الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

أُمَّةُ السَّلاَم..

إِنَّهَا أُمَّةُ السَّلاَم ارْتَضَتْهُ

هَدَفاً.. شَارَةً.. شِعاراً زَهَاهَا

قَدْ بَلاَهَا السَّلاَمُ بِالأَمْسِ.. وَالْكَوْنُ تَلَظَّى أَتُّونُهُ.. وَتَنَاهَى ⁽¹⁾

وَابْتَلاَهَا لَدَى الْمَوَاقِفِ كُبْرَى

قَدْ تَسَامَتْ مَعْنًى بِهَا مَعْنَاهَا

يَتَرَوَّى مُوَازِناً.. لاَ مُطِيلاً

بَيْنَهَا.. رَأْيَهُ.. وَبَيْنَ سِوَاهَا ⁽²⁾

فَارْتَضَاهَا لِنَفْسِهِ مُسْتعِيذاً

فِي لَظَاهُ.. مِنْ غَيْرِهَا.. وَانْتَقَاهَا

مُسْتَعِيداً مَوَاقِفَ الرُّومِ.. وَالْفُرْسِ تَوَالَتْ إزَاءَهُ.. وَإزَاهَا

فِي حُرُوبٍ بِهَا الْجَزِيرَةُ نَادَتْ

وَتَنَادَتْ لِلسِّلْمِ قَلْباً.. وَفَاهَا

فِي افْتِدَاءٍ.. فِي جِزْيَةٍ.. اَوْ بِعَفْوٍ

رَفَّ فِيهِ إِسْلاَمُهَا.. تَيَّاهَا

كُلُّ تَكْبِيرَةٍ أَرَنَّ بِهَا الصَّوْتُ جَهِيراً.. بِحِسِّهِ قَدْ وَعَاهَا

كُلُّ تَهْلِيلَةٍ يُرَدِّدُهَا الْفَجْرُ نَدِيًّا.. بِرُوحِهِ قَدْ رَعَاهَا

أَفَيَنْسَى السَّلاَمُ دَارَاتِ عِزٍّ

لَمْ يَنَلْهَا مِنَ الْحُرُوبَ بَلاَهَا..؟؟

فَاسْتَظَلَّتْ بِعِزِّهَا.. وَأَظَلَّتْ

مَنْ هَفَا صَوْبَهَا.. وَمَنْ وَالاَهَا ⁽³⁾

أفَيَنْسَى ((بِالْقُدْسِ)) آياتِ فَخْرٍ

لَمْ تَزَلْ تَعْبُرُ الْمَدَى ذِكْرَاهَا ⁽⁴⁾

بَيْنَ مَمْشَى أَحْبَارِهَا.. يَتَلاَقَى

بِمَمَاشِي ((الْفُارُوقِ)) فِي مَغْنَاهَا؟؟

عَاطِراتٍ.. فَوَّاحَةً.. يَقْتَفِي السِّلْمُ لَدَى أُمَّةِ السَّلاَمِ خُطَاها

* * *

إِنَّها أُمَّةُ السَّلاَم تَلاَقَى

فِي مُسَمَّاهُ.. إسْمُهَا.. وَسُمَاهَا

لَمْ تُفَرِّقْ مَا بَيْنَهُ.. خَارِجَ الْبَيْتِ.. طِلاَباً.. وَبَيْنَهُ فِي حِمَاهَا ⁽⁵⁾

ذَاكِراً مَوْقِفَ الرَّسُولِ بِبَدْرٍ

وَقُرَيْشاً.. إذ نَفْتَدِي أسْرَاهَا

فَاكِراً وَقْفَةَ النَّبِيِّ مِنَ الْبَيْعَةِ.. رُؤْيَا لِلْفَتْحِ جَلَّتْ رُؤَاهَا ⁽⁶⁾

شَهِدَتْ يَوْمَهَا الْحُدَيْبِيَةُ الْعَهْدَ سُطُوراً وَضَّاءَةً أَمْلاَهَا

حَقَنَتْ.. بِالرِّضَا.. الدِّماءَ طَوِيلاً

فَتَحسَّى السَّلاَمُ بَرْدَ رِضَاهَا

* * *

[1]	بلاها: اختبرها امتحنها جربها وتلظى: تلهَّب واغتاظ والأتون: موقد النار وتناهى: بلغ النهاية وابتلى الشيء: اختبره وعرفه.
[2]	روَّأ في الأمر: نظر فيه وتفكر في ظروفه وفي عواقبه بأناة وتمهل ووازن بين الشيئين: نظر أيهما أوزن أي قابل وحاذى.
[3]	هفا: مال. وذهب في أثر الشيء وصوبها: جهتها ـ والصواب ضد الخطأ ـ ويقال ((فلان مستقيم الصوب)) إذا لم يمل عن قصده يميناً أو شمالاً.
[4]	في البيت وما تلاه: إشارة لاستجابة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لطلب أحبار ووجهاء بيت المقدس لأن يكون تسليم مفتاح المدينة إليه ـ فكان كريماً بكل ما فعل وما سنّ سواء بحسن معاملتهم. أم بصلاته خارج الكنيسة لتكريس حق أهلها بها، إلى غير ذلك.
[5]	المقصود بخارج البيت: خارج الجزيرة العربية ـ أما الموقف ببدر والافتداء: فيتلخص في أن بعض كبار الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطاب كانوا يرون قتل الأسرى وعدم الاحتفاظ بهم لافتدائهم من قومه بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض كبار الصحابة ومنهم أبو بكر يرون غير ذلك وقد انتصر الرأي الأخير. مع ما نزل فيما بعد من القرآن مؤيداً ((ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة)) علماً بأنها منسوخة بقوله تعالى: فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء (محمد: 4). وفي ذلك ما فيه للسلام .
[6]	وكذلك الحال بالنسبة لبيعة الرضوان فصلح الحديبية الذي كان مقدمة بين يدي الفتح الأعظم. فتح مكة. حيث عاهد الرسول قريشاً وسخّر البدن وعاد إلى المدينة. فكأنَّ في ذلك نصراً للسلام.. إذ قبل الرسول صلى الله عليه وسلم العودة من الحديبية بعد أن جاء ومن معه محرمين بالعمرة وأبت قريش دخولهم مكة إلى آخر القصة. وحقن دمه: صانه ولم يرقه.. وتحسى: شرب الماء أو سواه شيئاً بعد شيء.