شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحبيب العاشق
نسائِمَ فجرِ الحب طوفي ورفرفي
بقلبي ولا تخشي اللظى المتوهجا
وقيتك من نار القلوب وإن تكن
إليها من الدنيا أحب وأبهجا
لها اللَّه ناراً أشعل الحسن نورها
سبيل هدى للعاشقين ومرتجى
ووقَدها نفح الأماني فما خبت
ضراماً وإحساساً وقصداً ومنهجا
فكانت لظىً لا كاللظى جَل وقدها
سنىً وسناء بالِغين بنا الرجا
لظى ذات معنى لابس الروح ضَوؤها
وقد شاع ممتد الجوانب أبلجا
فكان المنى في سكرة الحس دافقاً
وكان الهوى في خفقة القلب لاعجا
وكان الجوى في حرقة الوجد لاذعاً
تندى الأسى في وقدة أو توهجا
وكان الهوى في ومضة الفن لامعاً
رقيق الصدى بالنور والحسن لاهجا
وكان من العمر الهنيء ربيعه
حياة وأحلاماً وفجراً تبلّجا
فيَا لكِ من رفرافة ينفحُ الهوى
بِأعطافها عَرْفَ النفوس مؤرجا
فِدَاك حمى القلب الذكي فعطري
برياك رياهُ الشذِيَ المؤججا
فلا عاق مسراك المُجَنحَ عائق
وإن قصرت عن شأوه صولة الحجى
ولامس مهديك الأذى يا ابنة الهوى
وقد رف في صدر الحبيب ولجلجا
حنانيك يا روْح النفوس فلم يزل
مطافك إشراقاً ويومك سجسجا
ورحماك إن مدّ الغرام رواقه
بمسراك في القلب الشجي وأدلجا
فليل الهوى يا فرحة القلب مارد
عتي تناهى فيه في هوله الدجى
ويا نسمات الحب في فجر ليله
تباركت إن أمسى وبوركتِ إن دجى
رعى اللَّه من أهداك في غفلة النهى
إلينا وأهدى قلبه منك مخرجا
فما زال كالزهر النضير مفوفاً
وكالضوء رفاف الهباء مموجا
وإن بات ملء العين رياً وفتنة
وسحراً نماه السحر حسناً مفلجا
هداكِ وقد اُهديته قبلُ باسماً
إليّ، إلى القلب الذي كان مرتجى
وأغفى وقد أجرى الدلال بمهجتي
وفي خاطري مجرى الجفاء فأنهجا
أفانين وصل عودتنا فتونَها
طرائقُ حسنٍ ما أدنى أو تبرجا
فرقَّ ولم يسمح ودلّ ولم يصلْ
كلا حالتيْ وجدٍ يطيل التأججا
فيا للقضا! في سخره ومضائه
وإبرامه أمراً بأمر تولجا
ويا للهوى! من عاشق أي عاشق
براه الشجى البادي فأغرم بالشجا
يجور علينا في الغرام وليته
إذا جار من يهواه من جوره نجا
وليت الذي أصباه لم يك مبدياً
له التيه إن ألوى وإن هو عرّجا
ويا ليته أصغى فأرضاه عاشقاً
رقيق الهوى رق الهوى أو تحرجا
أجل يا حبيبي! إنني الآن مشفق
عليك إذا ليل الغرام بنا سجا
بنا جلدٌ يقوى على حَرَج الهوى
وقلبك لا يقوى إذا هو أحرجا
وجفنك هل يقوى على السهد والأسى
بأهدابه الكحلاء واللحظ أدعجا
وثغرك، من للثغر يهتز صادياً
وزفراتك الحرّى تصاعد في الدجى؟
وصوتك سحري الأغاريد من له
إذا غص بالنجوى أسى أو تهدجا؟
وعينك، ماذا حال عينك إن رأت
على الخدّ دمع البين فيها ترجرجا؟
تُراها وقد ريعت بمسبل دمعها
على الخد مدراراً همى وتدحرجا
زَوَت لحظها كِبراً فجفف دمعها
ضياء جمالٍ قد زها وتموجا
وصولة حسن ما استقامت لعاشق
سواك وقد أنميت زهراً مؤرجا
وثورة قلب في القلوب محكم
يُرى عانياً مستأسر اللب والحجى
أم ارتاض للسحر الخفي دلالها
فذلّله حكم الهوى إذ تنفجا؟
نعم إنها دنيا الهوى في اعتسافها
فهذا الهوى ما زال أرعن أهوجا
ولكن دنيا الحسن أعنف ثورة
وآنف إعزازاً وأقوم منهجا
فيا ليتها لما كواكَ بناره
هواك وابدى كِبره المتنفجا
أعاذتك مما هد قلبي وخاطري
وأعفتك من هول يضيق به الرجا
حبيبي وها بيني وبينك في الدجى
صِلاَتُ الهوى العاتي نما وتأججا
ومد إلى قلبي وقلبك كفه
فأردى وأضوى ثائراً ومضرجا
فبتنا سميريْ صبوة ما تلاقيا
وإن تخذا مرقى الصبابة معرجا
أطِلّ على كوني الصغير مرفرفاً
وأشرق يشرق بك الكون والدجى
وأهدِ إلى فني الرقيق وقد شدا
بدنياك فناً رائع اللحن مبهجا
هو الفن هذا زاخر العمق ناصعاً
إذا رام أعلاق المعاني ودبجا
مُغذاً إلى دنيا النفوس ونبضها
خيالاً قوياً لا كسيحاً تعارجا
ولا مقعياً في وهدة القحف والكوى
تعثر في سفح الضلالة دارجا
يزجيه سيال اليراعة شاعر
فتي القوى لا قزمة قد تنفجا
ولا ضاوياً كهلاً إذا راح فكرة
وقد قالها يوماً كبا وتلجلجا
فيها أيها الباكي المطل من الكوى
على ليله الداجي كفاك ضنى الوجى
ويا أيها الشادي المرفرف قلبه
بدنيا الهوى هيمان حيران لاهجا
إليّ، إلى دنيا القلوب وفنها
وطر فالهوى والحسن فيها تمازجا
فإن كنت في عرش الجمال مملكاً
فقد بت في عرش الغرام متوجا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :692  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 178 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج