عطفتِ على قلبي فما أمتع الهوى |
وما أمتع اللذاتِ تغمر إحساسي |
وجئت إلي الآن يسترك الدجى |
عن الحاسد الواشي وعن أعين الناس |
تميسين يحدوك الوفاء وخفقة |
بقلبٍ لإيمان الهوى ليس بالناسي |
طويتِ الدياجي، لا عدمتك، بعدما |
طوى العتب من هجراننا كل قرطاس |
فأحييت قلباً كان بالأمس هامداً |
فعاد طروباً خافقاً جد حساس |
وآنست ((وكراً)) لا يزال محبباً |
إليك وإن طال النوى فوق مقياس |
فيا هيكل الأحلام في معبد الهوى |
ويا منبع الآمال ملأى بإيناسي |
ويا كوكباً في أفق عمري تألقت |
أشعته فأنجاب غيهب إبلاسي |
دعي زفرات النفس تشك الجوى الذي |
أعانيه إن لم تلمسيه بأتعاسي |
دعي قلبيَ الخفاق يهمسْ مصوراً |
هواه إلى قلبٍ بصدرك همّاس |
فكم بات في صدري وحيداً معذباً |
يكابِد أهوال النوى ويقاسي |
ضعي شفتيك الغضتين على فمي |
لِيُطفأ من برد اللمى حَرّ أنفاسي |
وخلِّ ذراعينا يضمان جسمنا |
كما ضم قلبينا غرامُهما الراسي |
فيا طيب ليل أنت فيه جليستي |
وكان الضنى والهم والشوق جلاسي |
ويا بهجة الدنيا إذا دان للفتى |
بها القدر العاتي أو الأمل القاسي |
حنانيك لا تمضي فما طول المدى |
إذا غبت عن عيني وعاودت وسواسي |
ويا ربة الإلهام ما هز خاطري |
وألهب فكري في الدجى وحواسي |
وعينيك لولا مأمل مُتجدّدٌ |
يؤازِرُه حيناً تعطفك الآسي |
ولولا حقوق للشباب ومَوْطني |
أريد قضاها كنت ساكن أرماسي! |