خود من التاميز عاطتني الهوى |
يوماً وقالت عن سواي ترفّع |
أما أنا فِليّ الدلال حرامه |
وحلاله في شَرعكم لم يُمنع |
فأجبتها إن الهوى في روحنا |
قِطعٌ من الأنفاس لم تتجمع |
سارت على متن القلوب رياحها |
لم تنفرد يوماً ولم تتوزع |
حسبي وحسبك في الهوى أيامنا |
فإلى سواك من الأعارب مَرجعي |
لكِ في الغرام وفي السياسة مهيع |
لم تنسه فذري لقلبي مهيعي |
إني برغم هواك بت مؤرقاً |
للخدر، للقفر الجديب، لمرتعي |
أين الصحارى في بديع صفاتها |
من قطعة حُفت بماء مسرع؟ |
الحب والليل الطويل وبدرنا |
باتت هنالك خُشّعاً مع خُشَّع! |
في زرقة العينين منك مقاتل |
لكنما وسط السواد مهاجعي |
يا حبذا الليلات طِبنَ بمكة |
حلماً من الأحلام لم يتسرع |
حلماً أتوق لذكره متوسداً |
كفاً لِريم تاه في حلمي معي |
إن كانت ((الخرطوم)) تجمعنا معاً |
يوماً من الأيام لم يتزعزع |
قلنا إلى الوطن الحبيب منازع |
رسخت وللأوطان أقوى منزع |
سترفرفين إلى بلادك حرة |
وأعود للبلدِ الحبيب الممرع |
وتعودنا الذكرى طيوفاً حلوة |
ويقودنا العاصي لهذا الطيّع |
فذري هواك على هواه كما اشتهى |
ودعي الحدود تذب كقلبيَ لا يعي |
فالحب في الأيام والدنيا معاً |
معنى يشيع بنا بغير تشيع |
كوني، أكن لك، حرة من جنسنا |
إن الهوى جنسٌ وحيد المربع! |