أَيُّهَا الآلِفُ الْمَنَاهِلَ.. قَدْ طَابَ لَدَيْهَا نَفْساً.. يَطِيبُ سُرَاهَا
(1)
|
قِفْ.. تَأَمَّلْ مُلاَصِقاً مَا تَوالَى |
مِنْ يَنَابِيعِهَا.. وَسَحِّ سَمَاهَا
(2)
|
واصْطَبِرْ.. ذَاكِراً مَوَاقِفَ رَازَتْهُ.. أَطَالَتْ في أزْهَا.. بَلْوَاهَا
(3)
|
قِفْ.. تَذَكَّرْ قُبَيْسَ.. وَالجَهْرَ بِالدَّعْوَةِ فِيهِ وَمَنْ جَفَا.. فَجَفَاهَا
(4)
|
وَصُنُوفُ الأَذَى.. وَمَجْلَبَةَ الضيِّقِ.. وَفَقْدَ الأَنْصَارِ.. غَالٍ حِمَاهَا |
وَاصْطِبَارَ النَّفْسِ الْقَوِيَّةِ باللَّهِ.. وَصَبْرَ الْقَوِيِّ.. كَيْفَ تَنَاهَى |
عِنْدَمَا قَالَ.. رَاسِخَ الْعَزْمِ لِلَعمِّ.. وَقَدْ لاَحَقَتْ قُرَيْشُ هَوَاهَا
(5)
|
لَسْتُ أَرْضَى بِالشَّمْسِ لَوْ وَضَعُوهَا |
في يَمِيني.. مَزْهُوَّةً بِضِيَاهَا |
أَوْ لِيُسْرَايَ.. تَحْمِلُ الْقَمَرَ السَّاطِعَ.. كَلاَّ.. مَهْمَا غَلاَ إغْرَاهَا |
لَسْتُ.. يَا عَمِّ.. تَارِكاً دَعْوَةَ الْحَقِّ.. سَتَعْلُو.. أَوْ أَنْ أَمُوتَ فِدَاهَا |
وَتَوَّلى.. مُسْتَعْبِراً.. تَمْسَحُ الدَّمْعَةَ مِنْهُ.. نَفْسٌ صَفَتْ كَصَفَاهَا |
فَانْثَنى الشَّيْخُ حَانِياً.. أَجَّتِ النَّخْوَةُ فِيهِ.. آبَاؤُهُ آبَاهَا |
قَائِلاً.. في إبَاهُ.. يا بن شَقِيقي عُدْ.. وَأَقْبِلْ.. وَلاَ تَخَفْ إكْراهَا |
سِرْ عَلَى دَرْبِكَ السَّوِيِّ.. وَقُلْهَا |
مِثْلَمَا شِئْتَهَا.. كَمَا تَرْضَاهَا |
فَلَعَمْرِي لَنْ أُسْلِمَنَّكَ.. عُمْرِي |
أَوْ تُلاَقي نَفْسي.. فِدَاكَ.. فَنَاهَا |
لَيْتَهُ.. لَيْتَهُ.. وَقَدْ طَمِعَ الآمِلُ فِيهِ.. في حينَها.. لَبَّاهَا
(6)
|
دَعْوَةً.. قَدْ رَجَتْهُ في آخِرِ الْعُمْرِ.. فَوَلَّى مُسْتَكْبراً.. أَوَّاهَا |
فَلَقَدْ عَاشَ آبِياً.. وَرَفِيقاً |
بِأبِيٍّ.. عَافَ الدُّنَى وَغِنَاهَا |