إِنَّها أمَّةُ الْمَشَاعِرِ وَالشِّعْرِ.. تَرَوَّتْ مِنْ نَبْعِهِ.. قَدْ رَوَاهَا |
مُنْذُ أنْ كَانَتِ الْقَبَائِلُ تُحْيي |
عِيدَ مِيلاَدِ شَاعِرٍ فِي حِمَاهَا |
فَهْوَ مِنْهَا لِسَانُهَا امْتَدَّ فَخْراً وَثَنَاءً.. أَو ذَمَّ مَنْ عَادَاهَا |
إنَّهُ فِي الْجَزِيرَةِ الأَمْسَ.. كَالْيَوْمِ.. رِيَاضٌ غَنَّتْ بِهَا شُعَرَاهَا
(1)
|
مَا جَفَاهُ إِسْلامُهَا جَفْوَةَ الْكُرْهِ.. لَقَدْ بَدَّلَ الْكِتَابُ لُغَاهَا |
بَلْ حَبَاهُ مِنْ جَانِبِ الْفَضْلِ فَضْلاً فَهْو مِنْهَا.. عَلَى الْمَدَى.. أَصْغَراهَا |
فَعَلَى رَجْزِهِ الرَّشِيقِ تَهَادَتْ |
خَطَوَاتٌ رَشِيقَةٌ فِي خُطَاهَا
(2)
|
هَازِجَاتٍ ((لاَ عَيْشَ مَهْمَا تَسَامَى |
غَيْرُ عَيْشِ الأُخْرَى)) وَمَا أَسْمَاهَا |
يَوْمَ يَبْنُونَ مَسْجِداً.. شَعَّ نُوراً |
بِزُنُودٍ.. فِي الْخَيْرِ.. مَا أَقْوَاهَا |
رَاجِزَاتٍ بِمَنْ سَمَاهُ نَبِيُّ اللَّهِ.. عَمْراً.. بَعْدَ ((الْجُعَيْلِ)) قَلاَهَا
(3)
|
يَوْمَ قَامُوا بِالْحَفْرِ لِلْخَنَدَقِ الضَّخْمِ.. تَنَأهَى سَلْمَانُ فِيهِ.. انْتِبَاهَا |
* * * |
وَعَلَى الْمِنْبَرِ الْمُضِيءِ بِهِ الشِّعْرُ.. كَرِيماً.. أَغْلاَهُ دِينُ هُدَاهَا
(4)
|
نُصَّ حَسَّان ذَائِداً.. حَاوَلَ الشِّعْرَ بِشِعْرٍ أَصْغَتْ لَهُ أُذُنَاهَا |
ذَبَّ فِيهِ عَنِ النَّبِيِّ مَنَاراً |
وَعَنِ الدِّينِ والشَّرِيعَةِ : جَاهَا |
قَالَ كَعْبٌ ((بَانَتْ سُعَادُ)) فَأَزْجَى |
بَيْنَهَا لِلرَّسُولِ أَحْلَى ثَنَاهَا
(5)
|
فَحَبَاهُ الرَّسُولُ بُرْدَةَ فَخْرٍ |
لَمْ يَزَلْ قَلْبُ تُرْكِيَا مَثْوَاهَا |
لَيْتَ أَعشَى مَنْفُوحَةٍ وَاصَلَ الدَّرَبَ لِسَاحِ النَّبِيِّ.. حِينَ طَوَاهَا
(6)
|
فَلَقَدْ صَاغَهَا فَرِيدَةَ فَنٍّ |
وَهْوَ صَنَّاجُ قَوْمِهَا.. أَعْشَاهَا |
فَأَقَامَتْ لَهُ قُرَيْشٌ عَلَى الدرَّبِ فَدَتْهَا بِمَا اسْتَاطَاعَتْ يَدَاهَا |
عَوَّقْتْهُ.. مَا عَوَّقَتْهَا.. فَقَدْ ذَاعَ لَدَى النَّاسِ ذِكْرُهَا.. وَسُمَاهَا |
حِينَ آلَى.. ألاَّ يُرِيحُ الْمَطَايَا |
أَوْ تُلاَقِي ((مُحَمَّداً)) فِي حَفَاهَا |