| .. أُيُّهَا الْمُزْدَهِي الْجَزِيرَةَ فِي الْيَوْمِ.. كَأَمْسٍ.. بِمَا أثَارَ جَوَاهَا
(1)
|
| .. أُيُّهَا الْعَائِدُ الْمُعِيدُ إلَيْهَا |
| صَوْتَهَا.. روُحَهَا.. رَقِيقَ نِدَاهَا |
| بَعْدَ أَنْ مَلَّ غُرْبَةً مَزَّقَتْهَا |
| مَزَّقَتْهُ شَوْقاً إلَى رُؤْيَاهَا |
| .. أيُّهَا الشِّعْرُ.. صَادِياً.. قَد تَلاَقَى بِصَدِيٍّ حَوْلَ الْمَنَاهِلِ تَاهَا |
| قُلْ لأطْيَارِهَا تُغَنيِّ بِمَا شَاءَ لَهَا يَوْمُهَا.. وَقَدْ أَغْنَاها |
| فَلَدَى رَوْضِهَا.. وَبِالْغُصْنِ لاَ زَالَ مَكَانٌ بَاقٍ لَهَا لِغِنَاهَا
(2)
|
| قُلْ لأَوْتَارِهَا تَرِنُّ بِأَنْغَامِ هَوَأهَا : حِجَازِهَا.. وَصَبَاهَا
(3)
|
| وَبِأْرْجَازِهَا مِنَ ((السَّامِرِ)) الْمُطْرِبِ.. أصْبَى سُهُولَهَا.. وَرُبَاهَا |
| خَلِّ عُشَّاقَهَا يَبُوحُوا.. وَيَشْكُونَ جَوَاهُم.. فَقَدْ صَبَتْ لَجَواهَا |
| وَبِليْلِ الْهَوَى عَفِيفاً.. يَزُفُّونَ إلِيْهَا فِي السَّمْع.. آهاً.. فآهَا |
| وَسْطَ رَوْضَاتِهَا.. مَسِيلاً تَجَارى |
| رَائِقَ الْمَوْجِ ضاحِكاً يَتَلاَهَى |
| قَدْ تَلاَغَتْ مَا بَيْنَه وَشْوَشَاتٍ |
| رَجَّعَتْهَا أَمْوَاهُهُ.. وَحَصَاهَا |
| تَحْتَ أشْجَارِهَا.. تَمَايَلَ غُصْنٌ |
| نَحْوَ غُصْنٍ.. تَبَادَلاَ نَجْوَاهَا |
| حَوْلَ رَيْحَانَةٍ تَضُوعُ.. وَزَهْرٍ يَتَنَدَّى.. وَوَرْدَةٍ تَتَبَاهَى |
| بَيْنَ طَيْرٍ مُغَرَّدٍ.. وَغَزَالٍ |
| أتْلَعَ الْجِيدَ.. نَافِراً.. حَيَّاهَا |
| * * * |
| إنَّهُ الشِّعْرُ للْجَزِيرَةِ.. فِي الأَمْسِ |
| كَمَا الْيَوْم.. فِي غَدٍ : مَهْوَاهَا |
| * * * |
| خَافِقاً.. كالْجَنَاحِ مِنْهَا.. وَهَلْ تَخْفِقُ طَيْرٌ.. دُونَ الْجَنَأحِ رَهَاها |