طاب ليلي وحبيبي لم يزل |
هامساً بات يناجي في مهلْ |
صبّه المضنى فجد لي بالقبل |
يا حبيبي تحت ضوء القمرِ |
حين ضمّ الصدرْ |
أرسلَ البدر ضياه وامتطى |
صهوةَ الأفق وقد ضم الغطا |
والهوى روحين فامنن بالعطا |
وارو قلبي من لماك المزدري |
بعتيق الخمر |
هدأ الليل وضوضاء الصحاب |
وغدا الناعس يسقيني الرضاب |
والتقى الصدر مع الصدر وطاب |
في هدوء الكون ليل السمر |
وارتشاف الثغر |
لا تظن الشوق مني قد برد |
باللمى البارد بل عاد أشد |
يا حبيبي قد دنا الفجر وقد |
ملأ الجو ضياءُ السحر |
قم نحيي الفجر |
قم نحيي الفجر قبل النائمين |
ها هي الأطيار بين الياسمين |
غردت وانساب سلسال المعين |
بارداً يروي شفاه الشجر |
من فؤاد النهر |
ها هو الورد وقد ذاق الحميا |
من فم الفجر يناجيه شذيا |
وكما هز فؤادي شفتيا |
فتّح الورد ثغور الزهر |
للندى والقطر |
قد تلاشت حلوة تلك الليالي |
في فضاء العمر مجهول الكمال |
وسدىً يا قلب قد أبقت ببالي |
ذكريات ذاهبات الأثرِ |
من زوايا الفكر |
فَدع الأوهام يا قلبي وخالف |
نزقَ النفس وسلطان العواطف |
فلكم كنت بماضيّ مجازف |
فاترك اليومَ لعقلي حاضري |
فهو يملي الأمر |
للنهى والقلب حكمان وإني |
مازجٌ بينهما الآن فسلني |
من أسى الحس ومعسول التمني |
صفحاتٍ بارزات الأسطرِ |
في سجل العمر |