شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ما وراء الغيوم
أيتها النجمة، يا فكرة
في خاطر الظلماء لم تحجب
الليل جلاك لنا فتنة
مبسوطة الأمداء والمطلب
للساهد المضنى وللمشتكي
وللخليّ البال والمعجب
وللذكي الفكر يغزو به
عوالم الأفكار لم يُغلب
للراصد الأفلاك في سبحها
للرائد الساري وللسارب
المدلج الهائب في صمته
والمدلج السادر لم يرهب
فقربي الغاية للراحل
واستكملي المتعة للمجتلي
يا فتنةَ دامت لمن لا يدوم
يا فتنة العائذ في سهده
من وقدة الفكر ومن حربه
الساذج الهانئ في كوخه
والمعتلي العرش على ما به
والكاعب الحسناء في خدرها
والعاشق المضنك في حبه
والناعم العيش بملذوذه
والساغب الطاوِي على كربه
الكل في الليل إذا ما سجا
الليل واستولى على لبه
يبيتُ يرعاك ومنظومه
في ليله المنثور من قلبه
وأنت لم تخبي رجا الآمل
ولن تنيلي بغية السائل
إن لم تزيدي في الضلوع الهموم
أما أنا يا نجمتي فالمنى
منك لقلي الآن أن تنطقي
قولي له من أنت؟ ماذا مضى؟
من عمركِ الغالي وماذا بقي؟
وكيف دنياكِ؟ وكيف الدنى
مرت؟ وما الحب؟ ألم تعشقي؟
وهل تغارين؟ ومن ذا الذي
يثير فيك غيرة المشفق؟
والعقل هل تدرين ما شأنه
بالقلب، لاقى ما قد لقي؟
والحب ما غايته في الألى
هاموا به، لا تخشِ لا تتقي
قولي! فما في ليلك الحافل
مصغ لنجوى قلبك الثاكل
إلا أنا وحدي وإني كتوم
هاتي حديث الحب واسترسلي
في وصفه ما شئت أو أجملي
فاهتزت النجمةُ خفاقة
وأشرقت والقلب كالمرجل
وقالتِ القولَ وما بعده
قولٌ يغذي مسمع السائل:
((إنّ حديث الحب في كوننا
تاريخُ هذا الكون لم يكمل))
((ذخيرة الأنفسِ أو عمرها
من عمرها المذكور والأمثل))
((وسيرة الأحياء مكرورة
إرثاً إلى التالي من الأوّل))
((تخطها الأقدار بالأنمل
وسيلة في كل قلب خلي))
نحيا بها في الأرض أو في النجوم
((فالحب في الدنيا على ما بها
فؤادها الخفاق في صدرها))
((وروحها الباسم من روحها
وسرها المكنون في سرها))
((جاء إلى الأرض غريباً بها
لا جاهلاً معناه أو كارها))
((فشمته في الغاب مستوحشاً
مستخذياً في الغيل أو فارها))
((تثغو به الشاء وما حولها
وتنقيه الأسد في زَأرها))
((وزرته في الروض مستحيياً
مغرداً والطير في وكرها))
((يشدو به البلبل للبلبل
وقد تلاقى النبت في المنهل))
بالنبت والدوحة أمٌ رؤوم
((والحب في دنياك معنى الهوى
معنى توارى خلف استاره))
((معنى يلاحي القلب فيه النهى
كلاهما مغرىً بأسراره))
((وأنها لَلحرب يصلى بها
القلب، ويل القلب من ناره))
((وما القلب هدّاراً بإحساسه
كالعقل جباراً بِأفكاره))
((هذاك كالطير وذا حاكياً
جوارح الطير بأوكاره))
((فما بنى العصفور من عشه
هدّمه البازي بمنقاره))
((والفن ما بينهما يعتلي
ذراه والقلب وما يصطلي))
نار الهوى والعقل لفح السموم
((والحب مهما قِيل في شأنه
ساعٍ إلى الغاية أو سادر))
((أغرودةٌ في الكون صدّاحة
يشدو بها الفنان والشاعر))
((والأغيد المحبوب والمجتوى
والأم والكاعب والعاقر))
((فكان في الأسماع ترنيمة
أو قبلة رق بها النافر))
((وكان في القلبين تنهيدة
ضاق بها الواجد والثائر))
((وكان في العينين إيمَاءَةً
يشقى بها العابد والفاجر))
((في الروضِ في الشاطئ في المنزل
في الخدر في المخدع فيما يَلي))
فكان في الجنة أو في الجحيم
((أما أنا فالحبّ في عُنصري
جذْب تناهى وسرىً ما انتهى))
((وومضة بالليل في هدأتي
تضيء للعين وأضوي بها))
((وخفقة بالفجر في ثورتي
في مهجة الصب لها ما لها))
((فإن تكُ اللمحة من واجد
فإنني الزهرة في حسنها))
((وإن تكُ النظرة من عابد
فإنني النجمة في قطبها))
((وإن تكُ اللفتة من راصد
فإنني الأفلاك كيف أشتهي))
((أما لمن رام.. ففي الأعزل
عزّي وفي الرامح إذ ينجلي))
بالرمح والراية مجدى المروم
وأسفر الصبح ولما يزل
حديثها المروي ملء الفؤاد
وودعت واللحظ في إثرها
حتى تناهى بُعدها في البعاد
ولم تزل في النفس بي حاجة
للبث والتسآل رغم السهاد
إن حديث الحب في مسمعي
مهما تناهى لذتي والمراد
فالحب في كوني وفي خاطري
وفي حياة الفكر دنيا الجهاد
عقيدة في القلب يضرى بها
من شأنه شأنيَ بين العباد
إن هوى الفنان لم يسفل
ولم يُبع بالعرض الزائل
من روحه السامي سناه العظيم
وإن دنيا الحب مهما بدت
في العين دنيانا لدنيا النعيم
الطارف الزخار لا يرتضي
جديده في النفس أن يستديم
الثائر الفوّار لا ينتهي
صراعه في القلب أو يستنيم
فاستمتعي يا نفس إن الهوى
المتعة الكبرى لقلبي الكليم
فإن دنياي ولما تزل
حرباً على الفكر العتيد القويم
لم تبقِ للحر الذي لم يزل
يقصد في الآمال حلم العظيم
إلا بقايا أمل ذابل
مثل شعاع الكوكب الآفل
يلوح للنفس وراء الغيوم
 
طباعة

تعليق

 القراءات :679  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 184 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الأول - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج