الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

سَيِّدَةُ الْفِدَاءُ..

أَيُّهَا الْمُجْتَلي الْمَوَاقِفَ خَطْباً عَزَّ.. مِنْهُ.. فِيهَا جَمِيلُ عَزَاهَا ⁽¹⁾

سِرْ.. تَخَطَّ الصُّفُوفَ واخلُصْ إلِيْهِ

مِثْلَ بَدْرٍ بَيْنَ الدَراري احتْبَاهَا

تَجِدِ الصَّحْبَ كَالأَسَاوِرِ حَاطَتْ

مِعْصَماً أَكْسَبَ الْحُليَّ حَلاَهَا

حَلَّقُوا.. تَرَّسُوا حَوَالَيْهِ.. بألأَنْفُسِ تَفْدِي أَغْلَى الْمُنَى مِنْ مُنَاهَا

في الْتِفَافٍ.. لَهُ الرِّجَالُ تَنَادَتْ

فَتَوَالَتْ.. قَدْ جلَّ صَوْتُ نِدَاهَا

في اكْتِنَافٍ.. بِهِ نَسِيبَةُ أَعْلَتْ

سَيِّدَاتِ الإِسْلاَم: قَدْراً.. وَجَاهَا

في افْتِدَاءٍ.. تَفَرَّدَتْ فِيهِ مَعْنَىً

سَامِقاً.. عَالِياً.. أَعَزَّ فِدَاهَا

خَرَجَتْ لِلصُّفُوفِ.. تَسْقِي وَتَرْوِي

خَلْفَهَا.. كُلَّ ظَامِئٍ.. مِنْ سِقَاهَا

وَتُدَاوِي.. بمَا أَعَدَّتْ.. جِراحاً

شَفِيَتْ.. مِنْ ضِمَادِهَا.. جَرْحَاهَا

فَإِذَا الأُمُّ وَالْقَرِينُ سَوَاءً

في التَلاَقي.. تَلاَهُمَا إِبْنَاهَا

قَدْ أَحَاطُوا الرَّسُولَ فِيمَنْ أَحَاطُوهُ.. فَأَعْلَوَا فَوْقَ السِّمَاكِ الْجِبَاهَا

سَاءَلَتْهُ.. في الْخُلْدِ.. رُفْقَةَ أهْلٍ.. فَدَعَا اللَّهَ.. أنْ يُجِيبَ دُعَاهَا

* * *

[1]

الخطب: الأمر صغر أو عظم.. وغلب استعماله للأمر العظيم المكروه ـ الشأن العظيم وخلص: إلى المكان: وصل والدراري: الكوكب الدري: الثاقب المضيء كالدر وترَّسو مواليه: الترس ـ صفحة من الفولاذ تحمل للوقاية من السيف ونحوه ـ توقى بهم التفاف: التف عليه القوم.. تجمَّعوا وتكاتفوا اكتناف: اكتنف القوم فلاناً.. أحاطوا به تفرّد: بالأمر: كان فيه فرداً لا نظير له.. السامق: الطويل المرتفع ـ سِقَاها: السِّقَاءُ: وعاء من جلد للماء واللبن ونحوهما ـ الضماد: الخرقة أو العصابة يشد بها العضو المجروح، القرين: الزوج ـ العشير ـ السماكان كوكبان.. الرَّامح.. والأعزل ـ ما رفع به الشيء ونَسِيبةُ: هي نَسِيبة بنت كعب المازينة.. وكنيتها أم عُمَارَه.. وموقفها: ذكر سعيد بن أبي زيد الأنصاري: إن أم سعد بنت سعد بن الربيع قالت دخلت على أم عمارة.. فقلت حدثيني خبرك يوم أحد.. فقالت: خرجت أول النهار وأنا أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله. والدولة والريح للمسلمين ـ أي أن كفتهم في القتال هي الراجحة.. فلما انهزم المسلمون، انحزت إلى رسول الله فقمت أباشر القتال وأذب عنه بالسيف، وأرمي عن القوس.. حتى خلصت الجراح إلي.. وقد رأيت على عاتقها جرحاً أجوف له غور.. أي عمق ـ فقلت من أصابك بهذا؟ قالت: ابن قمئة ـ أقمأهُ الله ـ يعني أذلَّه ـ فلقد أقبل ـ حين ولَّى الناس ـ يقول: دلُّوني على محمد، فلا نجوت إن نجا ـ فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير ـ وأناس ممن ثبت مع رسول الله فضربني هذه الضربة ـ ولقد ضربته على ذلك ضربات ولكن كان عليه درعان ـ ويروي ابنها عبد الله: حين نظر النبي لجرح أمي على عاتقها قال: اعصب جرحها بارك الله عليكم أهل بيت كريم فقالت: ادع الله أن نرافقك في الجنة ـ قال: اللَّهم اجعلهم رفقائي في الجنة ـ فقالت: ما أبالي يا أحبائي من الدنيا ـ.