| وَمَعَ اللَّيْلِ وَالظَّلاَمِ كثِيفَيْنِ أطَلَّتْ إشْرَاقَةٌ.. بِبَهاهَا |
| فَأَلاَحَتْ بِهَا الْجَزِيرَةُ تَخْتَالُ مَلياًّ بَيْومِهَا أَزْهَاهَا |
| يَوْمَ هَبَّتْ شَيْبَانُ هَبَّةَ لَيْثٍ |
| مُشْمَخِرِّ الْعَرِينِ لَنْ تَنْسَاهَا |
| فَأَعَادَتْ إِلَى الأَكَاسِرَةِ الْعَقْلَ صَوَاباً.. مُصَحِّحَاً أخْطَاهَا |
| حِينَ صَانَتْ.. بِكَسْرِهَا أْمَرَ كِسْرى |
| حِرْزَ ((نُعْمَانِهِ)) وَأَعْلَتْ عُلاَهَا |
| وَدَعَتْ أَهْلَهَا اسْتَجَابُوا لِيَوْمٍ |
| عَرَبِيٍّ.. أَغْلَى الْوَغَى.. وَرَدَاهَا |
| فَالْتَقَتْ عِنْدَهُ الْعُرُوبَةُ.. ذَوداً |
| عَنْ حِيَاضٍ عَزَّتْ بِهَا مَغْنَاهَا |
| * * * |
| يَوْمَ ((ذِي قَارَ)) أَنْتَ رَمْزٌ لِفَخْرٍ |
| خَلَّدَتْهُ الأَيَّامُ فِي ذِكْرَاهَا
(1)
|
| فَلَقَدْ كُنْتَ لِلْجَزِيرَةِ إيمَاضَ حَيَاةٍ.. تَخْتَالُ.. في مَحْيَاها |
| مِثْلَمَا أنْتَ لِلنُّبُوَّةِ إرْهَاصُ نَبِيٍّ أهْدَاكَ عِطْر ثَنَاهَا |
| صِنْوَ ((حِلْفِ الْفُضُولِ)) طِبْتَ فَطَابَتْ فِيكُمَا.. الدَّهْرَ.. سِيرَةٌ وَصَدَاهَا |
| إِنَ حِلْفَ الْفُضُولِ مَعْنًى بِهِ الْفَرْدُ تَسَامَى جَمَاعَةً.. وَتَبَاهَى
(2)
|
| بِالمَضامِينِ.. تَرْفَعُ الْحَيْفَ.. قَدْ طَالَ مَدَاه.. ظُلاَمَةً.. وَتَناهَى |
| فَإِلَيْهِ دَعَتْ قُرَيْشُ لِدَارٍ لابْنِ جُدْعَانَ مُسِرِفاً فِي قِرَاهَا |
| وَعَلَى بَابِهَا.. وَفِيهَا تَهَادَتْ |
| خَطَوَاتُ الْمُخْتَارِ مَنْ أبْهَاهَا |
| وَالَّذِي هَشَّ لِلْكَرَامَةِ.. لِلْفِكْرَةِ.. حِلْفاً.. أَطْرَاهُ إذْ أَطْرَاهَا |
| قَائِلاً: لَوْ دُعِيتُ.. يَوْمي.. إلَى الدَّعْوَةِ هذي لَما رَفَضْتُ دُعَاهَا |
| رُبَّ فِعْلٍ بِهِ الْجَزِيرَةُ تَزْهُو |
| رَغْمَ أوْصَابهَا.. وطُوُولِ ضَنَاهَا |
| صَانَ مَا هَانَ مِنْ مَهَازِلَ رَثَّتْ بَيْنَ أَبْنَائِهَا.. بِقَلْبِ حِمَاهَا |
| * * * |