| فَمَعَ اللَّيْلِ طَاخِياً.. مَدَّهُ الأُفْقُ اسْتَسَرَّتْ نُجُومُهُ.. وَضِيَاهَا |
| رَفَعَتْ طَرْفَهَا الْجَزِيرَةُ.. تَرْنُو |
| لِبَعِيدٍ عَنْ أُفُقِهَا.. عَنْ مَدَاهَا |
| يَتَنَادَى إسْلاَمُهَا.. يَرْمُقُ الإِخْوَةَ.. |
| أيًّا كَانُوا.. وَكَانَتْ لُغَاهَا |
| وَمَعَ الْخَطْبِ صَاعِقاً أذْهَلَ الأَنْفُسَ عَنْ هَدْيِهَا.. وَسِرِّ هُدَاهَا |
| قَدْ غَدَا الْمُسْلِمُونَ مِنْهُ حَيارَى |
| في شَتَاتٍ.. في فُرْقَةٍ تَتَنَاهَى |
| وَمَضَتْ كَالشِّهَابِ في سَاحَةِ الفَيْصَلِ.. لّبَّى إيمَاضَهَا.. وَمَضَاهَا |
| تِلْكَ كَانَتْ في يَوْمِهَا الأَشْهَبِ |
| الأَصْعَبِ ذِكْرَى لِمَنْ يَرَى ذِكْرَاهَا |
| دَعْوَةُ الْحَقِّ قَدْ أحَاطَ بِهِ الْبَاطِلُ.. كَيْداً.. شَتِيتُهُ أوْهاهَا |
| فَزَهَتْ فِكْرَةً.. وَمَعْنىً.. وُروحاً |
| صَاغَهَا رُوحُ فَيْصَلٍ.. وَجَلاَهَا |
| مُذْ دَعَا دَعْوَةَ التَّضامُنِ لِلَّيْلِ: |
| ضِيَاءً.. لِلْمُسْلِمِينَ: انْتِقَاهَا
(1)
|
| جَائِلاً.. طَائِراً مَعَ الرِّيحِ.. في الْجَوِّ تَلاَقَتْ عَلْيَاهُ في عَلْيَاهَا |
| في دِيَارٍ الإِسْلاَمِ شَرْقاً وَغَرْباً |
| جَابَ أقْطَارَهَا.. وَعَبَّى قُوَاهَا
(2)
|
| * * * |
| قُلْ لِمَنْ لَمْ تَصْعَدْ بِهِ رِحْلَةُ الخَيْرِ إلَى الخَيْرِ.. سَاعِياً بِخُطَاهَا |
| بَعْضُ آياتِهَا تَوَالَتْ مَعَ الْفَضْلِ بفَضْلٍ: أَنْ أَحْبَطَتْ أَعْدَاهَا |
| أَنْ تَوَالَتْ أَثْمارُهَا.. تَتَدَانَى |
| في قِطَافٍ حَانَتْ.. فَحانَ جَنَاهَا |
| أنْ تَجَلَّى الإِسْلاَمُ.. هَزَّ قُلُوباً |
| تَتَلاَقَى.. في هَدْيِهِ.. بِهُدَاهَا |
| فَبِأَفْرِيقيَا.. مَدىً.. تَتَقَلَّى |
| وَسْطَ نَارِ التَّبْشِيرِ.. طَالَتْ لَظَاهَا |
| بَاءَتِ الأَنْفُسُ الكَرِيمَةُ.. فَاءَتْ |
| بَيْنَ بَرْدِ الرِّضا وَفَيْءِ رِضَاهَا
(3)
|
| إنَّ جَمْبُو قَابُونَ إذْ أَسْلَمَ الْيَوْمَ.. رَئِيساً مَا تَاهَ قَدْراً وَجَاهَا |
| مُسْتَجِيباً.. لرَهْطِهِ لِهُدَى الدِّينِ |
| ارْتَضَوْهَا عُقْبى لَهُ.. فَارْتَضَاهَا |
| مَثَلٌ صَالِحٌ.. وَقُدْوَةُ حَقٍّ |
| حَيَّةُ الْمِثْلِ دُفْعَةٌ لِسواهَا |
| مَا زَهَتْهَا بِفَيْصَلٍ زَهْوَةُ الْفَرْدِ.. |
| إذا مَا جَلَتْهُ يَوْماً يَدَاها |
| بَلْ أَضَافَتْ لِلْعَزْمِ عَزْماً جَدِيداً |
| فَمَضَى في الطَّرِيقِ قَدْ سوَّاهَا |
| مُؤْمِنَ الْقَلْبِ بالتَّضامُنِ.. بالدَّعْوَةِ أعْلَى الإِلهُ صَوْتَ نِدَاهَا |
| ذَائِداً عَنْ حِيَاضِهَا لاَ يُوارِي |
| لاَ يُدَارِي في فِتْنَةٍ سُفَهَاهَا
(4)
|
| لاَ يُبَالي بالرَّاجِمِيهَا ضَلالاً |
| لاَ يُمَالِي في شأْنِها مَنْ قَلاهَا |
| قَدْ أدَارَ الأَسْمَاعَ عَنْ غَوْغَاءٍ قَدْ تَوَلَّتْ حَسِيرَةً ضَوْضَاهَا |
| خَذَّلُوهُ عَنْهَا.. فَمَا خَذَلَتْهُ |
| حَيْثُ للَّهِ قَصْدُهَا.. وَمُنَاهَا |
| إِنَّهَا الْيَوْمَ في مَدَاهَا عَلَى الدَّرْبِ |
| طَوِيلاً.. بِأزِّهَا.. بِأَذَاهَا |
| وَاقِعٌ ناصِعٌ.. وَدَعْوَةُ حَقٍّ |
| مَا حَبَاهُ التَّارِيخُ.. مَا حَابَاهَا
(5)
|
| قَدْ أطَالاَ جِيدَيْهما فِيهِ زَهْواً |
| أَحْنيَا مِنْهُ لِلإِلهِ الجِباهَا |