(( كلمة الأستاذ الشيخ أحمد علي المبارك ))
|
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ الأديب الشاعر السفير أحمد علي المبارك حيث قال: |
- بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين؛ وبعد: |
- فإني في غاية السعادة والحُبُور حينما طلب مني سعادة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الكريم العبيد، أن أشارك في هذه الرحلة إلى هذا الوطن العزيز، وإلى هذا الرجل الكريم الَّذي ملأ قلبي محبة له ولندواته، والَّذي نفتخر أنه من رجالنا الَّذين أشادو للأدب صَرْحاً لا يمكن إلاَّ أن يُسجَّل في التاريخ بمداد من الذهب. |
- في الحقيقة: إن هذه الندوة وهذه الاثنينية الكريمة التي أخذت تتابع الأدباء في عقر دارهم وفي بروج بعضهم، وتأتي بهم إلى هذا المكان الفسيح لتعرض على الناس فضلهم وأدبهم.. إن هذه الليلة من تلك الليالي التي أطرفنا بها هذا الرجل العظيم، وذلك لأنه ورث عن والده (رحمة الله عليه) محبة الأدب، وحيث أن والده كان يعيش في فترة كانت بعيدة كل البعد عن القدرة المالية، وحيث أن الله (سبحانه وتعالى) قد تفضل عليه بما تفضل؛ أراد أولاً - وقبل كل شيء - أن يَبُرَّ والده.. بأن يكرم أصدقاء والده في السنوات الماضية، وأن يكرم كل من اقتدى بهم في هذا المنهج الكريم. |
- المحتفى به الأستاذ عبد الرحمن العبيد هو شخصية أدبية نبيلة، وأنا أعني ما أقول عندما أقول نبيلة، فهو دائماً نبيل في كل تصرفاته وفي كل أعماله، سواء كانت إدارية بصفتي زميلاً له وعضواً للإدارة في النادي الأدبي، أو بصفته أديباً مفلقاً موفقاً في ما أنتجه من أدب. |
- وخير ما أعرضه لكم عن هذا الرجل، هو ما كتبه عنه الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين - أستاذ الدراسات الأدبية في جامعة الإمام محمد بن سعود - فقد قال في حديثه في كتابه الَّذي نشره عدة طبعات آخرها 1411هـ ما هذا نصه في كتابه: "الأدب الحديث تاريخ ودراسات" قال ما نصه: "عبد الرحمن بن عبد الكريم العبيد من الرجال الَّذين التقت في فكرهم ثقافات علوم متعددة، أثمرت في حياتهم وأقلامهم ثماراً جيدة، فخدمت العلم والمعرفة وأفادت المجتمع". |
- والناظر في مؤلفات العبيد وفي جهوده الذاتية يتبين ذلك جلياً، واستطرد الدكتور محمد بن سعد بن حسين فقال عنه: "إنه أقبل على خزائن الكتب ومجالس العلم يتزود من هذا وذاك حتى أدرك ما أدرك" وصدر له أول مؤلف وهو في الرابعة والعشرين من عمره المديد - إن شاء الله - وهو: "الأدب في الخليج العربي". |
- "ثم واصل البحث العلمي والعمل في ميادين الثقافة والمعرفة بالنشر في الصحف والمجلات والمحاضرات والندوات والأمسيات، وكان إلى جانب ذلك يواصل العمل في المجالات التي تخدم الفكر الإسلامي بوجه عام، كمثل رئاسته جمعية تحفيظ القرآن الكريم، وعضوية جمعية التاريخ في جامعة الملك سعود، مديراً لتحرير جريدة أخبار الظهران في المنطقة الشرقية، وانتهى به المطاف إلى رئاسة نادي المنطقة الشرقية الأدبي" انتهى كلام الدكتور محمد بن سعد بن حسين. |
- أيها السادة الكرام: إذا أردنا الحديث عن موسوعته الجغرافية التي تحدث عنها كثير من المؤلِّفين، والَّذي كنا ننتظر منه إبرازها بلهفة وشوق، أسركم أنها على وشك الصدور قريباً، إن هذه الموسوعة التي أتحدث الآن عنها.. موسوعة ستكون فريدة في نوعها، حيث أنه تَتبَع تلك المنطقة.. تَتَبُّع فاحص مدقق، فأورد فيها كل ما كان من الهِجَر ومن المدن القديمة والمدن الحديثة؛ وأشار إلى تعداد سكانها وإلى نوع ثقافتهم، وإلى ما وصلت إليه في التطور، وإلى قربها أو بعدها من المدن الكبيرة، مشيراً إلى ذلك عن طريق الكيلو إلاَّ إذا كان ينقل عن كتاب يصف أو يذكر المسافات بطريق الأميال، فإنه يدعه كما كان. |
- هذه الموسوعة التي هي على وشك الصدور ستسُدُّ فراغاً عظيماً، حيث أنه اتخذ فيها طريقة اللغويين الَّذين يحررون المدن عن طريق ترتيب الحروف الأبجدية، بحيث لا يشتُّ في ذكر تلك المنطقة شيء ما؛ وكذلك استعان بالدوائر والجهات الرسمية التي أمدته بما تيسَّر لها من إحصائيات كما أشرت في ذلك، إلى أنها ستكون ذات أثرٍ فعال. |
- ثم هو قد تحدث عن مدينة الجبيل منذ عهد بعيد وألَّف عنها كتاباً وقال: "الجبيل في ماضيها وحاضرها" وهذا من الوفاء لمسقط رأسه، حيث أنها كانت مسقط رأسه؛ والجبيل كما لا يخفَى عليكم مدينة من جهة القراقة، فهي مدينة يحتلُّها قبيلة آل بو عينين وهم من الرجال المعروفين بالكرم والشهامة والشجاعة، ثم بعد ذلك اختارتها حكومتنا الرشيدة فأنشأت فيها مصانع ومعامل، يستطيع المطلع عليها أن يجزم أنه لا نظير لها في أنحاء العالم كله. |
- ثم تحدث عن قبيلة العوازم، ثم ألف لنا مؤلفات تفضل الأخ في ترجمة حياته، فسرد لنا عدداً كبيراً منها، وإني أترك ما يخص ناحيته الأدبية وناحيته في الشعر إلى زملائي وإخواني الَّذين سيوفُّونها حقها. |
- بقيت نقطة واحدة، تفضل الأستاذ الأخ الكريم عبد المقصود محمد سعيد خوجه، بأن تمنى لو أن أحدنا يعرض شيئاً من تاريخ أو من فضائل أو من مزايا أدباء هذه المنطقة، فإذا كان وقتكم يتسع لذلك تحدثت ولو يسيراً.. وإلاَّ نؤجلها إلى وقت آخر؛ وأعتقد أن تأجيلها أفضل حتى لا تأخذ الوقت على الإخوان، وإن شاء الله.. إذا شئتم فأنا مستعد لو جاءت مناسبة أخرى؛ وبعد ذلك فإني أشكركم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|
|