شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
التَّضَامُنُ الإسْلاَمِيّ
فَمَعَ اللَّيْلِ طَاخِياً.. مَدَّهُ الأُفْقُ اسْتَسَرَّتْ نُجُومُهُ.. وَضِيَاهَا
رَفَعَتْ طَرْفَهَا الْجَزِيرَةُ.. تَرْنُو
لِبَعِيدٍ عَنْ أُفُقِهَا.. عَنْ مَدَاهَا
يَتَنَادَى إسْلاَمُهَا.. يَرْمُقُ الإِخْوَةَ..
أيًّا كَانُوا.. وَكَانَتْ لُغَاهَا
وَمَعَ الْخَطْبِ صَاعِقاً أذْهَلَ الأَنْفُسَ عَنْ هَدْيِهَا.. وَسِرِّ هُدَاهَا
قَدْ غَدَا الْمُسْلِمُونَ مِنْهُ حَيارَى
في شَتَاتٍ.. في فُرْقَةٍ تَتَنَاهَى
وَمَضَتْ كَالشِّهَابِ في سَاحَةِ الفَيْصَلِ.. لّبَّى إيمَاضَهَا.. وَمَضَاهَا
تِلْكَ كَانَتْ في يَوْمِهَا الأَشْهَبِ
الأَصْعَبِ ذِكْرَى لِمَنْ يَرَى ذِكْرَاهَا
دَعْوَةُ الْحَقِّ قَدْ أحَاطَ بِهِ الْبَاطِلُ.. كَيْداً.. شَتِيتُهُ أوْهاهَا
فَزَهَتْ فِكْرَةً.. وَمَعْنىً.. وُروحاً
صَاغَهَا رُوحُ فَيْصَلٍ.. وَجَلاَهَا
مُذْ دَعَا دَعْوَةَ التَّضامُنِ لِلَّيْلِ:
ضِيَاءً.. لِلْمُسْلِمِينَ: انْتِقَاهَا (1)
جَائِلاً.. طَائِراً مَعَ الرِّيحِ.. في الْجَوِّ تَلاَقَتْ عَلْيَاهُ في عَلْيَاهَا
في دِيَارٍ الإِسْلاَمِ شَرْقاً وَغَرْباً
جَابَ أقْطَارَهَا.. وَعَبَّى قُوَاهَا (2)
* * *
قُلْ لِمَنْ لَمْ تَصْعَدْ بِهِ رِحْلَةُ الخَيْرِ إلَى الخَيْرِ.. سَاعِياً بِخُطَاهَا
بَعْضُ آياتِهَا تَوَالَتْ مَعَ الْفَضْلِ بفَضْلٍ: أَنْ أَحْبَطَتْ أَعْدَاهَا
أَنْ تَوَالَتْ أَثْمارُهَا.. تَتَدَانَى
في قِطَافٍ حَانَتْ.. فَحانَ جَنَاهَا
أنْ تَجَلَّى الإِسْلاَمُ.. هَزَّ قُلُوباً
تَتَلاَقَى.. في هَدْيِهِ.. بِهُدَاهَا
فَبِأَفْرِيقيَا.. مَدىً.. تَتَقَلَّى
وَسْطَ نَارِ التَّبْشِيرِ.. طَالَتْ لَظَاهَا
بَاءَتِ الأَنْفُسُ الكَرِيمَةُ.. فَاءَتْ
بَيْنَ بَرْدِ الرِّضا وَفَيْءِ رِضَاهَا (3)
إنَّ جَمْبُو قَابُونَ إذْ أَسْلَمَ الْيَوْمَ.. رَئِيساً مَا تَاهَ قَدْراً وَجَاهَا
مُسْتَجِيباً.. لرَهْطِهِ لِهُدَى الدِّينِ
ارْتَضَوْهَا عُقْبى لَهُ.. فَارْتَضَاهَا
مَثَلٌ صَالِحٌ.. وَقُدْوَةُ حَقٍّ
حَيَّةُ الْمِثْلِ دُفْعَةٌ لِسواهَا
مَا زَهَتْهَا بِفَيْصَلٍ زَهْوَةُ الْفَرْدِ..
إذا مَا جَلَتْهُ يَوْماً يَدَاها
بَلْ أَضَافَتْ لِلْعَزْمِ عَزْماً جَدِيداً
فَمَضَى في الطَّرِيقِ قَدْ سوَّاهَا
مُؤْمِنَ الْقَلْبِ بالتَّضامُنِ.. بالدَّعْوَةِ أعْلَى الإِلهُ صَوْتَ نِدَاهَا
ذَائِداً عَنْ حِيَاضِهَا لاَ يُوارِي
لاَ يُدَارِي في فِتْنَةٍ سُفَهَاهَا (4)
لاَ يُبَالي بالرَّاجِمِيهَا ضَلالاً
لاَ يُمَالِي في شأْنِها مَنْ قَلاهَا
قَدْ أدَارَ الأَسْمَاعَ عَنْ غَوْغَاءٍ قَدْ تَوَلَّتْ حَسِيرَةً ضَوْضَاهَا
خَذَّلُوهُ عَنْهَا.. فَمَا خَذَلَتْهُ
حَيْثُ للَّهِ قَصْدُهَا.. وَمُنَاهَا
إِنَّهَا الْيَوْمَ في مَدَاهَا عَلَى الدَّرْبِ
طَوِيلاً.. بِأزِّهَا.. بِأَذَاهَا
وَاقِعٌ ناصِعٌ.. وَدَعْوَةُ حَقٍّ
مَا حَبَاهُ التَّارِيخُ.. مَا حَابَاهَا (5)
قَدْ أطَالاَ جِيدَيْهما فِيهِ زَهْواً
أَحْنيَا مِنْهُ لِلإِلهِ الجِباهَا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :927  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 32 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.