| أَيُّهَا الْهَائِمُ الْمُطَوِّفُ فِي الْكَوْنِ.. |
| وَبِالنَّفْسِ صابِراً فِي نَوَاهَا |
| أَيُّهَا الْحَالِمُ الْمُرَفْرِفُ بِالشِّعْرِ.. خَيَالاً.. رِسَالَةً.. أَدَّاهَا |
| إنَ لِلشِّعْرِ أَنْ يُؤُوبَ لأَهْلِيه.. مُعِيداً إِلَى الْقٌلٌوبِ هَوَاهَا |
| وَحَبِيباً إلَى النُّفُوسِ تَرَجَّتْهُ.. حَبِيباً.. فِي شَجْوِهَا.. وشَجَاهَا
(1)
|
| عَايَشَتْهُ.. مَدَى الْحَيَاةِ.. وَمَاشَتْهُ.. لَدَى بِأْسِهَا.. وَفِي سَرَّاهَا |
| مُذْ تَغَنَّتْ بِهِ الْجَزِيرَةُ.. مُذْ كَانَ.. وَكَانَا طِفْلَيْنِ.. فِي دُنْيَاهَا |
| مُسْتَمِدًّا مِنْهَا الْمَشَاعِرَ نَبْضاً |
| وَحَيَاةً مُطِيلَةً مَسْرَاهَا |
| فَلَقَدْ نَصَّهُ الْحُدَاءُ.. تَسَامَى |
| وَتَنَأهَى.. شِعْراً.. فَكَانَ حُدَاهَا |
| فَعَلَى وَقْعِهِ الْقَوافِلُ سَارَتْ |
| طُولَ لَيْلٍ سَارٍ.. عَلَى قَمْرَاهَا |
| هَاطِعَاتِ الرِّقَابِ.. بِالسَّمْعِ مَدَّتْ |
| بِتَرَانِيمِهِ.. حثِيثَ خُطَاهَا |
| خَضَّهَا.. واسْتَخَفَّها.. طِيلَة الْعُمْرِ.. فَفِي مَسْمَعِ الزَّمَانِ حَدَاهَا |
| فِي النَّوَادي.. مَحَافِلاً وَاجَهَ الْفِكْرُ بِهِ الْفِكْرَ صَائِلاً.. تَيَّاهَا |
| في عكاظ ندي المجنّة كبرى |
| وبصغري الأسواقِ في منتداها |
| إِنَّهُ رُوحُها الأَصِيلُ شِعَاراً مَازَهَا.. فِي الْوُجُودِ.. عَمَّا سَواهَا
(2)
|
| مَا جَفَتْهُ يَوْماً عَلَى الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ.. عَلَيْهَا تَوَالَيَا.. مَا جَفَاهَا |
| أَفَتَنْسَاهُ فِي ضُحَى يَوْمِهَا الأَنْوَرِ هَذا.. وَقَدْ تَنَاهَى رَخَاهَا؟ |
| رَغْمَ عَصْرٍ بِهِ الْحَضَارَةُ أَهْدَتْهُ بَديلاً.. شَتِيتُهُ أَغْنَاهَا |
| مَسْرَحاً.. سِينَما.. وَمِذْيَاعَ صَوْتٍ أَوْ مَرَاءٍ.. تِلْفَازُهَا قَدْ جَلاَهَا |
| لاَ تَقُلْ لِي هَذَا !! فَبِالشِّعْرِ.. تَغَنَّى رَبِيبُهَا.. وَفتَاهَا |