قد ظل يوليني الحنان مهفهف |
اَلِفَ الحنانَ فما تدلل أو هجرْ |
ورأى الوصال حُبالة يصطادني |
بشباكها إن مال قلبي أو نفر |
فافتنّ يلهب من شعوري ساكناً |
همد الهوى فيه فأوقظ واستعر |
بالثغر يبسم، بالقوام تحدثت |
حركاته، باللحظ ينطق بالحَوَر |
بالروح تشرق، بالدلال تزاحمت |
فيه المنى، بالحسن يفتن، بالخفر |
وأقام لا يلهيه عني شاغل |
إن قام يستأني العواطف أو ظفر |
ومضى يظلله الغرام يطل في |
قلبي ويبسم لي تناعس أو نظر |
ومشى بنفسي كالنسيم يرود من |
نفسي جوانبها وما فيها استتر |
فمشى الغرام يدب فيّ دبيبه |
ويشيع فرحته بنفسي واستقر |
فَجننتُ فيه جنون صبّ والِهٍ |
وافاه مقدور الغرام على قَدَر |
ضنًّا به وبحسنه وجماله |
أن يستباح من القلوب، من النظر |
فارتدّ يولي الغير فرط حنانه |
وبمهجتي من غيرتي لذعُ الشرر |
ويذيقني فن العناد منوّعاً |
ويكيدني فيما أراد وما أمر |
كيد الحبيب تعددت في كيده |
ألوانه حتى تمرس واشتهر |
فلقيت منه وفي الهوى وطيوفه |
لوّاحةً لم تبق فيّ ولم تذر |
وشقيت من هول النوى وسقامه |
وبقيت مكلوم الفؤاد على خطر |
غيران والأشباح حولي حُوّمٍ |
أبداً تمثله علي شتى الصور |
سهران في فكري تطوف بيَ الرؤى |
في غفوتي فتقضّ جنبي والمقر |
متوحداً أجد التكتم في هوا |
ي هوىً يهون به القهر |
ومُنىً تلذ بها المنى فَجوَا |
يَ فيه جوى يجلّ عن الخبر |
حتى إذا أذن النوى، لا كان بعدُ لنا نوىً، برحيله وحلا السهر |
بسم الزمان بفجر أسعد ليلة |
ضحكت لنا فيها الكواكب والقمر |
بات الحبيب مسامري ومحادثي |
ومداعبي ومعانقي حتى السحر |
مثلي سعدت به وبت من السعا |
دة في الهوى روحاً تفتح كالزهر |
روحاً تضيق برحبها الدنيا، يضيق به احتمالاً، فيّ أمانيه، الوطر |
يدنو بِيَ الأمل القريب محبباً |
ويطير بي الأمل البعيد وقد حضر |
هيمان يسعدني الحبيب بما يفيض به استطال، وقد تفنن، أو قصر |
فرحانَ أزجيه الحديث منوعاً |
وقد احتفلت به تفجر وانتثر |
ووصلت منه إلى الهوى أسبابه |
غاياته ما جدّ منه وما غبر |
وعمدت فيه إلى مصارحتي به |
خبراً فرق وهش يبسم للخبر |
وتوردت وجناته وتكلمت |
رنواته وزها بِعينيَ وازدهر |
فطفقت ألثمه وراح مُقَيّداً |
قلبي بأغلال المحبة في خفر |
يا ناصباً شرك الهوى متصيداً |
مهجاً تحوم لديه تستوحي الغرر |
أطلق شباكك في الورى كيف اشتهي |
فن أجدت فليس يهزمك الحذر |
وإليك قصتك التي عودتني |
أمثالها منظومة بك تُشتهر |
يا أيها الأمل الحبيب ويا حبيبيَ كيف كنت وكيف دان لك القدر |
هذا احتيالٌ في الغرام عَرفته |
رغم الغرام وأينَ لي منه المفر؟ |