْوَاحِ مِنْهُ؟ هَبَاءً قَدْ ذَرَتْهُ الأَرْيَاحُ.. أوْ هُوجَاهَا |
| * * * |
| فَأَفِيِئي للَّهِ.. أَيَّتُهَا النَّفْسُ.. لَهَاهَا.. فِي عَصْرِهَا.. مَا لَهَاهَا
(2)
|
| وَتَمَادَى شَيْطَانُهَا.. مَا تَحَامَتْهُ مَدَى الْعمْرِ.. غَاوِياً.. أَغْوَاهَا |
| خَسَّ قَدْرُ الأَرْوَاحِ.. أَبْهَظَهَا الأَمْرُ.. فَنَاءَتْ.. واسْتَسْلَمَتْ لِقَضَاهَا |
| غَيْرَ رُوحٍ أَبيَّةِ الْفِكْرِ.. بالفِكْرِ أَنَافَتْ.. وَاسْتَمْسَكَتْ بِبَقَاهَا |
| بَيْنَ كَهْفٍ مِنَ الْمَعَانِي تَوَارَى |
| لَمْ تَرَ النُّورَ شَمْسُهُ فِي ضُحَاهَا |
| فِي طُيُوفٍ مِنَ الْخَيَالاَتِ حَامَتْ |
| حَيْثُ طَالَتْ.. لاَ يَنْتَهِي مَرْآهَا |
| تَتَبَدَّى غَرِيبَةً.. إِنْ تَجَلَّتْ |
| أَوْ أَطَلَّتْ.. مَفْتَونَةً بِرُؤَاهَا
(3)
|
| وَسْطَ دُنْيَا مَجْنُونَةٍ.. ضَاعَ فِيهَا قَدَرُ الْحَيِّ.. مَا خَطَا بِخُطَاهَا |
| أَنْكَرَتْ قِيمَةَ الْمَعَانِي.. وَهَامَتْ |
| بِالْمَرَائِي.. تَلَمَّسَتْهَا يَدَاهَا |
| قَدْ تَعَرَّتْ.. فَلاَ خِبيءَ سَبَاهَا |
| وَتَهَرَّتْ.. فَلاَ خَيَالَ اسْتَبَاهَا |
| * * * |
| .. إنَّهُ الْعَصْرُ.. سَائِداً فِي حَيَاةٍ |
| أسْلَمَتْهُ قَيادَهَا وَقُوَاهَا |
| أَنْتِ يَا نَفْسُ بَيْنَهَا.. كَلَقيط |
| كَسَجِينٍ.. فِي كَهْفِهِ.. يَتَلاَهَى |
| هُمُّكِ الشِّعْرُ.. وَالْمَعَانِي خيَالاً |
| وَجَمَالاً.. فِي صَبْوَةٍ.. أَزْهَاهَا |
| كَغَرِيبٍ.. عَنْ كَوْنِهِ عَاش فِيهِ |
| كَغُرَابِ يَنْعَى الطُّلُولَ.. بَكَاهَا |
| * * * |