.. أُيُّهَا الصَّائِغُ الْجَزِيرَةَ عِقْداً |
مِنْ حُرُوفٍ.. تَلأْلأَتْ مَعَناهَا
(1)
|
لَيْتَ هَذَا الْيَرَاعَ.. حِينَ تَصَدَّى |
قَدْ تَحَدَّى الأَنْدَادَ وَالأَشْبَاهَا |
فَابْتَدا بِالْفَرِيدِ.. لاَ يَتَلاَهَى |
وَانْتَهَى بِالْجَدِيدِ.. لاَ يَتَنَاهَى |
إِنَّهُ دُونَ مَا أَرَدْنَا لَهَا الْيَوْمَ.. فَهَلاَّ أَعَدْتَ صَوْغَ حُلاَهَا؟ |
فَأَجَابَ الْيَرَاعُ: إِنِّيَ رَهْنٌ |
لِيَدٍ هَزَّهَا ارْتِعَاشُ ضَنَاهَا |
لِفُؤَادٍ مُمَزَّقٍ.. فِي حَيَاةٍ آدَهَا.. هَدَّهَا عَمِيقُ أَسَاهَا |
تَتَرَاءَى بِهَا الْمَشَاعِرُ غَرْقَى |
بَيْنَ آرابِهَا.. وَوَسْطَ رُؤَاهَا |
يَتَحدَّى بِهَا الشَّبَاب فَتِيُّ الرُّوحِ |
دُنْيَا تَرَادَفَتْ أَمْدَاهَا |
نَهْبَ كَوْنٍ مِنَ الأَحَاسِيسِ أَغْلَتْ |
كُلَّ ذِي إِرْبَةٍ.. مَتَى أَغْلاَهَا |
نَصَّهَا الْفِكْرُ.. حَسْبُهُ الرَّأيُ حُرًّا فِي حَيَاةٍ.. مَا مَلَّهَا.. مَا جَفَاهَا |
قَدْ تَصَدَّى بِالْحِسِّ.. لَنْ يُهْزَمَ الْحِسُّ.. لَدَيْهَا.. مُجَدِّداً مَعْنَاهَا |
مُنْذُ أَنْ فَكَّ أَسْرَهَا مِنْ قُيُودٍ |
أَوْ وُجُودٍ قَدْ حَلَّ فِيهِ عُرَاهَا |
لَيْتَنِي.. لَيْتَهَا.. كَمَا نَحْنُ نَمْضِي أَوْ نَرَى.. فِي قَضَائِهَا.. مُنْتَهَاهَا
(2)
|
أَيُّهَا الْعَابِرُ الْجَزِيرَةَ.. دَرْباً |
وَقَرَاراً.. وَبُغْيَةً مَا سَلاَهَا
(3)
|
أَيُّهَا الْمُجْمِلُ الْحَدِيثَ عَنِ الدَّرْبِ.. طَوِيلاً فِي سَيْرِهَا فِي سُرَاهَا |
هَلْ نَسِيتَ الأَعْلامَ فِيهَا رِجَالاً |
وَنِسَاءً مِنْ فُضْلَيَاتِ نِسَاهَا؟ |
أَشْرَقُوا فِي الذُّرَى.. وَأَشْرَقْنَ فِي القلْبِ سَوَاءً.. فَكُلُّهُمْ أَبْنَاهَا
(4)
|
أَنَسِيتَ الْمَواقِفَ الَّتي قَدْ تَسَامَتْ |
صَانِعَاتٍ تَارِيخَهَا.. أَسْمَاهَا؟ |
قَالَ: حَسْبِي جَهْدُ الْمُقِلِّ.. وَلَكِنْ |
رُبَّمَا حَاوَلَ الْمُقِلُّ.. وَرَاهَى |
فِي مَدَى كَرِّةِ الزِّمَانِ.. إذَا مَا |
سَالَمَتْ فَرَّةُ الزَّمَانِ فَتَاهَا |
قَالَهَا قَائِلٌ.. أَجَابَتْهُ نَفْسٌ نَابَ عَنْهَا.. فِي السَّمْعِ.. رَجْعُ صَدَاهَا |
مُذْ تَعَالَتْ.. تَدَثَّرَتْ بِرُؤَاها |
فِي حَيَاءٍ.. وَرَفْرَفَتْ بِسَمَاهَا |
* * * |