أَيُّهَا الرَّاشِفُ الْمَنَاهِلَ.. قَدْ طَالَ ظَمَأهُ لِلْعَبِّ مِنْ رَيَّاهَا
(1)
|
قِفْ لَدَيْهَا مَنَابِعاً زَفَّهَا الْفَجْرُ مُلِيحاً لِدَفْقِهَا.. لِرُوَاهَا |
وَاتْلُ مَا شِئْتَ.. مَا رَأَيْتَ عَلَى الدَّرْبِ طَوِيلاً مُسْتَذْكِراً مَرْآهَا |
وَتَذّكَّرْ حِرَاءَ.. وَالْخَلْوَةَ الْحُلْوَةَ فِيهِ.. أَحَبَّهَا.. وَاصْطَفَاهَا |
وَاذْكُرِ الْوَحْيَ مَطْلَعَ النُّورِ قَدْ ضَاءَ ((بإِقْرَأْ)) في هَدْيِهَا.. وَهُدَاهَا |
حِينَمَا جَاءَهُ الْمُبَشِّرُ جِبْريِلُ بِأَسْمَى فَوَاتِحٍ.. قَدْ تَلاَهَا |
غَطَّهُ.. غَطَّهُ.. وَأَرْسَلَهُ الرُّوحُ.. |
فَأَصْغَى مُسْتَبْشِراً.. يَقْرَاهَا |
وَانْتَهَى قَافِلاً.. فَنَادَاهُ جِبْرِيلُ |
نِدَاءَ السَّمَاءِ.. في عَلْيَاهَا
(2)
|
قَائِلاً: أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ لِلنَّاسِ |
رَسُولُ الرَّحْمَانِ جَلَّ إِلهَا |
فَتَحَرَّى مَكَانَهُ.. حَيْثُ وَافَاهُ رَسُولٌ.. لَمْ يُبْطِ.. لَمْ يَتَلاَهَى |
بَعَثَتْهُ خَدِيجَةٌ رَبَّةُ الْبَيْتِ: |
حَنَاناً.. وَرِقَّةً.. أَغْلَيَاهَا |
فَأَتَاهَا.. يُزْجِي الْبِشَارَةَ.. يَرْوي خَافِقَ الْقَلْبِ.. جَهْرَهَا.. وَخَفَاهَا |
فَأَصَاخَتْ إلَيْهِ بِالسَّمْعِ رُوحاً |
رَائِقَ الْحِسِّ.. ذَائِباً في صَفَاهَا |
ثُمَّ آبَتْ مِنِ ابْنِ نَوْفَلَ.. تَرْوِي |
نَصَّ نَامُوسِهِ الَّذِي زَكَّاهَا
(3)
|